بـ”بيغاسوس” إسرائيل تخترق العالم وأوروبا ترتبك

وكالة أنباء آسيا:

تساءل الكاتب الصحفي المعني بشؤون الشرق الأوسط “كالي روبنسون”، في موقع مجلس العلاقات الخارجيَّة هذا الأسبوع، عن كيف أشعلت برامج التجسس الإسرائيلية بيغاسوس “Pegasus” الجدل.
وبحسب ما ورد عن الكاتب، استخدمت إسرائيل برنامج التجسس Pegasus التابع لمجموعة NSO كورقة مساومة دبلوماسية، وأدى سوء استخدامها من قبل العديد من الحكومات إلى تكثيف النقاش الأكبر حول تكنولوجيا المراقبة، وكيف أدَّى الكشف عن الانتهاكات الواسعة النطاق لبرامج التجسس الإسرائيلية القوية الصنع إلى إدانة دولية وتدابير عقابية، بما في ذلك العقوبات والدعاوى القضائية.
وكشفت فضيحة التجسس أيضًا عن ثغرات تنظيمية مقلقة فيما يتعلق بتقنيات المراقبة الناشئة، ولكن من غير الواضح ما إذا كان الجدل بشأن بيغاسوس سيحفز أي تنظيم فعال، ويعتبر بيغاسوس برنامج مراقبة من الدرجة العسكرية تم إنشاؤه بواسطة NSO Group، وهي شركة مقرها في منطقة تل أبيب، وتم بيعها إلى وكالات حكومية أجنبيَّة، وطور بيغاسوس بواسطة عملاء استخبارات إسرائيليين سابقين.
واكتسبت هذا البرنامج سمعة باعتباره “أقوى سلاح الكتروني في العالم”، لقدرته على اختراق الهاتف الذكي للهدف، دون مطالبة المستخدم بالنقر فوق رابط لتفعيل البرنامج الضار، بمجرَّد التثبيت، ويمكن للبرنامج جمع جميع بيانات الجهاز دون اكتشافها.
ومنذ عام 2011، قامت NSO بترخيص بيغاسوس لوكالات إنفاذ القانون والاستخبارات الأجنبية كوسيلة لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، والجرائم الكبرى الأخرى، وبحسب المعلومات فإن ما لا يقل عن 18 حكومة أجنبية تمتلك المنتج، وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي غير معروف. تقول الشركة إنها لا تستطيع مراقبة، كيف يستخدم عملائها بيغاسوس، لكنَّها أنهت عدة عقود بسبب انتهاكات حقوقية تم الإبلاغ عنها.
يذكر أنه في عام 1979، سنت إسرائيل قانون “التنصت سرا”، وفي العام 2010، تأسست شركة “NCO Group” ويعمل فيها نحو 500 موظف، وتتخذ من تل أبيب مقرا، وفي عام 2016 طلبت الشركة 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون دولار رسوم تثبيت البرنامج، بحسب موقع “فاست كومباني” (FAST COMPANY).
وفي 10 يناير/كانون الثاني 2019، كشفت تقارير صحفية عبرية عن تكنولوجيا إسرائيلية مكنت السلطات المكسيكية من إلقاء القبض على أخطر تاجر مخدرات في العالم وهو خواكين جوزمان المعروف باسم “إل تشابو”، والذي كان المطلوب الأول بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
وفي أغسطس/آب من عام 2020، صحيفة هآرتس قالت إن شركة “NCO” الإسرائيلية باعت برامج تجسس “بيغاسوس” التي تتيح اختراق الهواتف النقالة إلى دولة الإمارات الخليجية بمئات ملايين الدولارات بوساطة دولة إسرائيل خلال السنوات الماضية.
وفي يوليو/تموز 2021، كشف تحقيق صحفي شارك فيه 80 صحفيا من 17 وسيلة إعلامية أن أنظمة حكم ودول عدة حول العالم استغلت برنامج “بيغاسوس” من أجل التجسس على نحو 180 صحفيا حول العالم، وأن البرنامج استغل من قبل دول بعينها في قضايا تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان.
وفي فبراير/شباط الماضي، دعت الهيئة المشرفة على حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، إلى حظر بيغاسوس. وقالت الهيئة الأوروبية، إن استخدام برنامج بيغاسوس قد يؤدي إلى “مستوى غير مسبوق من التدخل، وهو قادر على التدخل في أكثر الجوانب حميمية في حياتنا اليومية”.
ومؤخرا؛ صوّت البرلمان الأوروبي على إنشاء لجنة تحقيق جديدة للتحقيق في مزاعم حصول الدول الأعضاء في أوروبا على برنامج التجسس بيغاسوس واستخدامه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.