تشوركين.. شهيداً

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
استشهد فيتالي تشوركين قبل أيام قليلة. توفي المناضل الأُممي الذي طالما رفع يده مضادّة للحلف الإمبريالي – الرجعي الدولي الذي عمل على محاولة الاسترقاق الأبدية للعالمين العربي والروسي، وغيرها من العوالم الصديقة والحليفة لنا في عالمنا الفسيح.
تشوركين بيده البوتينية أنقذ العالم العربي عدة مرات بإسقاطه قرارت الحرب على كل عربي ومسلم ومسيحي.. على كل قومية وشعب وشريف ومِعطاء ومناضل بفيتو روسي صَلد لا تراجع فيه، فكانت يده العالية عنوان أنفةٍ وعزّةٍ تابعتها وهلّلت لها كل الأنظمة العقلانية والقوى السياسية العالمية ذات الكرامة، والحكومات والبلدان والامم صَغيرها وكَبيرها. فبيده العليّة عادت روسيا الى حَلبة (الشرق الاوسط) والساحة الدولية، وبمواقفه الروسية المتقدمة صحّح العالم فكرة خاطئة نشرها الغرب السياسي بوسائله الإعلامية – الاستخباراتية الكثيرة في رياح العالم عن روسيا، مدعياً بأنها “توسّع وإمبرطورية وقيصر”..الخ
مَقتل تشوركين كان متوقّعاً لي منذ بدايات الفيتو البوتيني، بل أنني حذّرت وقتها في مقالاتي المنشورة من التعدّي على الرئيس المارد فلاديمير بوتين نفسه خلال زياراته السابقة الى الغرب السياسي، ذلك أنه “هو هو” الغرب الذي لم ولن يُسلّم بالمخطط الروسي السلمي في العالم، وبضِمنه مُخطّط موسكو التحريري في منطقتنا العربية الجيوإستراتيجية والغنية بالنفط والثروات الباطنية، والمُتحكّمة بطرق رئيسية في هذا العالم، ومنطقتنا تشكّل ساحة جنوبية حيوية لروسيا منذ بداية التاريخ الروسي – العربي.
وفي التاريخ الروسي – العربي، وبخاصة شعار “أرباط” – الناضح بالطبيعة والمَنهج الأنساني للعلاقات والروابط العربية – الروسية، من الضروري تذكير مَن لا يفقهون ومَن لا يعرفون، بقوافل التجارة العربية القديمة المنطلقة نحو موسكو ومدن روسيا وفيافيها. فهذه القوافل عبّدت جسراً تاريخياً مع روسيا لا يمكن لأية قوة أن تقود الى تفكيكه، ولو بقتل القادة الروس وأحداً بعد الآخر، ولن تنجح واشنطن وأذرع استخباراتها الصهيونية مرة ثانية بفكفكة روسيا بعد فكفكتها الاتحاد السوفييتي بفبركات الإعلام الاستخباري والأموال الأميرية، ولا بأثير إذاعات “الحرية”، و “أوروبا الحرة”، و “صوت أمريكا”، وأصوات النشاز من عواصم دول الغرب الاوروبي، التي نَعرف “على جلودنا” مدى تآمرها، ليس على روسيا وحدها فحسب، بل وعلى القادة العرب التاريخيين الذين تم التخلّص منهم هم أيضاً، كما تخلّصوا من تشوكين المِعطاء.
على روسيا البوتينية المُعَاصرة أن تُدرك بعمق دروس التأمر الغربية الساعية الى تصفية قادتها وسفرائها الأنشط بسموم غذائية وأشعة قتّالة وحوادث سير وقتل إرهابي. وأعتقد أن القائد بوتين بات يُدرك الأمر الجَلل. فلا يُمكن اليوم لأي دبلوماسي روسي أن يتناول عشاءه بعيداً عن مائدة بيته بل مِن يد زوجته فقط. والمطلوب الآن حماية القيادة البوتينية الشهمة لاستبعاد “حرب السموم” و “حرب الاشعاعات”، التي أدّت الى مقتل تشوركين وقادة أممين آخرين، بدس السُّم في طعام العشاء الذي تناوله السفير الروسي في مأدبة بالولايات المتحدة، التي يُفترض بها حماية المُمّثلين الدبلوماسيين لا تصفيتهم جسدياً. فقد أكد التشريح الطبي الجنائي الروسي مَقتل تشوركين، باعتراف صحف وصحفيين روس قالوا أن عملية مقتل رئيس الدبلوماسية الروسية بالامم المتحدة “صُنع في أمريكا”.
وعن مقتل السفير تشوركين ذكرت صحيفة “برافدا” الروسية، أن تشريح جثته كشف عن وجود سموم في كليتيه، مرجّحة أن جهة ما وضعت مواد مُسمّمة لوجبته التي تناولها في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الـ20 من الشهر الحالي (شباط/ فبراير). زد على ذلك تصريح الكسي فينديكتوف، رئيس المحطة الاذاعية (صدى روسيا)، الذي كشف علناً عن ان تشريح الأمريكان جثة السفير الروسي يُخالف القوانين الدبلوماسية، نظراً لتمتع الراحل بحصانة دبلوماسية، ومرجّحاً أن تشوركين قد يكون ضحية لتسمّم غذائي بعد تناوله وجبة قبل وفاته بوقت قصير (المَرجع: الإعلام المُقاوم، الاثنين27شباط2017م).
وبغض النظر عن حقيقة مَقتل تشوركين من عدم مَقتله (المُفاجئ) والذي كان له وقع كالزلزال قبل عيد ميلاده بيوم واحد فقط! (21 شباط 1952)، يبقى تشوركين شهيد الواجب الروسي والأُممي، وشهيداً في قائمة شهداء المناضلين العرب العاملين على إنجاز مُهمّة تصفية الارهاب وتجفيف منابعه الدولية. وهنا أضم موقفي الى مواقف أولئك الذين يُشكّكون بوفاة طبيعية لتشوكين، ذلك أن مُسلسل مَقتل المُمَّثلين الروس في الهيئات الدبلوماسية الخارجية والخبراء العسكريين الروس في العالم، مسلسل يستمر بدون توقّف، ما يُشير الى ان هناك قوى دولية لديها “مَصلحة عليا” في قتلهم، لمحاولة لإبعاد روسيا عن أقاليم إستراتيجية في سياق الحرب الدائرة على الارهاب في المنطقتين العربية والإسلامية وعلى حدود روسيا الجنوبية والغربية على وجه التحديد لكن لا الحصر.
بإسم رابطتنا للقَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّة للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ، نتقدّم بتعازينا القلبية والحارّة للرئيس الفذ فلاديمير بوتين، وعائلة الفقيد تشوركين، والشعب الروسي بأسره.. الخزي والعَار لكل مَن يَختفي وراء ستارة لَقتل تشوركين، ويَختبئ خلف سواد عقله وشيطانية مؤامراته الدنيئة كَائناً مَن كان!
*رئيس رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّة للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.