سلفي سابق: السلفيون الألمان يتبعون أجندة تهدف إلى إخضاع حياة الناس

 

كشف السلفي السابق برينو برسوم لـ”DW” عربية، عن تجربته مع السلفية، واوضح ان “وُلد وترعرع في أحضان عائلة ملحدة، ومنذ وقت مبكر بدأ الاهتمام بالأديان”، وتابع :”لما كان عمري 18 سنة اعتنقتُ الإسلام. غير أنني قررتُ التخلي عن هذه الديانة بعد خمس سنوات، وأنا منذ ذلك الوقت أعتنقُ المسيحية. إلى جانب حياتي الدينية كمسيحي درستُ الإعلاميات الاقتصادية وأعمل في مجال اللوجستيك في إحدى الشركات”.

اضاف “كنتُ سلفياً منذ اعتناقي للإسلام. حيث كنت أتبعُ المذهب السني السلفي الذي يعتمد على القرآن والسنة. ففي تلك المرحلة لم أكن أسمع في كل الخطب سوى حديث “كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”. واوضح ان “المرء طبعاً يمكنه أن يطرح الأسئلة وبعد ذلك يتم الإجابة عن اسئلته، ولكن لم يكن هناك أي مجال للنقد، بدعوى أن القرآن والسنة بينا الحلال والحرام والصحيح والخطأ وبين الحق والباطل بشكل صريح، وكل نقد لفكرة معينة يُنظر إليه على أساس أنه خروج عن العقيدة الإسلامية”. واوضح السلفي السابق انه “مع مرور الوقت تبيَن لي أن الإسلام كما كنتُ أمارسهُ وكما كان يُلقن لي أقرب إلى السياسة من الروحانيات”، واشار الى ان “الناس يعتقدون أن السلفي هو الشخص الذي يتبع شيخاً وينتسب إليه، كما أن السلفي يظن أنه أوكل مصيره لله، لكن الحقيقة هي أنه تخلى عن حريته وأصبحت كل أمور حياته مرتبطةً بمصادر تشريع قديمة”.

وذكر ان “السلفيين الألمان يتبعون أجندة تهدف إلى إخضاع حياة الناس بشكل كامل في إطار تصورهم للدين. فكرة، تستند إلى السنة والخلفاء. هدفهم هو أن يدخل الإسلام، كما يفهمونه، إلى كل بيت وكل قرية ومدينة. وبالنسبة للكفار أو أتباع الديانات الأخرى سيتم إذلالهم وسيفرض عليهم دفع الجزية لحماية أنفسهم”.

واوضح انه “تركت السلفية لاني كنت ابحث عن دين أستطيع فيه أن أعبد الله بحرية وبكرامة. ولكن ما وجدته كان يريد إكراهاُ ورغبةً في السيطرة والهيمنة على حياتي كلها. والأكثر من هذا كان يُنظر إلي كوسيلة لأسلمة العالم. مع مرور الوقت، بدأت تظهر لي أمور لم أكن أقنع بها رغم ذلك يجب أن أومن بها فيما يشبه الفصام. إضافة إلى ذلك هناك قبول واستعداد للعنف من أجل الوصول إلى الأهداف”.

ولفت الى انه “وفي وقت ما جاء طفل لزيارتي عمره 13 أو أربعة عشر عاماً وقال لي بأنه كان في مسجد آخر وقال لهم الإمام هناك أشتروا الكتاكيت الصغيرة واقطعوا رؤوسها، لأنه سيأتي وقت نقطع فيه رؤوس اليهود. وكرد فعل منطقي مني على تلك التصرفات، الابتعاد وإنهاء العلاقة مع السلفيين ومع الإسلام”.

وحول رد فعل السلفيين عندما قرر الخروج من تنظيمهم، اجاب :”قالوا لي لو كنا في بلد عربي لقتلناك. أما إمام المسجد الذي كنتُ أذهب إليه فطلب من الشباب أن يقطعوا الاتصال بي، وقال لهم إذا لم يكن ممكنا قتله فلنقتله اجتماعيا بإهماله والابتعاد عنه. وهذا ما حصل، فباستثناء شخص واحد لم يعد لي أي اتصال بهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.