سحر بن سلمان.. هل ينقلب على الساحر؟

موقع قناة المنار-

محمد باقر ياسين:

روج كتاب سعوديون بعد مقابلة محمد بن سلمان مع مجلة “ذي أتلانتك”، لسحر بن سلمان، فمنهم من كتب “السحر الحلال”وصفات مبالغًا فيها، جعلت محرر المجلة “Graeme Wood” ورئيس تحريرها “Jeffrey Goldberg”، يخرجان عن صمتهما ويدلوان بدلوهما حول ما شاهداه من تصرفات للأمير “المهووس بالعظمة” كما وصفاه. فهل يعاني بن سلمان من اضطرابات نفسية؟ وما علاقة السحر بتصرفاته؟ وما هو الهاجس الذي يستوطن داخله؟

يعاني محمد بن سلمان، حسب ما نقله موقع “السعودية ليكس”، من اضطرابات نفسية عدة، منها “اضطراب قضم الجلد (Dermatophagia)، حيث للقلق والتوتر تأثير كبير على مستوى تطور هذه الحالة”. كذلك يعاني من عدم السيطرة على انفعالاته ومن اضطرابات الوسواس القهري. وبهذا السياق يقول المختصون “إن سلوكيات بن سلمان تتقاطع مع أعراض اضطرابات البارانويا والنرجسية، وأنه يعتقد بالعنف والسادية سبيلين للحفاظ على سلطته”. فبن سلمان ليس لديه الثقة بالعامة ويتخوف دائماً من سعي الجميع للإطاحة به ورفضه لتولي العرش في المملكة.

وقد أكد محرر “ذا أتلانتيك” “Graeme Wood”، لموقع “CNN بالعربية” على التشنج الحركي المعقد والاضطراب النفسي اللذين أظهرهما بن سلمان خلال مقابلته. وكشف أن “الأسئلة الصعبة تسببت في تحرك ولي العهد بسرعة، وكان صوته يهتز بتردد أعلى.” وفي “كل دقيقة أو دقيقتين، كان يقوم بتشنج حركي معقد يتمثل في إمالة سريعة للرأس للخلف، يتبعها بلع، مثل بجعة تبتلع سمكة.” وقد “اشتكى بن سلمان من أنه تعرض للظلم، وأظهر شعوراً بعقلية الضحية وبهوس العظمة بمستوىً غير عادي حتى بمعايير حكام الشرق الأوسط”.

ومن هنا تكمن أهمية الحديث عن بن سلمان منذ نشأته وترعرعه داخل العائلة الحاكمة، وكيف كان يعامله الأمراء الكبار. فبن سلمان كان من الأمراء المنبوذين داخلها، فنادراً ما تجد له صورة مع الأمراء، وهذا يعود إلى تهميشه والتقليل من حضوره، ولهذا السبب كان محمد بن سلمان منذ صغر سنّه حاقداً على بعض أفراد عائلته، وبشكلٍ خاص أولئك الذين يشغلون مناصب قريبة إلى بلاط الحكم، فبن سلمان كان صفرا على الشمال، لا أهمية له ولا حساب بين أفراد العائلة، ويبين كل ما سبق مصدر مقرب من البلاط الملكي لموقع “من المحيط إلى الخليج”. حيث يقول “كل من عمل بجانب بن سلمان كان يعلم ذلك، فكان كلما ذُكر اسم أمير من الأمراء الذين يشغلون مناصب مرموقة، أو مقربين من البلاط الملكي، يغضب ويتوتر، وطالما توعّد بأنه سيجعلهم جميعاً يركعون عند قدميه”. ويكمل المصدر قائلاً، “في لقاءاتٍ عدّة، كان يُطلب منه أي “بن سلمان” أن يغادر الوسط “أي اللقاء”، الأمر الذي جعله يحقد عليهم أكثر فأكثر”.

وهذا يفسر لنا لماذا احتجز بن سلمان هؤلاء الأمراء تحديداً بفندق الريتز، وابتزهم وأخذ أموال بعضهم ليطلق سراحهم فيما بعد، كما عمد إلى إذلالهم وتشويه سمعتهم بتهم الفساد، وما زال يحتفظ بولي العهد السابق محمد بن نايف لما يشكله من خطر عليه. وليس مستبعداً إعلان وفاته بأي وقت، كونه يتعرض للموت البطيء.

وبناءً على ما تقدم، ننتقل للحديث عن اعتقاد بن سلمان بالسحر والشعوذة، واللجوء إليهما من أجل التخلص من خصومه. وقد أفاد مصدر أمني سعودي، مقرّب من البلاط الملكي وتحديداً من عائلة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز قبل توليه حكم المملكة، لموقع “من المحيط إلى الخليج” عن بدء بن سلمان بهذا العالم، وذلك من خلال أمره لأحد المقربين منه أن يحضر أحد العرّافين المحليين، وهو يؤمن بأن استلامه منصب مستشار إمارة الرياض، كان بفضل التميمة “الحجاب” التي صنعها له أحد العرافين العرب.
ولم يقف بن سلمان عند هذا القدر بل في “إحدى زياراته لفرنسا، طلب لقاء العرافة الفرنسية الشهيرة اليزابيث تيسيه، التي وقتها كانت بمثابة المستشار الأول للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران “.
ولكنه تخطى كل الحدود، و”بمساعدة سعود القحطاني، اجتمع بالمشعوذ اليهودي الشهير في الأراضي المحتلة المسمى “باروخ أبوحصيرة” لصنع سحر أسود يعينه على منافسيه.”

ويحاول بن سلمان إخفاء علاقته السرية بالمشعوذين، وحصرها بدائرة ضيقة ممن يعلمون بالموضوع، لأنه يخشى من افتضاح أمره بين أمراء العائلة، وأن يستخدم بعضهم سرّه ضد طموحاته. والأدهى أنه لم يكن يعترف بحرمة استشارة المشعوذين، فكان شديد الحقد على المطاوعة ورجال الدين الذين يحرّمونها. فإيمانه الشديد بالسحر والشعوذة دفعه للاعتقاد بأن في العائلة الحاكمة من يكيد له ويستخدم السحر أيضاً للإضرار به، فهاجسه الوحيد الآن هو أن يتعرض لعملية اغتيال، فكلما أحس بشيء يدبر له يلجأ إلى مغارة أعدها بغية الاحتماء بداخلها، وما قاله محرر “ذا أتلانتيك” “Graeme Wood” عندما وصف وضع القصر الذي أجريت بداخله المقابلة، حيث فرش مساعدوه والوزراء السجاد الأحمر سعياً لعقد اللقاء، وهو الأول منذ شهور مع رئيسهم، وقد وصف تراكم الطرود والوثائق على المكاتب والطاولات في مكتبه. وهذا يدل على هجران بن سلمان لقصوره خشية من الاغتيال، فبن سلمان يؤمن بشدة أن استعانته بالمشعوذين الذين يدعون تواصلهم مع الجن وتسخيرهم، وكذلك التمائم هم من يحمونه اليوم من أي محاولة اغتيال جديدة.

وختاماً، لا يوجد ما يعبر عن حالة السعودية اليوم أكثر مما نقله الدكتور خالد الجبري “نجل المسؤول الأمني السابق سعد الجبري”، عبر حسابه الشخصي على “تويتر” من تفاصيل حوار قديم دار بينه وبين مسؤول سعودي كبير عن ابن سلمان. الذي قال حرفياً “الدولة السعودية الأولى انتهت بغزو خارجي والثانية بخلاف داخلي، أما الدولة السعودية الثالثة فسينهيها مبس “محمد بن سلمان” وأعداء الخارج”. فبعد الحديث عن لجوء بن سلمان إلى السحر والشعوذة لكي ينحي خصومه ويعبد طريقه نحو عرش المملكة، تأتي ممارساته المتهورة، بدءاً من إقصاء وقتل شريحة من السعوديين المعارضين لحكمه، وصولاً إلى حروبه العبثية وإنفاقه الهائل على صفقات التسليح. فالسحر الذي استخدمه سينقلب عليه وذلك من خلال تدميره كل منجزات الأمراء السابقين. وبهذا يصح ما قاله مسؤول سعودي كبير عن بن سلمان، الذي ستكون نهاية السعودية على يديه، هذا إن وصل بن سلمان إلى العرش السعودي ولم يقتله كثرة الناقمين عليه داخل العائلة الحاكمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.