بلا سياسة: جدي عندو حمار…

 

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:

من زمان قررت إني إنسى… وفعلا نسيت كتير إشيا، نسيت القراءة والكتابة ونسيت التاريخ والجغرافيا وأهم شي إني نسيت السياسة…
وحسيت حالي إني كتير مرتاح، يعني بتصير عايش عالهامش ما في شي بيشغلّك بالك، وخلص تعودت عالهومشة ومشي الحال وما بقى خصني بكل شي عم يفتل من حولي… رسمت خط الحياة على الشكل التالي: شغل وبيت يتخللهما كم دق ليخة ومشاهدة كم ماتش فوتبول… ولك إيه يعني خلص قلت تحررت من كل شي إسمو شغلة بال ووجع راس…
مرقت الأيام عادي وماشي الحال، لحد ما فقت اليوم من قيلولتي يلي دامت شي تلات سنين وبراسي غنية (كلن عندن سيارات وجدي عندو حمار)…
إنو كيف لحتى خطرت عبالي ما بعرف… بس خلص فقت وهيي براسي، وصرت فكر إنو أديش حمار جدي كان يحل مشاكل الحياة، يعني كان جدي يركبنا خلفو وياخدنا مشوار مثلاً، بينما هلأ بدك تضرب أخماس بأسداس قبل ما تروح تشتري سندويشة فلافل…
وكمان إنو كان البوليس يأشرلو والسيارات تزمرلو وعادي كان يمشي ولا فارق معو شي.. ما شغلة كبيرة كان حمار جدي…
وهون سألت حالي إنو إذا حمار جدي كان يعرف كيف يعيش ويعرف إنو الطريق من هون مش من هونيك، والأهم إنو كان يعرف حالو حمار وما كان يستحي، طيب ليش هلأ بهيدا الزمن الحمير تغيروا؟؟؟؟
ليش حمير هيدا الزمن بطلوا يعترفوا بحمرنتن؟؟؟؟
يعني صرت إذا شفت حمار تخاف تقلو يا حمار، ولك دغري بينط بدو ياكلك وبتتحرك عندو الفييلنغز (المشاعر)…
وع شوي أو ع كتير بياخد منك موقف وبيصير ضحية وبيقاضيك بالمحاكم. ولك لا يا حبيبي له روق مش هيك الأمور بتمشي…
يا حبيبي بعرف انك مقتنع بحمرنتك، ولكن عم تحاول تخلي يلي حواليك يشوفوك سبع البراري. بس وحياتك ما بتفرق… يعني مثلا إنو إذا جبت بيجاما جلد نمر ولبستها رح تصير نمر؟؟؟
ولك لا لا.. بتضلّك حمار بس متنكر، لإنو التاريخ ما بتغيرو البيجامات ولا الكرافات، التاريخ مسجّلك حمار. بس وين بتفرق؟؟ بتفرق إنو في حمار بيرفس وحمار عاقل وفي حمار غشيم وفي حمار حكيم…
ما حدا يفكر التوصيف لطشة.. لا يا خيي لا.. خاصة مع الحكيم ما في لعب أبدا.. هو طلع زياد حكي كلمتين بالتاريخ فانتفض الحكيم للفييلنغ تبعو وسمطوا هيديك الدعوة أم المليون ليرة. هلأ بغض النظر إنو حكم المليون طلع أصعب من كلمة زياد بس إنو يعني…
لهيك ما حدا يفهم إني عم ألطش حدا… أنا عم إحكي عن حمار جدي وأنا حرّ بـ جدي وبحمارو… بعد في الحمير ما حاسبونا عليها…
بس عن جد بما إنو جبنا سيرة الحكيم بسياق الموضوع…
طيب إنو يلي بتتحرك فييلنغياتو من حكي زياد معقول ما تحركت من الأفعال.. غريب..
عن جد غريب…
يعني حدا تاريخو حافل بالدم وما هيك ما رف جفنو وهلأ عم يحرد بس حدا ذكّرو بالتاريخ النضالي العريق…
ما بعرف بس عن جد شي غريب.. إنو ما تحركت فييلنغياتك يا حكيم على دم الطفلة الزغيرة بس تحركت لما انجابت السيرة… ولك كيف هيك…
إنو مثلا مفكر الناس بتنسى؟؟؟
يا رجل ممكن يكون في ناس بتنسى بس مش كل الناس.. هيدا زياد مثلا طلع مش نسيان…
وفي كتير حدا ممكن يكون مش نسيان.. كرمال هيك لازم تتعود إنو الوطن مش مجلس نواب ومجلس وزرا وكم سياسي هون وهون.. لا يا حكيم الوطن يعني شعب ويعني ناس مجروحة ومدبوحة ومقهورة وما نسيت وما رح تنسى… الوطن يا حكيم يعني شعب رح يضل يميّز القاتل حتى لو تنكر ببدلة وكرافات وغيّر خطابو وتحول لقديس عالمنبر…
كرمال هيك لازم تتحلى برحابة صدر، وخلي الناس تحكي وتفش خلقها.. ما هو أول ع آخر كلو حكي، والحكي ما رح يغيّر شي من الواقع، يعني مثلا بعد كلام زياد انو طبّو عليك وبدّن يلمّوك وياخدوك عاليرزة.
لا ولو حكيم، خلص إنت صرت من جماعة الطبخة السياسية وعم تلعبوها سوا، لهيك ما تحط ببالك، خلص المليون رح يندفعوا وما حدا آخد معو شي…
وأصلا أنا شو خصني…
يعني بيحكي زياد أو بيزعل الحكيم أو بيخرب البلد أنا شو خصني…
شو بيفوّتني بهيك قصص، يصطفلوا بين بعض، وخليني أنا عم أحلم بحمار جدي وذكرياتو الجميلة، وأحلم بلبنان ومرقد العنزة…
وعفكرة وع سيرة جدي وحمارو…
جدي مات قبل ما إخلق، وولا مرة حدا حكي إدامي إنو جدي كان عندو حمار…
بس بالذكريات الحمير بتضل موجودة بسياسة وبلا سياسة كرمال هيك خليني ضل…
بلا سياسة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.