سلطنة عمان تكشف حطام «إزميرالدا»

 

أعلن أيوب البوسعيدي، مشرف الآثار البحرية في وزارة الثقافة والتراث العمانية، أن أولى عمليات التنقيب العمانية في مياه البحر كشفت عن موقع حطام يناهز عمره الـ500 عام، بالتعاون مع بعثة استكشاف أثرية بريطانية أخيراً. وقال إن الحطام يعود لأقدم سفينة تم العثور عليها، على الإطلاق، من السفن المنتمية إلى «عصر الاكتشاف» ممثلةً بسفينة برتغالية كان قد تسلم زمام القيادة فيها خال المستكشف الشهير فاسكو دا غاما.

وأوضح أن هذا التطور البارز أوحى للمسؤولين العمانيين بسبر أعماق المياه حول السلطنة تمهيدا للتوصل إلى اكتشافات أخرى.

وقال البوسعيدي إن سلطنة عمان تبحث حالياً في الأراشيف الخارجية للقراءة عن العلاقات والتجارة بين السلطنة والعالم الخارجي.

وكانت السفينة «أزميرالدا» واحدة من سفينتين تعرضتا للغرق خلال عاصفة قبالة سواحل سلطنة عمان، عام 1503، أي بعد 5 سنوات وحسب من اكتشاف فاسكو دا غاما لأول ممرا بحريا من أوروبا للهند.

اسطرلاب بحري

وأعلنت الفرق البحثية الأثرية من جامعة بورنيماوث الإنجليزية ووزارة الثقافة والتراث العمانية، عقب 3 سنوات من عمليات التنقيب والأبحاث العلمية والتاريخية التوصل لموقع الحطام، إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية التي تشمل أحد أكثر القطع النقدية ندرة في العالم، وما قد يكون جزءاً من الاسطرلاب البحري، الذي لم يكن معروفاً من قبل.

وذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن ديفيد ميرنز، مدير شركة انتشال حطام السفن «بلو ووتر ريكوفوريز»، التي تتخذ من ساسكس مقرا لها، والتي ساهمت في البعثة الاستكشافية، صرح بأن الأهمية الرئيسية للاكتشاف تمثلت بتاريخ غرق السفينة، في وقت مبكر للغاية من فترة عمدت فيها مجموعة محدودة من القوى البحرية في أوروبا للتنافس لاكتشاف واستخدام ممرات بحرية جديدة للشرق. وقال: «تلك أقدم سفينة من فترة الاستكشافات البحرية الأوروبية لقارة آسيا، والتي تم إيجادها منذ زمن طويل. وفي حال اعتبرنا أن مفهوم فترة ما قبل الاستعمار قد بدأت بالتشكل لدينا بشكل رئيسي وفقاً للمستكشف كولومبوس، عام 1492، فإن السفينة وجدت بعد عقد من ذلك».

لقد غرقت السفينة خلال عاصفة بحرية، عام 1503، قبالة سواحل جزيرة الحلانية العمانية الصغيرة، مع فقدان كامل طاقم السفينة وربانها فايسنت سودري، خال فاسكو دا غاما.

ولقد أسفر تحطم السفينة في المياه الضحلة عن بقاء جزء قليل منها، غير أنه عثر على آلاف القطع الأثرية في رمال مياه الخليج الضحلة، بما في ذلك قطعة نقدية فضية نادرة للغاية، تدعى «إنديو»، والتي يعرف وجود قطعة واحدة أخرى منها.

قرص معدني

ومع ذلك، أوضح ديفيد ميرنز أن الاكتشاف الأكثر إثارة تمثل بقرص معدني يحمل شعار النبالة البرتغالي، وصوراً لآلة الحلق الفلكية، وهي عبارة عن مجسم كروي كوني، وهي الرمز الشخصي لملك البرتغال حينها، وهنالك، من دون ريب، اكتشاف مهم، مصنوع من مواد قيّمة، وبرمزين شهيرين عليه، حيث لم يتم إدراجهما في أي أداة على متن أي سفينة. غير أن أهميتها مجهولة حالياً. ومن ذلك المنطلق، طرح الباحث أمله بأن يدلي خبراء آخرون بمعلومات للمساعدة في تحديد الغرض منه.

وجرى نشر نتائج اكتشاف حطام السفينة، أخيراً، عبر «المجلة الدولية لعلم الآثار البحرية».

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.