الفقر يسبّب إكتئاب أكثر من مليون بريطاني
صحيفة البعث السورية-
ترجمة: عناية ناصر:
أظهرت دراسة أجراها معهد أبحاث السياسات العامة في المملكة المتحدة، وشركة الاستشارات والتحليلات “لاين كلارك أند بيكوك” أن الفقر تسبّب في وقوع أكثر من مليون و300 ألف حالة اكتئاب في بريطانيا، حيث تعاني مناطق شمال غربي انكلترا أسوأ مستويات الصحة النفسية العقلية.
وبيّنت الدراسة التي تمّ إجراؤها في أجزاء مختلفة من البلاد العلاقة الواضحة بين النتائج الصحية من جهة، والأوضاع المادية للأفراد من جهة ثانية. فالأفراد البالغون الذين يعيشون في مناطق تشهد مستويات من الفقر أعلى من غيرها، كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لتشخيص إصابتهم بالاكتئاب، مع تسجيل أعلى معدلات انتشار لتلك الحالات في مناطق جميعها في شمال غربي إنكلترا. إلا أن المثير للقلق أن تصل حالات الاكتئاب إلى مليون و300 ألف حالة، بسبب الظروف المادية التي يرزح الناس تحت وطأتها.
وفي هذا الشأن أشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن فرداً من كل أربعة أشخاص بالغين يعيشون في المناطق الأكثر حرماناً في إنكلترا، قد عانى أحد أشكال الاكتئاب، بالمقارنة مع 12 في المئة في المناطق الأقل حرماناً، حيث ارتفعت مستويات الاكتئاب في شهر آب خلال عام 2021 الماضي بـ10 في المئة عن المستويات التي أُبلِغ عنها قبل تفشي الوباء.
وكان معهد أبحاث السياسات العامة قد وجّه انتقادات إلى الحكومة البريطانية، بسبب تجاهلها موضوع الصحة العامة في مراجعتها الأخيرة للإنفاق التي أجرتها في شهر تشرين الأول 2021، مطالباً إياها بتخصيص 35 مليار جنيه إسترليني لموازنة الصحة العامة.
كما علّق جوناثان أشوورث وزير الدولة لشؤون الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة الظل “العمالية” المعارضة، على تقرير معهد أبحاث السياسات العامة مشيراً إلى أن الحقيقة المدمرة تتمثل في أن الفقر يسبّب الأمراض، والمرض يتمكن غالباً من إيقاع الناس في براثن الفقر، وأضاف: “إن وعود الحكومة البريطانية بـ رفع مستوى معيشة الأفراد تظل جوفاء تماماً، ما لم تتخذ إجراءات تهدف إلى معالجة الحرمان، والتركيز على تأثيره على الصحة الجسدية و العقلية للناس، وإن وضع إستراتيجية شاملة ومجدية في معالجة حالات عدم المساواة الصحية، باتت الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.
وفي سياق متصل حذّر مركز الصحة العقلية من عدم المساواة في مجالات الصحة النفسية، مشيراً إلى أنها تؤثر على المجتمعات التي ينتهي بها المطاف بأن تكون لديها أفقر حالات الصحة الذهنية والنفسية.
“إن معالجة الفقر وعدم المساواة المالية تحسّن الصحة العقلية للجميع، وقد ثبت أن زيادة دخل أفقر الناس تقلل من معدلات الاكتئاب، وبالتالي، يتطلّب الأمر النهوض بعمل عاجل ومنسق على مستوى وزارات الحكومة”، وفقاً لـ آندي بيل نائب الرئيس التنفيذي لمركز الصحة العقلية.