جنازة عسكرية مهيبة ل”مبارك” تثير الجدل في مصر

وكالة أنباء آسيا:

مشهد لم يتوقعه أحد، جنازة عسكرية للرئيس المصري الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، يتقدمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى جواره نجلي “مبارك” جمال وعلاء، وعمر علاء مبارك، حفيد الرئيس الراحل، أثارت تعجب الكثير من المتابعين من الشعب المصري لما فيها من وقائع كثيرة مختلفة أبرزها ظهور رجال نظام “مبارك” وغياب المشير حسين طنطاوي عن المشهد، وتغطية الإعلام المصري للمشهد.

لأول مرة يظهر كافة رموز نظام الرئيس الراحل حسني مبارك معًا، وذلك خلال الجنازة العسكرية، بعضهم كان يظهر من وقت لآخر على مدار الفترات التالية لثورة 25 يناير/كانون الثاني، والبعض الآخر ارتدوا الزي الأبيض واقفين خلف أسوار المحاكم والسجون، رافضين الظهور مجددًا إلا في أضيق الظروف، ومن أهم هؤلاء الرجال الذين ظهروا أمام الجميع أمس في مشهد أعاد ذكريات الماضي إلى أذهان المشاهدين كان أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، والدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس البرلمان المصري الأسبق، وفاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، وأنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، ومفيد شهاب، وزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق، وسيد مشعل، وزير الإنتاج الحربي الأسبق، وزهير جرانة وزير السياحة الأسبق، بالإضافة إلى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية.

غياب المشير طنطاوي ونعي “الأهرام”

من أهم المشاهد التي لفتت أنظار الجميع خلال الجنازة العسكرية للرئيس الراحل، كانت غياب المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الأسبق، دون أسباب واضحة على الرغم أن المشير لازم الرئيس الراحل لسنوات طويلة وكان من أقرب الأفراد حوله، وظل الجميع يتساءل أين المشير طنطاوي، وأعتقد البعض أن غيابه ربما يكون لأسباب صحية يمر بها خلال الفترة الأخيرة، واكتفى “طنطاوي” بنعي نشره اليوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية، وجاء نصه كالآتي: “ينعى المشير محمد حسين طنطاوي بمزيد من الحزن والأسى السيد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أسرته الصبر والسلوان”.

تغطية وسائل الاعلام للحدث: كأن ثورة لم تنتفض!

تغطية وسائل الإعلام المصرية لوفاة الرئيس الأسبق مبارك، كانت مُخالفة لتوقعات الشعب المصري، وتحديدًا الصحافة الورقية، والتي خصصت صفحات كثيرة كاملة لتغطية حدث وفاة وجنازة “مبارك”، حيث أن صحيفة “اليوم السابع” الشهيرة خصصت في عددها الصادر أمس الأربعاء، 5 صفحات كاملة، من بينها الأولى والأخيرة لصورته بحجم الصفحة الورقية للجريدة اليومية، في نفس الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المرئية تغطي حادثي الوفاة والجنازة العسكرية على الهواء مباشرة، محتفين جميعهم بإنجازات الرئيس الراحل ومتناسين الثورة التي انتفضت ضده وضد نظامه بسبب الفساد الذي استشرى في البلاد طيلة فترة حكمه.

هتاف المئات من المواطنين المصريين

تجمع المئات من المصريين أمام مسجد المشير طنطاوي والذي أقيمت به جنازة الرئيس الراحل “مبارك” بالتجمع الخامس، حيث جاء الكثير من مُحبيه من محافظات مصر المختلفة لتوديعه، حاملين الأعلام المصرية وصور حسني مبارك، وظلوا يهتفون كثيرًا أمام المسجد، “مع السلامة”.

ظهور حفيد الرئيس الأسبق في الصف الأول

ظهر حفيد الرئيس الراحل، عمر علاء مبارك في الصف الأول خلال تشييع مراسم جنازة جده حسني مبارك، واقفًا إلى جوار والده وعمه علاء وجمال مبارك، حيث ظهرت عليه علامات الحزن الشديد لدرجة جعلته لا يتمالك أعصابه، ودخل في نوبة بكاء شديدة خلال الجنازة.

اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي

ما بين مؤيد ومعارض للجنازة العسكرية التي أقيمت بالأمس للرئيس الراحل، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي سواء من خلال التغريدات على تويتر، أو المنشورات والتعليقات على “الفيس بوك”، الفريق الأول اتفق بشدة مع الجنازة العسكرية نظرًا لمكانته في الجيش المصري وأنه كان قائدًا من قاداته في حرب أكتوبر 1973، ورئاسته للدولة المصرية خلال 30 عامًا، أما الفريق الآخر استنكر تمامًا ذلك موضحًا أنه حُكم عليه في قضية القصور الرئاسية وأنه تسبب في مقتل الكثيرين خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني عام 2011. 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.