انفجار الأشرفية محترف بامتياز.. وهدفه تأجيج نار الفتنة وإعادة خلط الأوراق

موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:

استعرت حرب المخابرات على جبهات لبنان وسوريا والمنطقة برمتها  لتطاول هذه المرة رئيس فرع المعلومات وسام الحسن في انفجار يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي اودى بحياة رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في شكله ومضمونه، ووصفه مصدر أمني رفيع المستوى بالمحترف للغاية من حيث الرصد والمتابعة والتنفيذ، فضلا عن الخرق المحقق في الدائرة الضيقة المحيطة بفرع المعلومات ومراكز القرار داخله.
وما يعزز ذلك هو اعتقاد المصدر أنّ الحسن كان في مهمة سرية لا يعرف عنها سوى القليل من المقربين منه، كما أنّ جهازه الأمني الخاص هو الوحيد الذي يعرف كيفية انتقاله والطرق المفترض سلوكها، خصوصا أنّ الانفجار وقع في شارع ضيق ومأهول من شأنه أن يرغم السيارات على العبور ببطء شديد بما يسهل عملية تحديد الهدف ومن ثم التسديد وإنجاز المهمة بحسب التعابير المستخدمة.
واستنادا إلى المشاهدات الميدانية، يشير المصدر الى ان المادة المستخدمة في عملية التفجير تشبه إلى حد بعيد تلك التي استهدفت رفيق الحريري بدليل التشابه بين حجم الاضرار وطبيعة الانقاض، فضلا عن اتساع دائرة الاضرار، بما لا يتناسب مع القول ان العبوة تزن بين الخمسة وعشرين والثلاثين كيلوغراما، الا اذا كانت تحتوى على مواد شديدة الانفجار، وهذا هو المرجح، ما يعني ان العملية برمتها هي من تخطيط وتنفيذ اجهزة استخبارات محترفة للغاية ومدربة وتتمتع بتدريبات عالية وتقنيات حديثة تسمح بالمراقبة الدقيقة.
وفي حين يمتنع المصدر عن تحليل الاهداف السياسية الكامنة وراء عملية الاغتيال، يعتبر قيادي سياسي بارز أنّ هناك أكثر من مستفيد من العملية بحيث يمكن التكهن بان الهدف هو تأجيج نار الفتنة السنية – الشيعية ونقلها إلى لبنان في زلزال شبيه بالذي أحدثه استهداف الحريري فيعيد خلط الاوراق، ويرسم معادلات جديدة وفق موازين قوى يفرضها الشارع المتحرك. كما لا يمكن استبعاد نظرية  توجيه ضربة قاسمة للمعارضة السورية التي تتحرك انطلاقا من لبنان وشماله تحديدا، بحيث يمكن الربط بشكل او بآخر بين التوقيت الدقيق المتناسب والعمليات العسكرية السورية الحاصلة في القصير وضواحيها والهادفة إلى اقفال معابر التهريب مع لبنان.
ولا تستبعد المرجعية السياسية الاهداف الاقليمية البعيدة المدى، وذلك في ظل حديث متنام عن اعادة تركيب تحالفات وتسويات على مستوى المنطقة انطلاقا من سوريا ولبنان، بما يفرض ازاحة رؤوس كبيرة قادرة على خلق هزات ارتدادية مرتبطة بالوضع الاقليمي، ومستفيدة من الخلل الحاصل على الصعد السياسية والامنية الاقليمية كافة، بحيث يمكن توجيه اصابع الاتهام السياسي في اكثر من اتجاه نظرا لتعدد المستفيدين الاستراتيجيين من عملية الاغتيال.
في هذا السياق تعود المرجعية   لتذكر بان الاقتراب من دوائر القرار الدولي وتقاطعاته لا يمكن الركون لها لاسيما في دولة تشكل بحد ذاتها ساحة صراع وصندوق بريد وارض خصبة لشتى المخططات والمشاريع، وبكلمة اوضح فان لبنان بلد متلق لم يرق إلى درجة صنع القرار او التأثير به، انما مادة للتفاوض بحسب التعبير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.