“عاصفة الوهم”

hanadi-yassine-yemen

موقع إنباء الإخباري ـ
هنادي ياسين:
“عاصفة الحزم” إسم كبير ويحمل معاني كثيرة ولكنه العنوان الغير مناسب للعدوان الفاشل والغاشم الذي شنته السعودية على الشعب اليمني.فلا بد من اختيار عناوين أخرى للعدوان ومنها “عاصفة الحقد” أو “عاصفة الوهم”.
أطلقت السلطات السعودية العملية العسكرية على اليمن التي سمّتها عاصفة الحزم، ووضعت الأهداف، وأعلنت عنها عبر المتحدث باسم القوات السعودية العميد أحمد العسيري. فهل كانت فعلاً عاصفة حزم؟ وهل حقق السعودي من خلالها أهدافه المعلنة؟
الدفاع عن الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة، منع “جماعات الحوثيين” من التحرك على الأرض ومهاجمة مستودعات الأسلحة، الدفاع عن المدنيين، اعادة الشرعية للرئيس المستقيل المنتهية ولايته، مواجهة الاحتلال الإيراني أو الهيمنة الإيرانية على اليمن، وغيرها من الأهداف التي كانت تتجدد وربما تتغير كليا كل يوم نظراً للفشل، كلها أهداف واهية لتبرير العدوان السعودي على اليمن.
مضى 27 يوماً على العدوان الحاقد. العدوان لا يختلف عن العدوان الاسرائيلي على غزة، وعناقيد الغضب على لبنان 1996 ومجازر قانا وغيرها.. وهذا طبيعي، بما أن العدوان اسرائيلي – أميركي ولكن المنفذ سعودي هذه المرة.
فهدف حماية الحرمين الشريفين غير دقيق أصلاً، فلا أحد يهددهما إلا اسرائيل وأميركا. والهدف الثاني لم يتحقق، فـ “الحوثيون” مستمرون ـ حتى بعد انتهاء العدوان ـ بتحركاتهم ويدافعون عن أنفسهم، وآلاف اليمنيين تظاهروا تنديداً بالعدوان السعودي بعد انتهاء العدوان. وهدف إبعاد ايران عن اليمن تحقيقه مستحيل والمساعدات المادية والدعم المعنوي لم ولن يقف يوماً خلال العدوان السعودي. والرئيس اليمني المستقيل لم يعد إلى اليمن بل بقي في السعودية، يدير عمليات القتل من هناك. وأما الهدف الأصعب والهدف المصيبة وهو الدفاع عن المدنيين، هنا يظهر الحقد والفظاعة وغياب الإنسانية. فـ “زوبعة الوهم” خلفت وراءها 951 شهيداً بينهم 143 طفلاً، بالإضافة الى 3943 جريحاً مظلوماً.
فمن يعاين العدوان يظهر له جلياً حقد النظام السعودي على الشعب اليمني والاستهتار بدمه ورغبته في تدمير البنى التحتية في اليمن. ومعاينة العدوان السعودي غير كافية، فمن يعود بالذاكرة الى حرب تموز، تتبين له نقاط الارتباط والشبه الكبير بين العدوانين، فكما كانت ترغب اسرائيل في احتلال لبنان ودحرت بفعل إرادة شعبه ومقاومته الباسلة، كانت السعودية ترغب باعادة الهيمنة والوصاية السعودية الأميركية على اليمن، ولكن الشعب اليمني أراد التصدي واستعادة القرار والسيادة ورفض أي شكل من أشكال الهيمنة الخارجية ونجح بذلك.
أهداف “عاصفة الحزم” فشلت ولم يتحقق منها شيء إلا التدمير وسفك الدماء، فما هي أهداف عملية “إعادة الأمل” السعودية الصهيونية التي بدأت بعد انتهاء عاصفة الحزم؟ وهل تخفي في طياتها المزيد من المكائد؟ وإلى أين ستوصل مخططات أميركا وإسرائيل النظام السعودي، وفي أي خانة عار تاريخية سترميه؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.