تركيا نحو الاعتدال!!

flag.jpg

صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:

الخسارة التي مني بها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الاخيرة والتي وضعت السلطان اردوغان امام موقف صعب جدا بحيث حطمت كل آماله التي كان يعول عليها.

وقد اكدت مصادر اعلامية وسياسية ان هذه الخسارة ليست لاردوغان وحزبه فحسب بل لنهجه المتطرف الذي كان يضع دعم الارهاب والارهابيين في اولويات قراراته، وبذلك فانها تعد انتكاسة كبيرة لهذا الارهاب الاسود، مما قد يوفر الاجواء نحو تغيير المعادلة القائمة الان في المنطقة. خاصة وان الاحزاب الاخرى المنافسة والتي حصلت بعضها على مقاعد ولاول مرة مما قد يسد الباب او انه يضيع الفرصة امام اردوغان من تحقيق تطلعاته بتغيير الدستور وبناء الامبراطورية العثمانية الجديدة.

وها هو الشعب التركي الذي رفع اردوغان في التسعينيات من هذا القرن بدأ اليوم يوجه عقابا قاسيا له قد لا يتصوره رغم كل محاولاته التي سبقت الانتخابات والتي حاول من خلالها استمالة الاكراد وغيرهم.

الصورة السيئة التي تعامل بها اردوغان في معالجة ازمة المنطقة خاصة سوريا والتي كانت تقوم على اساس الحقد الطائفي المقيت وفتح ابواب تركيا مشرعة امام الارهابيين من كل حدب و صوب وفتح المعسكرات لهم وتدريبهم وارسالهم لكل من العراق وسوريا من اجل قتل ابناء هذين الشعبين لا لسبب فقط انهم رفضوا الانصياع لارادة الاستكبار بقيادة واشنطن والسير في خط الاعتدال الاميركي المزعوم الذي يضمن وبالاساس أمن واستقرار الكيان الصهيوني الغاصب للقدس.

ان اردوغان اليوم قد تلقى الضربة وبصورة افقدته صوابه بحيث اخذ وبعد بروز النتائج الاولية استجداء الاحزاب المنافسة لان تتحالف معه او تقف الى جانبه من اجل ان يبقى متنسما السلطة.

الا ان الإرهاصات تشير ان الاحزاب الاخرى التي اجتمعت امكن ان تحقق الغالبية بحيث تستطيع ان تدير شؤون البلاد، وبذلك سيسجل هزيمة منكرة ليس فقط لحزب العدالة بقيادة اردوغان بل للارهاب المنظم المدعوم من قبله في المنطقة والعالم.

وبذلك يمكن للشرق الاوسط ان يستعيد توازنه ويمكن لكل القوى المعادية والمحاربة للارهاب ان تقف على قدميها من اجل رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط تختلف في كل تفاصيلها عما ارادته قوى الاستكبار والظلام بحيث يرمي افكار اردوغان السلطانية الى الهاوية ويضع تركيا الى جانب الاعتدال.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.