تفكيك عبوة ناسفة في البقاع: إنجاز لا يرفع معنويات الأمن

ibrahim-basbous

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
أسامة القادري:
عاشت منطقة البقاع أمس حالة من الهلع والحذر خوفاً من عودة زرع العبوات الناسفة في البقاع، إثر إعلان العثور عصر أمس على عبوة زرعت على الطريق الدولية بين تعنايل ومعبر المصنع الحدودي مع سوريا. وأُقفلت الطريق الدولية وحُوِّل السير إلى طرقات فرعية، ريثما انتهى الخبير العسكري من تفكيكها. ولفت مصدر عسكري إلى أن زنة العبوة تُقدَّر بـ6 كلغ، ثلاثة كيلوغرامات من المادة المتفجرة، والثلاثة الأخرى هي وزن المستوعبة الحديد الصلب.

ورأى المصدر أن طبيعة تركيب العبوة «يجعلها أكثر قدرة على التدمير والتسبب بالضرر». وقال إن «العبوة كانت مجهزة للتفجير عبر صاعق وبطاريات 9 فولت». وأكد أنها «وضعت في نقطة لتحدث ضرراً للعابرين في الاتجاهين».
ورجحت مصادر أمنية أخرى أن «من وضع العبوة كان يريد استهداف مواكب لحزب الله قادمة من سوريا أو متجهة إليها، لكون هذه المنطقة شهدت العام الماضي والذي سبقه انفجار عبوتين وتفكيك ثالثة».
ورغم أن المصادر الأمنية ترجّح غياب أي رابط بين زرع العبوة والأحداث الداخلية الجارية في لبنان، إلا أنها تلفت إلى أن الوضع الأمني يُنظر إليه كوحدة متكاملة لا كأجزاء غير متصلة.

ولم تنف المصادر إمكان أن تكون الجهة التي تقف خلف زرع المتفجرات تريد تحقيق هدفين في آن واحد: «استهداف حزب الله من جهة، وهزّ الوضع الأمني قبل يومين من الاعتصام الذي دعت إليه قوى الحراك الشعبي في وسط بيروت غداً». ولفتت مصادر سياسية إلى أن نجاح القوى الأمنية في اكتشاف العبوة الناسفة وتفكيكها لم يرفع من معنويات السلطة الأمنية في البلاد، التي تعيش حالة تخبّط نتيجة عدم قدرتها على فهم التحرك الشعبي وتحديد كيفية التعامل معه. وأشارت إلى أن القوى الأمنية لم تتمكن بعد من الاتفاق على وجهة معينة لكيفية التصرف حيال الحراك، رغم أنها تملك تصورات موحدة عن القوى التي تقوده وهوياتها السياسية وداعمي كل منها. وحتى ليل أمس، بقيت وزارة الداخلية تطالب بدور للجيش في حماية التظاهرات وإدارة «مسرح تحركها»، وهو ما تصرّ قيادة المؤسسة العسكرية على رفضه، مؤكدة أنها ستبقى «قوة احتياط» للتدخل في حال انفلات الأمور. وتسأل مصادر عسكرية: «إذا وُضِع الجيش في حالة احتكاك مع المتظاهرين، فمن هي الجهة والقوى الأمنية التي ستتدخل إن خرجت الأمور الأمنية في البلاد عن السيطرة نتيجة خطأ ما أو رغبة جهة ما بزعزعة الاستقرار؟».
حالة التخبط على المستوى الأمني وصلت أمس إلى حد «تمرّد» عشرات الأفراد في قوى الأمن الداخلي في زحلة، احتجاجاً على قرار نقلهم للخدمة في بيروت. وقد تراجع رجال الأمن عن احتجاجهم بعد وعود تلقوها من رئيسهم بأن نقلهم إلى بيروت سيكون مؤقتاً.
على صعيد آخر، أفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بأن مديرها العام اللواء إبراهيم بصبوص (الصورة)، عقد اجتماعاً بحضور كبار الضباط لمناسبة التظاهرة في يوم الأربعاء، وشدّد على «التحلي بالانضباط وحماية المتظاهرين وحفظ الأمن والنظام».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.