على أعتاب الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة البحرينية

 

  ٤ سنوات من القتل والتعذيب والسجن والقمع والغازات السامة وسحب الجنسيات والفصل من الوظائف والأسلحة المحرمة و… تحملها الشعب البحريني وهو يرفع شعارا واحدا يتضمن في داخله باقي الشعارات الثورية وهو شعار “حق تقرير المصير”، والثورة ماضية نحو الامام رغم العنف الحكومي والدعم الأجنبي والعربي للسلطات ورغم التعتيم الاعلامي العالمي والعربي والغربي، وسبب الاستمرار شيء واحد الا وهو “استعداد الشعب للتضحية ” فمن هو المنتصر في نهاية المطاف؟

  عندما انطلقت الثورة في ١٤ فبراير ٢٠١١ كانت سلمية بالكامل وربما اراد البحرينيون التجمع في دوار اللؤلؤة لارسال رسالة الى الحكم والى العالم بأنهم يريدون ثورة سلمية على غرار الثورة المصرية التي اسقطت نظام مبارك عبر تجمع الجماهير في ميدان التحرير لكن دوائر القرار في دول الخليج الفارسي قررت تدمير وازالة دوار اللؤلؤة وايصال رسالة للشعب البحريي بأن الثورة المصرية لن تستنسخ في المنامة، وحينها انطلقت الرصاصات على الرؤوس والصدور وانضمت قوات درع الجزيرة الى القوات العسكرية البحرينية وجابت الدبابات الشوارع وسفكت الدماء وظن الحكام بأنهم أوصلوا رسالتهم للشعب بأن التغيير لن يحصل لكن الصمود بقي هو الموقف.

 لم ينفع النظام البحريني استقدام البعثيين العراقيين والدركيين الاردنيين والمجنسين الباكستانيين وكلهم ممن لهم باع طويل في القمع والتنكيل حتى في اسكات المسجونين من رموز الشعب البحريني رغم حالات التعذيب الوحشية كما لم ينفع هذا النظام استخدام الغازات السامة واغراق الشوارع والبيوت بهذه الغازات والتي ادت الى حالات استشهاد عديدة بشهادة المنظمات البحرينية الحقوقية ومنظمات انسانية دولية والدليل على ذلك هو استمرار المشهد البحريني كما هو منذ اندلاع الثورة، فالصور والتقارير المنشورة عن البحرين تظهر ان زخم الجماهير كما هو منذ ٤ سنوات حتى الآن.

  وربما لم يدرك حكام البحرين بأنهم يواجهون حركة شعبية شاملة من الشيوخ والرجال والنساء والشباب واليافعين قل نظيرها في العالم وانهم لثورةن يستطيعوا ان يستمروا في الحكم على شعب ترفض النسبة الأعظم فيه نظام الحكم وتريد استبداله وقد توضح للجميع مدى شمولية الحراك الشعبي حينما بقيت صناديق الاقتراع في الانتخابات الصورية في البحرين قبل شهور “فارغة”.

  في البحرين هناك شعب اختار طريقه ويواصل دربه ويتحدى العالم بأجمعه، وهو العالم الذي يريد اسكات هذا الشعب عبر ارسال الاساطيل البحرية الى الموانئ البحرينية واتخاذها قواعد عسكرية، حيث يؤكد الشعب ان دمه النازف سوف ينتصر في يوم من الأيام على الاصطفاف الخليجي والامريكي والبريطاني خلف نظام آل خليفة.

  ويتذكر الجميع حينما اراد النظام البحريني ارسال صور الى العالم عن نجاحه في اقامة رالي السيارات الدولية كيف انقلبت الصورة حينما عم سماء البحرين الدخان الأسود بفعل الثوار، وسماء البحرين اليوم اما دخان أسود من فعل الثوار واما دخان ابيض للغازات السامة ولن يبقى من يتنفس الصعداء في هذا البلد الا واحد من الاثنين ، الشعب أو السلطة.

  ونرى النظام يلجا الآن الى اسلوب جديد من أساليب القمع الا وهو سحب الجنسيات من المعارضين والثوار وهذا ما يدل بأن النظام قد فشل في اسكات الشعب عبر الاساليب القمعية الاخرى ويجري هذا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يقيم الدنيا ولن يقعدها اذا كان هناك انتهاك لحقوق انسان غربي لكنه لم يتحرك ازاء هذه المأساة الانسانية في البحرين وكأن هناك اتفاق دولي على ايجاد فلسطين ثانية ولاجئين ومشردين جدد لكن هل يعلم حكام البحرين بأنه عندما يثور شعب من الشعوب ويقدم على التضحية فانه سوف يحقق حلمه في الحرية وهذا ما نراه في التاريخ سواء طال الزمن أو قصر؟ وهل يدرك حكام البحرين بأن زج رموز الشعب البحريني في السجون كما حصل لامين عام جمعية الوفاق يضيف قضية عادلة أخرى الى القضايا العادلة للشعب البحريني ويعطيه دفعة قوية من أجل مواصلة الحراك والثورة وهو مانراه في ازدياد كبير لعدد المشاركين في الاحتجاجات والمسيرات حاليا؟

  ٤ سنوات من التضحيات الجسام امضاها الشعب البحريني وهو يبدو مستعدا لتقديم تضحيات أكبر من الماضي وصحيح أن الثورة لم تحقق حتى الآن النتيجة المرجوة بفعل هذا الاحتشاد العربي والدولي ضدها لكن صحيح ايضا بأن الثورة قد خطفت النوم من أعين حكام البحرين وهي أعين لن ترى النوم بعد الآن لأن ثورة تستطيع الاستمرار ٤ سنوات سوف لن تهدأ أبدا حتى تحقيق اهدافها.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.