سورية ولبنان والمحيط الإقليمي وتداعيات السياسة الخاطئة

جريدة البناء اللبنانية-

ربى يوسف شاهين:

العلاقات السورية اللبنانية، لم تتغيّر من قبل الجانب السوري، رغم الإرهاب الكوني على سورية، أما في الجانب المقابل في لبنان، فهناك بعض المسؤولين في الحكومة ممن لا يُعيرون اهتماماً للعلاقة السورية اللبنانية، التي أساسها الارتباط الجغرافي لحدود اقتطع منها الكيان الصهيوني جزءاً مهماً، والذي يُشكّل عقبة أمام الدولتين لتحقيق النصر لفلسطين، والأهمّ لا بدّ من استعادتها لتحظى منطقتنا بالأمن والأمان.

هؤلاء الذين ساهموا في الخراب الحاصل في الداخل اللبناني، والذين هم أنفسهم يعبّدون الطريق للأميركي والصهيوني، بُغية السيطرة على المقدرات التي ابتلعها حوت الفساد، وطالب بها سيد المقاومة ليرفع الظلم والحصار عن شعبه، وهنا تتجلى قوة الموقف السوري، عبر السماح بنقل حمولة السفينة الإيرانية عبر الدولة السورية، وأيضاً قبولها مدّ خط الغاز المصري والكهرباء الأردنية، عبر أراضيها، قوّة وانتصار يُضاف للقيادة والحكومة السورية، وبالتالي، للشعب السوري في انتصارها على الإرهاب الذي لا يقتصر على الإرهاب العسكري، بل تنوع حتى شمل الإرهاب المجتمعي، عبر لقمة العيش والفساد الإداري، الذي يشمل كل المؤسسات الحكومية واللاحكومية في كلا البلدين.

وعلى مدى قرون، وبقراءات لا يستهان بها عن أهمية الموقع الجغرافي للشرق الأوسط عموماً، ومحيط فلسطين خاصة، وعبر مسؤولين أعداء قبل الأصدقاء، صدرت لهم أبحاث خُصصت لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً للنطاق الإقليمي لغرب آسيا، وصولاً إلى مصر، لإقامة شرق أوسط جديد، يقوم على فرض الكيان الصهيوني على أمتنا العربية والإسلامية، ليكون مرتعاً للديمقراطية المزيفة التي ينشدها اللوبي الصهيوني.

والشاهد على المؤامرات الاستعمارية، التي حيكت لوطننا العربي، هو الحرب الإرهابية الكونية على سورية، لإضعاف هذا الخط المقاوم، عبر تفتيت أجزائه،

فاشتعال الجبهات السياسية والتي رافقها اشتعال الجبهات العسكرية، في عموم الشرق الأوسط، لم تكن محض صدفة، بل هي نتاج لمؤامرة إرهابية هندستها واشنطن، بغية تفكيك المعادلة التي فرضتها قوى المقاومة، والتي تعاقبت في هذه البلدان التي تناهض السياسات الأميركية، التي أسست لها الإمبراطورية البريطانية والفرنسية، عبر تقسيم الوطن العربي في ظل الانتداب البريطاني والفرنسي.

التاريخ سجل بطولات الجيوش العربية، وكان شاهداً على عصر الانهزامات المتتالية لهذا العدوان، حتى بدأت عملية صناعة القاعدة وداعش وغيرها من الفصائل الجهادية، المنضوية تحت عباءة الرأسمالية العالمية، والتي هي المحرك المسيطر على الاقتصاد العالمي، والذي مكنها من العبث بمقدرات الشعوب، فانتقلت عبر سنوات تحدياتها من الأخذ بأسباب الحروب وقوانينها، إلى فرض الحروب وفق اهوائها، وهذا لا يُعد ذكاءً لهذه القوى، بل خروجاً عن كل المواثيق والأعراف الدولية، الضامنة لحقوق السيادة، والتي تطالب بها مجموعة أممية برياء كبير.

لكن في الضفة المقابلة، هناك من هم أصحاب إرادة وسيادة، كالحليفين الروسي والإيراني، وبعض الدول الصديقة التي لم تتخلّ عن سورية خلال سنوات حربها، فلهم نقول شكراً، وشكراً لكلّ من وقف مع الحق ولا يزال متمسكاً به.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.