تعويض الهزيمة لنتنياهو

 

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

منذ اكثر من نصف قرن والتيه العربي في ملهاة لهاث خلف المواقف والقرارات الاميركية والغربية الداعمة للكيان الصهيوني ومنذ اغتصاب فلسطين عام 1948 ينتقل العقل العربي التقليدي البائس لاهثا خلف النتائج والوقائع المستجدة التي يفرضها الاستعمار الغربي بمنطق تقادم الأمر الواقع.

يبذل بعضنا جهودا استثنائية ليتبينوا في خروم المواقف الغربية فسحة ضوء مفترضة بقليل من التمايز فيمجدون مصدرها ويحصرون خياراتهم في علبتها وكأنما يجيد الغرب توزيع الأدوار فيأتي التصعيد الصهيوني من واشنطن ويطلق موقف آخر أقل انحيازا في الظاهر من باريس أو لندن او من كليهما وربما العكس كذلك كما كان يجري في الخمسينيات من القرن الماضي عندما كانت الولايات المتحدة ناشطة لوراثة الاستعمار القديم فعارضت العدوان الثلاثي.

تكريس الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني هو ثمرة جهد عربي استثنائي ومركز شهدناه على مدى العقود الماضية التحاقا بالسياسة الأميركية الاستعمارية مع كل اتفاقات الاستسلام للكيان الصهيوني والارتباط بالهيمنة الأميركية ومع نظريات السلام والتطبيع والاعتراف وفي ظل تسخير الثروات والقدرات العربية لتدمير كل بادرة تمرد على الهيمنة الأميركية الصهيونية.

لا غرابة ولا لزوم للتعجب الأبله فخاتمة الحرب الفاشلة على سورية والخطوة التي ترمم هزيمة الاستعمار والصهيونية بمكسب سياسي ومعنوي للكيان الغاصب بمستوى نقل السفارة الأميركية إلى القدس والأكاذيب العربية المتراكمة منذ حريق المسجد الأقصى وبدء الحفريات الصهيونية تحت المسجد منذ هزيمة حزيران.

مقاومة الكيان الصهيوني هي قرينة الكفاح ضد الهيمنة الأميركية وضد الحكومات التابعة للهيمنة الأميركية والحكومات العربية التابعة هي شريكة الكيان الصهيوني في جميع جرائمه وهي غارقة في الدم الفلسطيني وشريكة في جرائم الاقتلاع والاستيطان ومتدخلة في جميع حلقات مؤامرة تصفية قضية فلسطين وهي التي جرجرت خلفها اطقم التخاذل والاستسلام من بين من دجنتهم من الزعماء والقادة الفلسطينيين .

الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لكيان العدو هو ثمرة التفويض العربي للولايات المتحدة ونتاج خرافة الوسيط النزيه التي فضحها الرئيس الراحل حافظ الأسد بالوقائع في استراتيجيته التفاوضية كقائد مقاوم وهو كان ملما بخيوط التآمر العربية ضد نهجه المقاوم وضد حلفه المقاوم مع إيران الدولة الشقيقة التي ادركت منذ قيامها ان اسرائيل هي القاعدة الاستعمارية الغربية المكرسة لفرض الإذعان للتبعية على شعوب المنطقة وقد جهزها الاستعمار الغربي لاعتراض كل نزعة استقلال وتحرر في الشرق برمته.

على خط التحرر والاستقلال قام التحالف السوري الإيراني الذي احتضن قوى المقاومة وفرض نمطا باهرا من تحرير الأراضي المحتلة ودحر العدو بلا قيد او شرط من لبنان ومن غزة وقد تصرفت دمشق وطهران على الدوام وخلال قرابة أربعين عاما انطلاقا من فهم الترابط العضوي بين الكيان الصهيوني ومنظومة الهيمنة الغربية على المنطقة وملحقاتها الرجعية العربية.

اليوم تسدل ستائر فشلها حرب كبرى شنتها الإمبريالية الأميركية بالشراكة مع الكيان الصهيوني والحكومات العربية العميلة بواسطة عصابات داعش والقاعدة وأغرقت الأرض العربية بحمامات دم لسبعة أعوام وخسائر الكيان الصهيوني لا تعد ولا تحصى في سورية والعراق ولبنان ولذلك قرر دونالد ترامب التعويض المعنوي المناسب لنتنياهو في توقيت يحتاج فيه بشدة إلى حماية اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة.

دجالو الأنظمة العربية العميلة والتابعة الذي تآمروا على سورية ويدمرون اليمن ويحملون على حزب الله المقاوم ويعملون أقصى ما في حوزتهم لضرب المقاومة الفلسطينية أبلغوا بالقرار مسبقا وحاولوا ان يمهدوا له خرابا عربيا شاملا فجاءهم على توقيت خيبة قاهرة فباتوا يتحايلون بالكلمات الفارغة.

تملك الأمة كثيرا  من ادوات الضغط وعرب الردة لا يريدون لا طرد السفراء ولا قطع النفط بل هم يستعدون لاستقبال سفراء الكيان الصهيوني وبعثاته التجارية ولعقد اتفاقات لمده علنا بالنفط العربي وقد جهدوا ليشتروا من نتنياهو حربا مدمرة ضد سورية ولبنان بعدما شاركوه في كارثة تدمير اليمن وإبادة شعبه.

فليخرس أصحاب الوصفات ” النصف كم ” المبنية على ترويج فجيعة الاستسلام وليصمت بلهاء الرهان على خرافة المجتمع الدولي والعدالة الدولية وسائر نفايات الخصي الغربي للعقل العربي وليخرس دعاة تعقيم لغة الاحتجاج والرفض … محنطو الصالونات والشاشات.

الحقائق باتت عارية وصارخة ومثلها لغة نقدها ونقضها بلا ياقات ومن غير مواربة فهذا العفن العربي يجب ان يكنس من العقول وعن الألسنة والأقلام لتشهر الحقائق الصارخة عن رفض الهيمنة الأميركية ومقاومتها بوصفها التعبير الحي عن اعتناق فلسطين ومقاومة الصهيونية ولا شيء إلا التحرير الشامل يستحق ان يكون قضية تحارب من اجلها اجيال الشباب العربي لتعتق بلداننا من قيود الهيمنة ومن عار المذلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.