القهوة أصلها يمني وكانت شرطاً في عقود الزواج بمصر

coffe

بمناسبة اليوم العالمي للقهوة والذي يوافق 1 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، نعرض نبذة عن كتاب (هذه الأميركا)، للكاتب جوناثان كورييل، والذي يتتبع فيه نشأة القهوة ومراحل انتقالها بين الدول حتى غزت العالم أجمع.

يقول الكاتب إن أصل القهوة يعود إلى شبه الجزيرة العربية في القرن 15 الميلادي، حيث وجدت طريقها من هناك إلى أوروبا بعد مائتي سنة.

بدأت مع الصوفيين في اليمن، لتتجه شمالاً عبر الصحراء إلى مكة المكرمة، ثم إلى القاهرة، ثم تعبر البحر المتوسط إلى القسطنطينية، ومنها تحولت القهوة إلى صرعة عالمية وصارت موضة راقية في باريس ولندن وبوسطن الأميركية.

وبحسب كتاب كورييل، فإن بابا الفاتيكان بارك هذا المشروب، في أوائل القرن السابع عشر سامحاً للمسيحيين بتناوله ومتجاهلاً في ذلك احتجاجات القساوسة الذين قالوا بأن هذا الشراب المليء بالكافيين إنما هو منتج لـ(شياطين الإسلام).

بدأ طقس تناول القهوة كما يروي كتاب (هذه الأميركا) بين اتباع الطريقة الشاذلية في اليمن.

وانتقلت إلى مكة، المكان الذي شهد ولادة المقهى الأول في العالم حوالى عام 1500، كما أنها المكان الأول في العالم الذي تم فيه تحريم المقاهي وتناول القهوة بفتوى دينية عام 1511.

فبينما اعتمد الصوفيون القهوة كمنشط طبيعي، رأي بعض القادة المسلمين إن الإقبال عليها منافٍ للإسلام لأن القهوة تؤثر على الوعي البشري، وأن المقاهي تبعد الناس عن المساجد، وتقترب بهم من مجالات اجتماعية تحض على الرذيلة.

وانتشرت القهوة في القاهرة مع حضور الطلبة اليمنيين للدراسة بجامعة الأزهر.

وقد صارت مصر شديدة الولع بذلك المشروب لدرجة أن عقود الزواج باتت تتضمن بنداً يشترط حق المرأة في طلب الطلاق من زوجها إذا كان في جملة تقصيراته الامتناع عن إمدادها بالقدر الكافي من القهوة.

ويمضي الكاتب الأميركي كورييل في سرد رواية القهوة، ويقول إنه بعد دخول العثمانيين مصر العام 1517، صارت القهوة من المقومات الأساسية للمجتمع التركي، وسلعة من السلع الأغلى قيمة.

ومع حلول العام 1570، أي بعد خمس عشرة سنة من وصول القهوة إلى القسطنطينية، باتت العاصمة التركية تضم أكثر من ستمائة مقهى.

وقد سمى العثمانيون هذا الشراب (كافيه)، وذلك تحريفاً للكلمة العربية (قهوة)، وأطلقوا اسم (كافه خان) على مكان بيعها.

واستوردت تركيا معظم البن من مدينة موتشه اليمنية، وكتب أحد المراقبين لمشهد الحياة في القسطنطينية، إن أفراد الطبقة الأشد فقراً كانوا يستجدون النقود في الشوارع لشراء القهوة.

وهكذا فإن الولايات المتحدة الأميركية مدينة بحسب جونثان للإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر بتذوق القهوة لأول مرة.

كان جون سميث الإنجليزي مغامراً وعميلاً سياسياً يقاتل ضد العثمانيين في المجر، ثم وقعت كتيبته العسكرية تحت سيطرة الجنود العثمانيين الذين قطعوا رؤوس معظم جنود الكتيبة، وجرحوا الباقين.

وحين جاء عدد من اللصوص لسرقة المكان، وجدوا سميث الجريح وسط كومة من الجثث، فقاموا ببيعه كعبد إلى باشا تركي، وخلال فترة حبسه، لاحظ سميث الإقبال على ارتشاف شراب يسمى (كوفا).

وبعد أن تمكن من الهرب والعودة إلى إنجلترا، كتب عن الأتراك (إن أفضل مشروباتهم هي الكوفا المصنوعة من حبوب يسمونها كوافا).

ومن خلاله انتقلت القهوة إلى أميركا شراباً كهذا، وصارت سلعة غالية الثمن. ومع حلول العقد الثالث من القرن 17، صارت القهوة تباع في الحانات والفنادق وأصدرت بوسطن رخصة المقهى الأول العام 1670. وفي نيويورك افتتح المقهى الأول العام 1696.

ومع نهاية القرن حلت القهوة مكان البيرة كشراب للإفطار، وبعد ذلك بقرن واحد كانت أميركا قد صارت أمة يقبل جميع أهلها على شرب القهوة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.