“تورّطٌ” حلال.. و”دفاعٌ” حرام!!!

1300120795

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:
عندما قرأت بيان سعد الحريري ضد حزب الله حول مشاركة الحزب “المزعومة” بحرب سوريا أصابني امتعاض شديد، وبعده بقليل اصبت بامتعاض مشابه! فقد وقع تفجير ضخم في دمشق. وقفت على هول المشاهد التي تسبب بها انتحاري فجر نفسه وسط دمشق: أشلاء مبعثرة وأناس جرحى يستنجدون وسيارات تحترق كأن نيزكا ضخما محترقا سقط من السماء في هذه المنطقة..

كان هذا التزامن بين بيان الحريري وانفجار دمشق محض صدفة، لكن في ترابط الصدف بين الأمرين علاقة بأزمة حيكت خيوطها في الخارج. ولعل هذا التزامن أوحى لي بأن أفرد مساحة للتفكير وأن أشرد في هذه المساحة قليلا حتى أملأها بأفكار حول الزمن الذي وصلنا اليه: زمن أصبح فيه من يفترض أن يحاسَب هو من يحاسِب! هو المحاسِب في شركة كبرى تسمى عالماً رديئاً وفي دوام متواصل اسمه الزمن الرديء والرديء جداً، زمن انقلاب المعادلات.

الحريري يريد أن يحاسب حزب الله على ما يقول إنه تدخل عسكري في سوريا “حتى لو افترضنا أنه رداً على هجوم من مسلحين” كما جاء في حرفية بيان الحريري. ففي هذه الحرفية اعتراف ضمني بهجمات المسلحين الذين هو من بين مموليهم وبتنسيق من عقاب صقر الذي يراد لنا ان ننسى “جميله” على “الثورة” السورية.

– من حق الحريري ومَن وراءه التدخل في سوريا وإرسال بواخر سلاح كتلك التي ضبطت في الشمال اللبناني وإرسال أسلحة كتلك التي ضُبطت حركتها في تسجيلات “عقاب”، بينما حزب الله ـ الذي لم يتدخل في سوريا كتنظيم بل دافع لبنانيون “متهمون” بالانتماء للحزب عن أراضيهم وأعراضهم واملاكهم في قرى لبنانية حدودية متداخلة مع الأراضي السورية أو هي لبنانية داخل الأراضي السورية بحسب ترسيم حدود عام 1921 ـ لا يحق له الدفاع أو لا يحق له الدفاع قولاً عن هؤلاء المظلومين، دفاع ضد هجمات ما يسمى “الجيش الحر” واستفزازته واطلاق النار اليومي من مراكز اتخذها قرب هذه القرى كما تؤكد معلومات متقاطعة.

-لا يحق للناس الدفاع عن نفسها، بينما يحق للحريري وأزلامه تمويل وإرسال مسلحين إلى سوريا مثل أولئك الذين سقطوا في تلكلخ.

-لا يحق للناس الدفاع عن نفسها، بينما قد يحق ـ عند الحريري ـ للإرهابيين أن يفجّروا في دمشق ويوقعوا عشرات المدنيين كما فعلوا اليوم على مذبح الثورة وذلك كي يسقط النظام وتنتصر الثورة!

-لا يحق لحزب الله أن يتحدث باسمه أمينه العام، بل أصبحت المعارضة السورية أدرى بما يفعله حزب الله! فالأمين العام للحزب أكد أن الحزب لا يشارك في أي عمل عسكري في سوريا، بينما الحريري استشهد في بيانه باتهامات المعارضة – حليفته الأكثر مصداقية لديه بطبيعة الحال من الحزب- حتى لو كان الحديث هو عن الحزب نفسه، فقال الحريري: “هناك اتهامات مباشرة للحزب من المعارضة بالهجمات”…

نسأل الحريري: هل تفجير اليوم في دمشق شرعي وطبيعي؟ هل هجمات الجيش الحر شرعية وطبيعية؟ أما الدفاع عن النفس  بات مداناً؟؟

إذا كان  الأمر عنده كذلك، فليخرج الحريري من التاريخ، كما  هو خارج لبنان الوطن الذي يبدو أنه لم يعد يطيق أمثال هؤلاء السياسيين. والتاريخ أيضاً لن يطيقهم ولن يذكرهم يوماً بخير.

أولئك يقال لمِثلهم: حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسِبوا (الآخرين) وقبل أن تحاسَبوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.