تركيا تستمر بسرقة حصة سوريا من مياه نهر الفرات

وكالة أنباء آسيا-

 سامر الخطيب:

شهد نهر الفرات خلال الأيام الماضية انخفاضاً ملحوظاً في منسوب المياه نتيجة حبس المياه عنه منذ العام 2019 من قبل تركيا دولة المنبع للنهر، الأمر الذي نتج عنه تلوث في مياه النهر لعدم قدرة محطات التنقية الحصول على كميات كافية من مياه النهر الجارية.

 

 

ووفقاً لنشطاء ، فقد انخفض منسوب المياه مؤخراً لدرجة كبيرة في حين أن خطوط الصرف الصحي التي تصب في النهر اضافة الى تراكم القمامة ساهمت في تفاقم قضية تلوث مياه النهر المنخفضة.

 

 

وتداول نشطاء فيديوهات تظهر انحسار مياه نهر الفرات في الرقة وتلوثها، وأظهرت الصور وضوح قاع النهر بسبب الانخفاض الكبير في منسوب المياه، كما أظهرت وجود مواد بلاستيكية وإهمال لنظافة مياه النهر.

 

 

وينعكس انخفاض منسوب مياه نهر الفرات سلباً على حياة المواطنين، حيث يعد النهر منتزهاً طبيعياً لغالبية العائلات في الرقة وريفها ويقصدونه خلال فصلي الربيع والصيف للتنزه وقضاء أوقات استراحاتهم، ومن ناحية أخرى يشكل انخفاض منسوب مياه نهر الفرات أزمة لدى المزارعين وخصوصاً أن استخراج المياه يشكل عبئاً عليهم لزيادة التكلفة المادية من وقود وغيرها.

 

 

وتتدهور الزراعة يوما بعد آخر، في مناطق “الإدارة الذاتية” التي تعتبر غلة سورية من المحاصيل الاستراتيجية، بسبب قلة المياه بانخفاض منسوب نهر الفرات المصدر الوحيد للمياه، وأسباب ثانوية أخرى تتمثل بإيقاف الدعم عن المزارعين والهجرة وغيرها، ما يهدد الأمن الغذائي للبلاد مستقبلا.

 

 

ويحتاج كل من محصول القمح والشعير لنحو 7 سقايات منذ الزراعة وحتى الحصاد، في حين أن مساحات كبيرة باتت غير مستثمرة في الزراعة وتضررت المحاصيل الشتوية بشكل كبير.

 

 

وقال مدير الموارد المائية في ريف ديرالزور الغربي التابع لمجلس دير الزور المدني ، بأن المساحات التي خرجت عن الزراعة في ريف ديرالزور الغربي تقدر بشكل تقريبي 140 ألف دونم منها 100 ألف دونم من محصولي القمح والشعير.

 

 

مضيفا بأن انخفاض منسوب مياه نهر الفرات سيؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارعين، بسبب ابتعاد المياه عن “الراطات” وهي التي توصل مياه النهر إلى محركات الضخ.

 

 

ويبلغ عدد “الراطات” قرابة 2000، في حين أن المزارعين يعملون على إنشاء راطات أخرى، ويتكلفون بمبالغ كبيرة، حيث تصل أجرة حفر المتر الواحد لـ 150 ألف ليرة سورية، بينما يتطلب منهم حفر عشرات الأمتار للوصول إلى مجرى النهر واستجرار المياه.

 

 

وأضاف بأن انخفاض منسوب مياه النهر تسبب بتراكم الأشنيات والنباتات، وتجمع مياه الصرف الصحي في مستنقعات وبرك، وأثر ذلك بشكل مباشر على الثروة السمكية، والثروة الحيوانية أيضا، ويتسبب بأمراض وأوبئة وفي سياق متصل كشفت تقارير صحفية ان ساعات الكهرباء انخفضت إلى النصف، من سد تشرين وسد الفرات وسد المنصورة، أما القطاع الزراعي الذي يعتمد بشكل مطلق على مشاريع الري من بحيرة سد الفرات، قد ألقت بظلالها على الأراضي الزراعية التي ماتت عطشاً وانعدمت زراعات ومحاصيل عديدة اضطر الفلاحون لعدم المخاطرة كونها تحتاج سقايات مستمرة.

 

 

وناشد مدير الموارد المائية في ريف ديرالزور الغربي التابع لمجلس دير الزور المدني، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية و”التحالف الدولي” لإجبار تركيا على فتح حصة سورية من مياه نهر الفرات.

 

 

وتنص الاتفاقية على ضرورة أن تسمح تركيا بتدفق المياه بكمية لا تقل عن 500 متر مكعب في الثانية إلى الأراضي السورية، فيما تحصل العراق على نحو 60 بالمئة من هذه الكمية.

 

 

وفي مطلع آذار، أوقفت الإدارة العامة للسدود في شمال وشرق سوريا “سد تشرين” عن العمل لمدة أسبوع، بسبب استمرار حبس تركيا لمياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، ولإنقاذ موسم 2023 الزراعي الذي يروى من بحيرات الفرات.

 

 

وتطلق تركيا أقل من 200 متر مكعب في الثانية من مياه نهر الفرات إلى الأراضي السورية ومن ثم الأراضي العراقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.