سوريا: منذ إنشائه خارج مجلس الأمن… “تحالف واشنطن” ممارسات سوداء وفوسفور أبيض

 

وكالة الأنباء السورية ـ سانا:
منذ إنشائه خارج مجلس الأمن الدولي أثبتت جرائم ومجازر “تحالف واشنطن” والدمار الكبير الذي أحدثه بالبنى التحتية والمرافق الحيوية على امتداد منطقة الجزيرة وتهجيره عشرات آلاف المواطنين زيف ادعاءات الولايات المتحدة التي تدعي محاربة الجماعات الإرهابية وبدا جليا أن الهدف من وراء إنشاء هذا “التحالف” هو سفك دماء السوريين وإطالة أمد الحرب على دولتهم وإلحاق المزيد من الدمار بالبنية التحتية وإعاقة الوصول إلى أي حل للازمة فيها.

وفي صورة صارخة لتلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها واشنطن تغفو اليوم مدينة الرقة المدمرة نتيجة قصف طائرات “التحالف الدولي” على كتف نهر الفرات لتحكي أكوام الركام والحطام المتطاير في أرجائها ذكريات أهلها ومعاناتهم وفصول مأساتهم في ظل سيف خلافة تكفيرية مزعومة أراد تنظيم “داعش” الإرهابي إقامتها بينما تكثر على الضفة الأخرى الشواهد على فظاعة الفوسفور الأبيض الأمريكي حيث أتى على آخر نبض حياة فيها.

واشنطن التي لم تبال يوما بتاريخ أمة أو بعراقة حضارة إنسانية ولم تضع في موازينها المتعددة ومكاييلها المزدوجة أي ثقل لحياة المدنيين في الدول التي تفتعل الحروب والصراعات فيها مارست الإجرام المباشر بحق السوريين على امتداد سنوات الحرب العدوانية على سورية فطائرات تحالفها المزعوم أرادت بالفوسفور الأبيض تدمير تاريخ مدينة الرقة كشاهد على حضارة عريقة في منطقة الرافدين فأتت قنابلها على معظم بيوتها ومزقت كل شرايين الحياة التي كانت تمد أهلها المكلومين والمذهولين من هول العدوان وفظاعته.

هذا التحالف غير المشروع والجرائم التي يرتكبها تشير إلى انهيار تام لمنظومة القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعاقدت الأمم على احترامها ورعايتها منذ التوافق على إنشاء الأمم المتحدة وذلك نتيجة الاستهتار التام الذي تظهره الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها بهذه القيم والمبادئ وتشير إلى مدى استخفافها بحياة المدنيين وبأحكام القانون الدولي.

وفي جريمة موصوفة ومثبتة بالدلائل والوقائع والشهود والصور الحية وفي اعتداءات فظيعة على الحياة الإنسانية قصفت طائرات “التحالف الأمريكي” خلال العامين الماضيين بقنابل الفوسفور الأبيض والعنقودية المحرمة دوليا بلدة هجين وقرى وبلدات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وبلدة الصور في الريف الشمالي الشرقي والأطراف الغربية لمدينة الرقة والمنطقة الفاصلة بين حيي المشلب والصناعة وحي السباهي ومبنى المشفى الوطني في مدينة الرقة وآخرها قصفه بالسلاح ذاته قبل عدة أيام منطقة مزارع الباغوز عند الحدود السورية العراقية شرق مدينة البوكمال.

وفي إطار تفنيد ادعاءات واشنطن محاربة الإرهاب لم يعد يخفى على أحد التعاون والتنسيق بين “التحالف” والجماعات الإرهابية من تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية وغيرهما والذي تم توثيقه في عشرات الوقائع وتجلى بتهريب متزعمي التنظيم عبر طائرات أميركية من مواقعهم إلى أماكن انتشار قواتها المحتلة.

في حين تطالعنا مواقع إلكترونية محسوبة على الميليشيات المدعومة أمريكيا بإطلاق سراح العشرات من أفراد التنظيم الإرهابي بعد تسليم أنفسهم في مسرحية ممجوجة باتت نهايتها تلوح في الأفق مع إصرار رجال الجيش العربي السوري المحاربين الحقيقيين للإرهاب بكل مسمياته وأينما توارى على الأرض السورية.

ومنذ إنشائه من قبل واشنطن من خارج مجلس الأمن في آب عام 2014 قصف طيران “التحالف الدولي” عشرات المرات الأحياء السكنية في دير الزور والرقة والحسكة وأريافها ما تسبب باستشهاد وجرح مئات المدنيين ووقوع أضرار مادية بمنازلهم وممتلكاتهم إضافة لإلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية والمرافق الحيوية وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين أكثر من مرة بالحل الفوري للتحالف الدولي غير المشروع الذى تأسس خارج إطار الأمم المتحدة ومن دون موافقة الجمهورية العربية السورية ومحاسبة المعتدين عن الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.