"قناة سلمان".. ما الذي تسعى إليه السعودية من وراء ذلك الممر المائي؟

alalam_635779262227119783_25f_4x3.jpg

“قناة سلمان” هو مشروع سعودي بكلفة 80 مليار دولار يهدف الى الالتفاف على مضيق هرمز الذي يعد من المنافذ الاساسية للصادرات النفطية للعالم.

ما هو ذلك المشروع؟ وما هي أبعاده المختلفة؟

تم إعداد دراسة مشروع “قناة سلمان” في مركز للدراسات بالرياض، وتعتمد على وضع مسار رئيس للقناة ومسارين احتياطيين، ويبدأ المسار الرئيس من الخليج في الجزء التابع للمملكة السعودية وتحديدًا عند “خور العديد”، ومن ثم يتجه إلى بحر العرب قاطعًا صحراء الربع الخالي بطول 950 كم، منها 630 كم في السعودية، و320 كم في الأراضي اليمنية. وتعد نقطة بدء القناة مناسبة لكي تستطيع كل من قطر والإمارات والكويت أن تقوم بتصدير نفطها من خلالها، وتبتعد بذلك عن اللجوء إلى مضيق هرمز، ويبلغ عرض القناة 150 مترًا والعمق 25 مترًا.

كم سيكلف من المال؟ ماهي التحديات التي تقف أمام نجاح المشروع؟

حتى الآن فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن التكلفة المالية لإنشاء القناة، ستبلغ 80 مليار دولار للمشروع بالكامل، وهناك مقترح لأن يتم تشكيل هيئة مستقلة من السعودية والدولة التي ستشاركها المشروع، لإنشاء القناة وتشغليها برأس مال مشترك مع مراعاة سيادة الدول.

ومن الواضح جدا انه مهما كانت الفائدة العملية من المشروع فإنها لاتضاهي التكلفة العالية له التي قد تعتبر اهدارا للمال العام حتى، خاصة مع وجود مضيق هرمز، لكن الحقيقة هي ان السعودية تسعى من خلال المشروع الى الالتفاف على النفوذ الإيراني على مضيق هرمز، وحرمان ايران من خياراتها الاستراتيجية بإغلاق المضيق أمام السفن في حال وقوع عدوان عليها من قبل الدول الكبرى، أو حتى غلق المضيق في حال نشوب حرب بالمنطقة.

التحديات:

هناك العديد من التحديات التي تقف بوجه هذا المشروع المكلف جدا، وفي مقدمة التحديات حالة عدم الاستقرار السياسي التي تسود اليمن خاصة بعد العدوان الذي تقوده السعودية على هذا البلد بمشاركة حلفائها الخليجيين، وفي هذه الحالة سيتم اللجوء إلى المسار الاحتياطي عن طريق العبور بسلطنة عمان وصولًا إلى بحر العرب، ولكن فيما يتعلق بالتحدي السياسي فبعيدًا عن الوضع اليمني فالمشروع يحتاج إلى إرادة سياسية مشتركة لدى دول مجلس التعاون، وتوافق في الرؤى حول الإستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية بين دوله، وذلك أمر ليس بالسهل خاصة مع تعثر الكثير من المشروعات الخليجية المشتركة سابقًا. بالإضافة إلى ما سبق فإن الطبيعة الجغرافية الصعبة ليست في صالح المشروع، حيث تبلغ بعض الارتفاعات في الأراضي اليمينة أو العمانية 700 متر عن سطح البحر، بينما يبلغ أقصى ارتفاع في السعودية 300 متر عن سطح البحر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.