الصحف الأجنبيَّة: تفاصيل جديدة عن تورط سعوديين كبار في هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر

 

كشفت الصحف الأجنبية مؤخرًا عن تورط موظفين حكوميين سعوديين كبار بدعم الإرهابيين منفذي هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، حيث أدرجت صحيفة “الغارديان” البريطانية أدلة دامغة تدين بعض الموظفين الحكوميين وطالبت بعدم التساهل في التحقيقات الجارية في القضية.

 

وفي سياق آخر، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على مخطط وصفته بالخطير لاتخاذ “القاعدة” مقرًا رئيسيًا لها في سوريا، وما للأمر من تداعيات خطرة على أوروبا، وذلك بدعم القاعدة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي التابع لها بوجه تنظيم “داعش” الإرهابي، في حين انتقد صحفيون معروفون بانتمائهم لليمين الأميركي سياسات الرئيس باراك أوباما.
“القاعدة” تخطط لاتخاذ سوريا مقرًا رئيسيًا لها

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا يكشف معطيات منقولة عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين كبار يعملون في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، مفاده أنَ القيادة العليا لدى تنظيم القاعدة الإرهابي في باكستان “قررت أن يكون مستقبل الجماعة الإرهابية في سوريا وأوفدت لذلك الهدف عددًا من محاربيها القدامى المخضرمين إلى هذا البلد”.

وفي التفاصيل، ذكر التقرير أنَّ انتقال كبار “جهاديي” القاعدة يعكس أهميَّة سوريا المتزايدة بالنِّسبة للتَّنظيم الإرهابي، وعلى الأرجح ينذر بتصعيد الخصومة بينها وبين تنظيم “داعش” الإرهابي، بحسب مسؤولين غربييِّن. كما أوضح التقرير أنَّ التَّعليمات صدرَت إلى نشطاء القاعدة هؤلاء ببدء عملية إنشاء مقر بديل للتنظيم في سوريا، والتَّأسيس لإمكانيَّة إنشاء إمارة من خلال الجماعة التَّابعة له في سوريا، أي “جبهة النصرة”، وذلك من أجل التنافس مع “داعش”، كما حذر التقرير من أن مثل هذا الكيان قد يشكل تهديدًا إرهابيًا كبيرًا للولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار التقرير إلى أنَّ متزعم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري أوفد “جهاديين كبارًا” إلى سوريا عام 2013 بغية دعم جبهة النصرة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنَّ الظَّواهري كان قد أرسَل بعد مرور عام على ذلك خلية تسمى “خورسان”، قال مسؤولون أميركيون أنها تخطط لشن هجمات على الغرب. واستنادًا إلى آراء محللين غربيين، رأى التقرير أن تعزيز القاعدة لتواجدها العسكري في سوريا من شأنه أن يعطيها فرصة ذهبية، إذ أنَّ دولة تابعة للقاعدة مقرها سوريا لن تكون على مسافة أقرب من أوروبا فقط بل ستستفيد أيضًا من التَّجنيد والدَّعم اللُّوجستي في ظلّ وجود المقاتلين في كل من العراق وتركيا والأردن ولبنان، ونبه التقرير إلى أنَّ الظواهري أصدر أوائل هذا الشهر أوَّل تسجيل صوتي له منذ أشهر عديدة، حيث “مهّد بذلك الطَّريق ليستفيد رموز القاعدة من جبهة النصرة بغية إنشاء إمارة في سوريا بمباركته”.

وإذ ذكر التقرير أن هذا التقييم حول “القاعدة” و”جبهة النصرة” في سوريا يستند إلى مقابلات أُجرِيَت مع عدد من المسؤولين الاميركيين والاوروبيين العاملين في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، إضافةً إلى محللين، لفت إلى أن أغلب هؤلاء اطلع على معلومات سرية وصلت عبر الجواسيس والتنصت الالكتروني، وقد ركز المسؤولون الغربيُّون بشكل خاص على العضو البارز فيما يُعرف بـ”مجلس الشورى” التابع للقاعدة “سيف العدل”، وهو الذي أشرف على التنظيم عقب مقتل زعيمه السابق أسامة بن لادن.
انتقادات يمينية للسياسات الخارجية للرئيس الأميركي في المنطقة

في سياق آخر، كتب نائب مدير صفحة التحرير في صحيفة “واشنطن بوست” Jackson Diehl مقالة رأى فيها أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما تبنّت “واجب عدم التدخل” في سياساتها، وقال الكاتب المنتمي إلى مدرسة المحافظين الجدد أن “عقلية إدارة أوباما تحدد المصالح الأميركية في إطار ضيق جدًأ وتركز بشكل كبير على تحقيق هذه المصالح”.

وأضاف الكاتب أن “نتيجة لذلك استثمرت إدارة أوباما بشكل كبير في العراق من أجل استمرارية الحكومة المركزية ورئيسها “الضعيف” حيدر العبادي ، مشيرًا إلى أن المطلوب كان أن يوفر العبادي ما يكفي من التغطية السياسية لعملية إعادة بناء ما يكفي من الجيش العراقي بقيادة أميركية لاستعادة الموصل بمساعدة من الأكراد.

ورأى الصحفي في الـ”واشنطن بوست”، أنه على الرغم من أن “الحملة العسكرية التي تقودها أميركا قد تقضي على داعش من خلال استعادة الموصل والرقة، إلا أن لا وجود لخُطَّةٍ واقعيَّة لرسم حدود الهياكل السِّياسيّة التي ستحل مكان داعش”، وذلك يجعل بعض الأطراف التي قد تساهم بالعمليات من أجل استعادة المناطق، غير مستعدة للمضي قددماً، بالتالي فإن رفض أوباما الانخراط سياسيًا يجعل أهدافه “الضيقة” غير قابلة للتحقق، بحسب كاتب الصحيفة.

الـ”غارديان” تشكف تورط السعودية بهجمات الحادي عشر من أيلول

بدورها، نشرت صحيفة الـ”غارديان” البريطانية تقريرًا كشفت فيه إعلان أحد الأعضاء الجمهوريين في لجنة الكونغرس التي حققت بأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، عن قناعته بوجود أدلة دامغة تدين موظفين حكوميين سعوديين كبار بالتَّأسيس لشبكة تدعم منفذي الهجمات الإرهابية، وطالب إدارة أوباما بـ”التحرك السَّريع لرفع السريَّة عمّا ورد في تقرير لجنة الكونغرس عن ارتباط سعوديين بالهجمات”.

كما أوضح التقرير أن الكلام الصادر عن وزير البحرية في إدارة دونالد ريغن آنذاك ،”John Lehman”، يشير إلى بروز أول خلاف علني بين أعضاء لجنة الكونغرس البالغ عددهم 10 أعضاء، وذلك منذ صدور تقرير اللجنة عام 2004، وذكَّر التقرير بتصريح “Lehman” بأن هناك تورط ًاكبيرًا جدًا لأفراد سعوديين بدعم خاطفي الطائرتين، وبأن بعض هؤلاء “عمل في الحكومة السعودية”. كما اعتبر “Lehman” أنَّ اللَّجنة رُبَّما ارتكبَت خطأ جراء عدم إيضاح ذلك في تقريرها، وقال ” كان يجب على التقرير الذي أصدرناه عدم تبرئة السعودية مطلقًا”.

ومما جاء في التقرير أيضًا أن “Lehman” جدد التركيز خلال التحقيق على موظفي وزارة الشؤون الاسلامية السعودية (المعروفة باسم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد) التي كانت ترعى المدعو فهد الثميري، وهو الموظف الذي أثبت تورطته بدعم الخاطفين، كما نقل التقرير عن عضو آخر في لجنة الكونغرس اشترط عدم الكشف عن اسمه بأن اللجنة لم تكن صارمة حيال السعوديين كما يجب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.