رصد عنصر الليثيوم في نجم منفجر قد يحل لغزا فلكيا محيرا

uzay-620x330.jpg

اكتشف علماء الفلك عنصر الليثيوم لأول مرة في نوع من الانفجارات النجمية يعرف باسم المستعر (النوفا) وهو الانجاز الذي يفسر لغزا ظل يحير خبراء الفيزياء الفلكية منذ أمد بعيد بشأن كميات هذا العنصر الذي رصد في النجوم.

وقال المرصد الأوروبي الجنوبي هذا الاسبوع إن علماء الفلك نجحوا من خلال الاستعانة بتلسكوبين في شيلي في رصد كميات ضئيلة من عنصر الليثيوم الكيميائي في المستعر (قنطورس) الذي انفجر عام 2013 وهو أقوى المستعرات المتوهجة التي رصدت هذا القرن.

والمستعر او النوفا عبارة عن انفجار يقذف في الفضاء بجزء من مادة النجم ثم يهدأ ويعود للإنفجار بعد فترة. ويرجع سبب حدوث النوفا إلى وجود نجمين يدوران حول بعضهما بعضا أحدهما قزم أبيض والآخر عملاق أحمر فتندفع المادة من العملاق الأحمر إلى القزم الأبيض ما يؤدي إلى اشتعال سطحه وحدوث عمليات اندماج نووي عنيفة ينتج عنها الإنفجار.

وقد تكون تلك أول خطوة في فك شفرة ما يعرف باسم (لغز الليثيوم). وتتيح نماذج الانفجار العظيم -الذي حدث عند نشأة الكون قبل 13.8 مليار عام- لعلماء الفلك حساب كميات الليثيوم الموجودة في الأجرام الفلكية بدقة بالغة.

لكن النجوم الأقدم ليس بها كميات من الليثيوم مثلما تشير هذه النماذج في حين ان النجوم الأصغر بها كميات أكبر من هذا العنصر.

وتنبأ الفلكيون منذ زمن بعيد بان جزءا من اللغز يمكن تفسيره بان المستعر يقوم بطرد عنصر الليثيوم على نحو يخلق حيزا من الفراغ به ليثيوم مع اثراء المجال الموجود بين النجوم الذي تولد به نجوم جديدة.

لكن لم تتضح حتى الآن أدلة واضحة عن وجود ليثيوم داخل المستعر.

وقال المرصد الأوروبي الجنوبي إن اكتشاف طرد الليثيوم بسرعة نحو مليوني كيلومتر في الساعة في المستعر (قنطورس) قد يفسر -عند تطبيقه على مليارات من المستعرات التي انفجرت في تاريخ مجرة درب التبانة- وجود كميات غير عادية من الليثيوم في مجرتنا.

وقال ماسيمو ديلا فالي المشارك في هذه الدراسة “إذا تصورنا تاريخ التطور الكيميائي لمجرة درب التبانة على انه لغز كبير فان الليثيوم الموجود في المستعرات أحد أهم المكونات المهمة من هذا اللغز”.

ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية الفلك.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.