تفاصيل تسريب يكشف ثروات وحسابات رؤساء ورجال أعمال عرب في أغنى بنوك العالم

وكالة أنباء آسيا:

كشفت صحيفة ألمانية تفاصيل من تسريبات بيانات بنك “Credit Suisse” (كريدي سويس) ثاني أكبر بنوك سويسرا، بينها حسابات بأموال طائلة لمسؤولين عرب وأجانب بينهم نجلى المصري الراحل محمد حسني مبارك وأولاده، ورئيس وزراء العراق السابق إياد علاوي والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة وآخرون.
وذكرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية اليومية أمس الأحد، أن تسريباً من بنك “كريدي سويس” كشف تفاصيل حسابات أكثر من ثلاثين ألف عميل، حيث إن البيانات وصلت إلى الصحيفة من مصدر مجهول.

وأشارت الصحيفة إلى أن “تسريبات سويسرا السرية” كشفت أن خمسة رؤساء دول وحكومات سابقين أو حاليين من العالم العربي يمتلكون حسابات في “بنك سويس كريدي”.

جمال وعلاء مبارك:

من بين ما كشفته بيانات البنك المسربة وجود حساب مشترك لنجلي الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، علاء وجمال مبارك، وتم إنشاء الحساب في العام 1993، وقالت صحيفة The Guardian إن علاقة الأخوين مبارك مع البنك السويسري استمرت لعقود.

تُشير التسريبات إلى أنه بحلول العام 2010، أي قبل عام من الثورة التي أطاحت بحكم والديهما، كان هناك حساب يملكه علاء مبارك، ويمتلك فيه 232 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 138 مليون جنيه إسترليني.

كذلك تكشف التسريبات وجود حسابات أخرى للعديد من رجال الأعمال في مصر، من بينهم رجلا الأعمال حسين سالم، وطلعت مصطفى، إضافة إلى عمر سليمان، المدير السابق لجهاز المخابرات العامة لمصر، وتوفي سليمان في العام 2012.

كما تقول البيانات المسربة من “كريدي سويس” إن إجمالي حسابات سليمان وصل إلى 26 مليون جنيه إسترليني، وقالت The Guardian إن سليمان كان مسؤولاً عن حدوث عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر.

الملك عبد الله الثاني

وأوضحت الصحيفة أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يمتلك حسابات في البنك السويسري منذ عام 2008، وبعضها ما يزال قائماً حتى اليوم.

ويدير مكتب محاماة بتكليف من الملك إدارة أصول تزيد قيمتها على 164 مليون فرنك سويسري من خلال حساب واحد فقط.

وقالت الصحيفة إنه “كانت هناك احتجاجات في جميع أرجاء البلاد منذ سنوات، في حين أن السكان أفضل حالاً من أولئك الموجودين في العديد من البلدان المجاورة، إلا أنهم يعانون من إجراءات التقشف الحكومية وارتفاع أسعار الطاقة والوقود.

ويتلقى الأردن مساعدات تنموية واقتصادية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي.

في الوقت نفسه، كشفت الأبحاث الدولية مثل أوراق باندورا، وهو بحث عن الملاذات الضريبية بتنسيق من الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) ونشر في تشرين الأول 2021، عن ثروة عبد الله الشخصية، والتي بلغ مجموعها مئات الملايين من الدولارات. ومن بين أمور أخرى، اشترى عقارات فاخرة في لندن والولايات المتحدة.

عبد العزيز بوتفليقة

وفي الجزائر، كان الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة يملك حساباً في “كريدي سويس” منذ آذار 1999 إلى تشرين الأول 2011، وبلغت الودائع عام 2005 أقل بقليل من 1.5 مليون فرنك سويسري.

وبعد شهر من فتح الحساب، تم انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيساً للجزائر في انتخابات مثيرة للجدل، بعد الحرب الأهلية في التسعينيات، حيث اتبع سياسة المصالحة مع الإسلاميين.

واستقال بوتفليقة في نيسان 2019، بعدما تظاهر مئات الآلاف من الجزائريين في جميع أرجاء البلاد ضد ولاية خامسة محتملة للحاكم الذي يعاني من مرض خطير بالفعل. بعد إصابته بسكتة دماغية، ونادراً ما كان يظهر علناً، إلى أن توفي في أيلول 2021 عن عمر يناهز 84 عاماً. ولم يرد محاميه على عدة استفسارات، بحسب الصحيفة.

إياد علاوي

وفتح إياد علاوي رئيس وزراء العراق السابق، حساباً في البنك، في أوائل الثمانينيات وآخر بمنتصف التسعينيات، وفي بعض الأحيان كان يمتلك أصولًا تزيد على خمسة ملايين فرنك سويسري. وقد ظلت الحسابات نشطة حتى صيف 2016 على الأقل.

ووصفت الصحيفة رجل الأعمال والطبيب ورئيس الوزراء العراقي (2004-2005) بـ “المستفيد في أعقاب الغزو الأميركي للعراق”.

وكان علاوي ذات يوم من رفقاء صدام حسين، لكنه قد غادر العراق عام 1970 لاستكمال دراسته الطبية في لندن. وفي أوروبا ابتعد عن حزب البعث العراقي الاشتراكي، حيث لم يكن محبوباً مع صدام ونجا من هجوم، ثم أصبح جهة مطلوبة لأجهزة المخابرات الغربية لأنه كان دائماً يحتفظ بصلات مفيدة في العراق.

وبعد سقوط صدام، عاد علاوي إلى العراق من المنفى وأصبح عضواً في مجلس الحكم الذي عينته الولايات المتحدة عام 2003، ثم رئيساً للوزراء عام 2004 ليبقى في السلطة عاماً واحداً.

وعاد سياسياً في عام 2009 عندما خرج منتصراً من الانتخابات البرلمانية لعام 2010، ومع ذلك، بسبب العديد من المعيقات السياسية لم يتمكن من تشكيل حكومة.

وبعد الانتخابات العامة 2014، أصبح نائب رئيس الوزراء حتى تم إلغاء المنصب في عام 2016. وفي نفس العام، ظهر اسم علاوي مع شركتي بريد إلكتروني في أوراق بنما، وهو تحقيق دولي تضمن استقصاءات صحفية.

وزير دفاع جزائري سابق

حوكم وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بينها التعذيب، ولكن بخصوص صلته بالبنك السويسري، فقد فتح حساباً واحداً في كل من عامي 2004، و2005، وكلاهما استمر نشطاً حتى 2013، وفي غضون ذلك كانت هناك أصول تزيد قيمتها على مليوني فرنك سويسري في الحسابات.

خالد نزار

وتلقى الكتاب اهتماماً دولياً، ومع ذلك، بعد ثلاث سنوات ، تمكن نزار من فتح حسابه الأول في “كريدي سويس”. تم القبض على نزار في جنيف عام 2011 ، لكن أطلق سراحه بعد ذلك بوقت قصير رهناً بشروط.

وتبع ذلك نزاع قانوني طويل الأمد في سويسرا حول مسألة ما إذا كان، بصفته وزيراً سابقاً ، يتمتع بالحصانة في أثناء أفعاله وما إذا كانت الحرب الأهلية نزاعاً مسلحاً.

وفي الآونة الأخيرة، قضت المحكمة الجنائية الفيدرالية في سويسرا عام 2018 بأنه يتعين على مكتب المدعي العام الفيدرالي مواصلة التحقيق.

في حين حكمت محكمة عسكرية جزائرية على نزار غيابياً بالسجن 20 عاماً في الوقت الذي ترك نزار أسئلة حول حساباته دون إجابة؛ ذكر محاموه أنه لم يرتكب جرائم حرب ولم يأمر بها أو ساعد أو تغاضى عنها عن عمد.

ويواجه بنك “كريدي سويس” السويسري أزمة نتجت عن كمية ضخمة من البيانات المسربة التي تسلط الضوء على ثروات مخفية للعديد من العملاء.

وسُربت بيانات خاصة بأكثر من 18000 حساب مصرفي، تشمل أكثر من 100 مليار دولار، إلى صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية. وتضمنت البيانات حسابات شخصية ومشتركة وحسابات شركات، وكذلك حسابات فتحت منذ أربعينيات القرن الماضي. وقامت عشرات المؤسسات الإعلامية بالاستقصاء عن البيانات على مدار شهور.

وأشارت إلى أنها وجدت أدلة على استخدام حسابات البنك من قبل عملاء متورطين في جرائم خطيرة، مثل غسيل الأموال أو الاتجار بالمخدرات.

لكن البنك السويسري رفض المزاعم في بيان يوم الأحد، قائلا إنه يرفض بشدة المزاعم والتلميحات بشأن الممارسات التجارية المزعومة للبنك. وأضاف أن “الأمور المعروضة في أغلبها تاريخية، وتعود في بعض الحالات إلى أربعينيات القرن الماضي، وتستند إلى معلومات جزئية أو غير دقيقة أو انتقائية مقتطعة من سياقها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.