في الذكرى الـ70 للنكبة: الفلسطينيون يحفظون ’وصية العودة’ عبر الأجيال

فلسطين المحتلة-العهد

سبعون عامًا مرّت على تهجير الشعب الفلسطيني من دياره، لكنها لم تمحُ من ذاكرته تلك اللحظات العصيبة التي عايشها وما كان قبلها، وهي نقلت جيلًا بعد الآخر، لتحفظ “حق العودة” من الضياع كما خطط المحتل، ومن يساندونه في مشروعه الاستعماري.

“فاطمة شراكة”-لاجئة شَهدت يوميات النكبة، وكان عمرها آنذاك (16عامًا) عندما طردتها عصابات الإرهاب الصهيونية مع طفلتها، وزوجها من منزلهم في قرية “بير نبالا” قضاء المدينة المقدسة.

وقبل سبعة عقود، انتقلت فاطمة البالغة اليوم (86 عامًا) قسرًا إلى مخيم “الجلزون” قرب رام الله بالضفة الغربية.

وعن آخر ساعات أمضتها داخل قريتها المنكوبة، قالت المسنة لموقع “العهد” الإخباري”:”خرجنا من منزلنا الساعة السادسة صباحًا حينما رأينا جيراننا، وأهالي القري المجاورة لنا قادمين وهم في حالة خوف شديد بسبب ما فعله الاحتلال ومستوطنوه بهم قبل خروجهم من قريتهم، ثم ما لبث أن بدأ القصف ليغطي المكان بشكل كامل.. فقررنا الرحيل، وتركنا كل شيء خلفنا”.

وتابعت القول: “انتقلنا لأكثر من مكان، في أول يوم استرحنا بمنطقة شبقان تحت شجر التين، وبعدها في منطقة المزرعة، ثم توجهنا إلى قرية شومر ومكثنا هناك أربع سنوات ، وفي نهاية المطاف وصلنا مخيم الجلزون”.

وتصف الحاجة الفلسطينية عام 1948 فتقول: “شفنا الويل في النكبة، لا يمكنني أن أنسى ما حدث مطلقًا، كنا نظنّ أننا سنعود إلى بيوتنا، لكننا أمضينا كل هذه السنوات كلاجئين، و مهجرين، وبالكاد أصبحنا نحصل على قوتنا حتى يومنا هذا”.

وعلى الرغم من اقتراب “فاطمة” من سنّ التسعين ؛ إلا أنها لم تفقد الأمل في العودة إلى مسقط رأسها، كما أنها لم تملّ من رسم صورة جميلة لقريتها في عيون أحفادها الذين لم يتمكنوا من زيارتها.

وتعد اللاجئة الثمانينية واحدة من بين قرابة 16 ألف نسمة يقطنون داخل مخيم “الجلزون” الذي يحمل الرقم 19 في تعداد المخيمات على مستوى الضفة.

وتدهورت الأوضاع داخل المخيمات سواء تلك الموزعة داخل الأراضي المحتلة أو في الدول المحيطة، بسبب عدم قدرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” على مواصلة تقديم خدمات التعليم والصحة وغيرهما، في أعقاب التقليصات الأمريكية التي طالت المنظمة الدولية.

وفي السياق عينه، قال مدير عام مخيمات اللاجئين وسط الضفة محمد عليان إن “المخيمات يشكل عام تعاني من ارتفاع نسب الفقر، والبطالة ، والحياة فيها صعبة للغاية من جراء تقليصات الولايات المتحدة الانتقامية”.

وأضاف “على الرغم من المعاناة في المخيمات، إلا أننا نسميها محطة لحين العودة، وهي رأس حربة للفلسطينيين المطالبين بتغيير ظروفهم الحياتية، والاقتصادية بالعودة إلى ديارهم والرجوع إلى مسقط رأسهم”.

ويُصر الفلسطينيون داخل المخيمات على نيل حقوقهم الوطنية المشروعة والمكفولة في كافة المواثيق والأعراف الدولية، وهم أكثر عزيمة على مواصلة نضالهم في ظل توالي المحاولات المشبوهة الرامية للانقضاض على تلك الحقوق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.