درس لبناني من غزة

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

النتائج التي أظهرتها ضربات المقاومة الفلسطينية الرادعة في عمق الكيان الصهيوني تثير نقاشات معمقة في صفوف الخبراء العسكريين و الباحثين في المنطقة والعالم و الأجدر بالعبر هم اللبنانيون الذي يدعو بعضهم للتفريط بأثمن ما لدى بلدهم الصغير و هو المقاومة  و  منظومتها التي تجعل بلدهم في مأمن من العدوان الإسرائيلي .

أولا   برزت في حرب غزة من جديد أهمية الردع الدفاعي الصاروخي و التنظيم السري لتشكيلات المقاومة العسكرية في التحكم بالمعادلات الإستراتيجية التي تحيط بالصراع العربي الإسرائيلي ، و الدرس الأبرز من هذه الحرب ينبغي أن يكون في لبنان حيث يدور الجدل السياسي ، و يتصاعد حدة و سخونة ، حول المقاومة و جدواها كخيار في الدفاع الوطني بوصفها ركنا من الثلاثية الوطنية المعروفة بمنظومة الشعب و الجيش و المقاومة وحول قوة المقاومة الرادعة و فاعليتها .

ثانيا  بادرت إسرائيل لشن الحرب على القطاع بعدما نسقتها مع الإدارة الأميركية و مع بعض حلفائها في المنطقة و أعقبت الحرب أربع سنوات من التدريبات و المناورات المشتركة الأميركية الإسرائيلية  بعد هزائم إسرائيل في حرب تموز 2006 أمام المقاومة اللبنانية في عملية ” الرصاص المصبوب ” ضد المقاومة الفلسطينية أواخر عام 2008 و مرة جديد ظهر العجز الإسرائيلي أمام قوة الردع التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية التي تمكنت من إلحاق إصابات مباشرة بالعمق الصهيوني و أثارت رشقاتها الصاروخية حالة من الرعب  و الهلع بعدما أنزلت أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ .

ثالثا  ليس امتلاك الصواريخ القريبة و البعيدة المدى وحده عنصر الردع الذي استندت إليه المقاومة الفلسطينية في انتصارها بل كذلك و أساسا شكلت سرية تنظيمات المقاومة و مخابئ الصواريخ و منصاتها عنصرا حاسما في تفوق المدافعين عن قطاع محاصر صغير المساحة كثيف السكان ، و هذا ما أظهرته التعليقات الإسرائيلية و تحليلات الخبراء و التغطيات الإعلامية التي لفتت إلى خلو شوارع القطاع من أي وجود ظاهر للفصائل المقاومة التي تحركت ن مخابئها بتمويه و بسرية شديدين و سددت ضرباتها نحو عمق العدو و حيث برزت قيمة سرية التنظيم في اكتشاف القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الأهداف التي قصفتها و اعتبرتها مستودعات للصواريخ و أعلنت عن تدميرها لم تكن جميعها كذلك و هو ما اعتبر الإخفاق الأخطر للجيش الإسرائيلي و للمخابرات الإسرائيلية في الحرب .

رابعا  شكلت عملية تل أبيب الهجومية و من غير بصمات ضربة هجومية اعتبرها بعض الخبراء آخر توقيع على شهادة العجز الإسرائيلي و هي في حقيقتها من أرقى التعبيرات عن سرية التنظيم و التفوق في أساليب الاختفاء و الحركة التي يتبعها المقاومون في مجابهة العدو .

إن بعض الجهات اللبنانية تعامل قدرة الردع على أنها كناية عن مستودعات مليئة بالصواريخ و موزعة على الجغرافيا الوطنية  و هي لذلك تتحدث عن تسليم السلاح للجيش أو عن نقل الإمرة على ترسانة المقاومة إلى الجيش و حقيقة الأمر أن المقاومة بتكوينها الإنساني أي التنظيمي و بآليات عملها و كذلك بسلاحها تمثل منظومة متكاملة و يمكن لها بالشراكة مع الجيش و الشعب أن تحقق القوة التي يمكن الجزم بعد حرب غزة أنها ستمنع العدو من التحرش بلبنان أو الاعتداء عليه لسنوات قادمة دون المغامرة بمواجهة قد تعرض مصير إسرائيل  لخطر وجودي حقيقي و هذا يفترض أن يعامل الداعون لنزع سلاح المقاومة على أنهم مروجون لجعل لبنان دولة مستباحة من جديد .

درس لبناني من غزة

 

النتائج التي أظهرتها ضربات المقاومة الفلسطينية الرادعة في عمق الكيان الصهيوني تثير نقاشات معمقة في صفوف الخبراء العسكريين و الباحثين في المنطقة والعالم و الأجدر بالعبر هم اللبنانيون الذي يدعو بعضهم للتفريط بأثمن ما لدى بلدهم الصغير و هو المقاومة  و  منظومتها التي تجعل بلدهم في مأمن من العدوان الإسرائيلي .

أولا   برزت في حرب غزة من جديد أهمية الردع الدفاعي الصاروخي و التنظيم السري لتشكيلات المقاومة العسكرية في التحكم بالمعادلات الإستراتيجية التي تحيط بالصراع العربي الإسرائيلي ، و الدرس الأبرز من هذه الحرب ينبغي أن يكون في لبنان حيث يدور الجدل السياسي ، و يتصاعد حدة و سخونة ، حول المقاومة و جدواها كخيار في الدفاع الوطني بوصفها ركنا من الثلاثية الوطنية المعروفة بمنظومة الشعب و الجيش و المقاومة وحول قوة المقاومة الرادعة و فاعليتها .

ثانيا  بادرت إسرائيل لشن الحرب على القطاع بعدما نسقتها مع الإدارة الأميركية و مع بعض حلفائها في المنطقة و أعقبت الحرب أربع سنوات من التدريبات و المناورات المشتركة الأميركية الإسرائيلية  بعد هزائم إسرائيل في حرب تموز 2006 أمام المقاومة اللبنانية في عملية ” الرصاص المصبوب ” ضد المقاومة الفلسطينية أواخر عام 2008 و مرة جديد ظهر العجز الإسرائيلي أمام قوة الردع التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية التي تمكنت من إلحاق إصابات مباشرة بالعمق الصهيوني و أثارت رشقاتها الصاروخية حالة من الرعب  و الهلع بعدما أنزلت أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ .

ثالثا  ليس امتلاك الصواريخ القريبة و البعيدة المدى وحده عنصر الردع الذي استندت إليه المقاومة الفلسطينية في انتصارها بل كذلك و أساسا شكلت سرية تنظيمات المقاومة و مخابئ الصواريخ و منصاتها عنصرا حاسما في تفوق المدافعين عن قطاع محاصر صغير المساحة كثيف السكان ، و هذا ما أظهرته التعليقات الإسرائيلية و تحليلات الخبراء و التغطيات الإعلامية التي لفتت إلى خلو شوارع القطاع من أي وجود ظاهر للفصائل المقاومة التي تحركت ن مخابئها بتمويه و بسرية شديدين و سددت ضرباتها نحو عمق العدو و حيث برزت قيمة سرية التنظيم في اكتشاف القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الأهداف التي قصفتها و اعتبرتها مستودعات للصواريخ و أعلنت عن تدميرها لم تكن جميعها كذلك و هو ما اعتبر الإخفاق الأخطر للجيش الإسرائيلي و للمخابرات الإسرائيلية في الحرب .

رابعا  شكلت عملية تل أبيب الهجومية و من غير بصمات ضربة هجومية اعتبرها بعض الخبراء آخر توقيع على شهادة العجز الإسرائيلي و هي في حقيقتها من أرقى التعبيرات عن سرية التنظيم و التفوق في أساليب الاختفاء و الحركة التي يتبعها المقاومون في مجابهة العدو .

إن بعض الجهات اللبنانية تعامل قدرة الردع على أنها كناية عن مستودعات مليئة بالصواريخ و موزعة على الجغرافيا الوطنية  و هي لذلك تتحدث عن تسليم السلاح للجيش أو عن نقل الإمرة على ترسانة المقاومة إلى الجيش و حقيقة الأمر أن المقاومة بتكوينها الإنساني أي التنظيمي و بآليات عملها و كذلك بسلاحها تمثل منظومة متكاملة و يمكن لها بالشراكة مع الجيش و الشعب أن تحقق القوة التي يمكن الجزم بعد حرب غزة أنها ستمنع العدو من التحرش بلبنان أو الاعتداء عليه لسنوات قادمة دون المغامرة بمواجهة قد تعرض مصير إسرائيل  لخطر وجودي حقيقي و هذا يفترض أن يعامل الداعون لنزع سلاح المقاومة على أنهم مروجون لجعل لبنان دولة مستباحة من جديد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.