كلام نووي مفاجئ للرئيس الأميركي أوباما

iran-obama

صحيفة الأنوار اللبنانية ـ
رؤوف شحوري:

 

مرّ الكثير وبقي القليل. ومفاوضات ايران حول ملفها النووي مع مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي  تشارف على نهايتها، وأفقها المنظور هو حزيران المقبل. وفي الآونة الأخيرة، وقبل خطاب نتنياهو في الكونغرس، كانت المواقف التي يعلنها بعد كل جولة مفاوضات، كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، تعكس تقارباً في المضمون، وتشير الى وجود تقدم في المفاوضات. غير أن الموقف المفاجئ الذي أعلنه الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل يومين بدا في الظاهر مختلفاً، ويعطي انطباعاً للوهلة الأولى وكأنه يمثل انتكاسة، أو على الأقل هو بمثابة استعمال المكابح في سيارة تسير بسرعة!.. فماذا حدث؟

 

ما حدث ببساطة، هو خطاب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في الكونغرس! وكان هذا الخطاب هو ذروة حملة سياسية واعلامية يقودها رئيس الحكومة الاسرائيلي، متهماً الرئيس الأميركي بعدم التشدد في المفاوضات، بما يقود الى ابرام اتفاق سيئ مع ايران يهدد اسرائيل مستقبلاً بالزوال من الوجود! رد الرئيس اوباما بطرق مختلفة على نتنياهو، وسيتابع ذلك الى اشعار آخر. وفي موقفه الأخير المفاجئ قال اوباما إنه اذا تعذر التوصل الى اتفاق مع ايران، فإن واشنطن ستترك طاولة المفاوضات! وأضاف ما معناه أنه اذا لم تتمكن أميركا من التحقق من عدم قدرة ايران على انتاج سلاح نووي، ولم تحصل على الضمانات المطلوبة، فلن نقبل باتفاق!

 

هذه العبارات توصف باللغة الدبلوماسية بأنها من أقصى العبارات تشدداً في التأكيد على الطبيعة السلمية للاتفاق النووي مع ايران، ما يعني ضمناً تكذيبا لنتنياهو وللدعاية الاسرائيلية. وهذا الموقف الجديد للرئيس أوباما، يخدم أيضاً مصلحة سياسة الادارة للرد على المتشددين للمؤيدين وللمسايرين لاسرائيل في الداخل الأميركي. ومع ذلك فان أوباما لم يبخس ايران حقها بالقول انها كانت جادة في المفاوضات وملتزمة بنود الاتفاق، وان المرحلة التي تمّ التوصل اليها تجاوزت الجانب التقني الى توافر الارادة السياسية! وفي المحصلة فانه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق يخدم الأهداف الايرانية، فان ايران ستترك طاولة المفاوضات أيضاً!

 

مفعول خطاب نتنياهو أمام الكونغرس داخل اسرائيل كان يشبه تناول البوشار، فطعمه لذيذ ولكنه لا يشبع! ووصفت صحيفة يديعوت الاسرائيلية في مقال مطوّل عما بعد العرض الذي قدمه نتنياهو في الكونغرس، بقولها: يبدو انه من قاع البرميل الذي جرّنا اليه نتنياهو، سيصعب الحصول على أية فائدة لاسرائيل عدا فائدته الشخصية!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.