لماذا تغير موقف وليد جنبلاط من الأزمة السورية؟

walidjoumblatt

موقع إنباء الأخباري ـ
علي مطر:
منذ أن بدأت الأزمة السورية، بدأنا نسمع النائب وليد جنبلاط يرفع سقف خطابه السياسي ضد سورية والرئيس بشار الأسد.
ولطالما أخذت نبرة جنبلاط تعلو شيئاً فشيئاً، في خيار سياسي مخالف تماماً لخيارات الدروز في سورية ولبنان.
أخذ جنبلاط يحرض على ضرب سورية وإسقاط النظام. وقف موقفاً خفياً من تهريب المال والسلاح إلى المعارضين. همه فقط كان إسقاط النظام وذهاب الرئيس الأسد ـ الذي لم يكن على هو جنبلاط ـ وظن جنبلاط أنه رقم كبير في السياسة الإقليمية وأن باستطاعته التأثير في إسقاط الأسد. وأخذ البيك منحىً أميركياً بامتياز، وشدّ الهمة، ولم يبقَ غير أن يذهب ويحارب ضد الأسد. لم يعد يهتم جنبلاط لوحدة الشعب السوري، واستقرار سورية والحفاظ على الدولة.

من يسمع خطابات جنبلاط يظن أن لا رجعة عنده، ولكن ماذا جرى؟
فجأة بدأنا نسمع من وليد بيك أن على الدول أن تحافظ على سورية الدولة، بل أكثر من ذلك قال جنبلاط في روسيا إن هناك دولاً ذات مصلحة في الحرب في سوريا، في طليعتها إسرائيل.
المشكلة أيضاً أن أميركا لا تبدي اهتماماً فعلياً بـ “عملية السلام”. من المحتمل أنهم يريدون تدمير سوريا من أجل بناء “الشرق الأوسط الجديد”، وحتى تحقيق ذلك، يعملون على خلق الفوضى في المنطقة حيث يمكن لإسرائيل أن تكون ضابط الايقاع لهذا الوضع.

كان وليد جنبلاط يعوّل كثيراً على الموقف الأميركي من الأزمة، وظن ـ كما ظن رئيس “المستقبل” سعد الحريري ـ بأنه سيمر إلى بيروت عبر مطار دمشق، على دماء السوريين ودمار الدولة، فمرّت سنتان على ذلك ولم تتحقق آمالهما. ومع صمود الجيش العربي السوري وبقاء الأسد شامخاً قوياً، بدأت تتغير المواقف الجنبلاطية، فسياسة جنلاط البراغماتية لا تجعله يبقى على موقفه مما يحصل، فلا بد من التغيير.

يمكن القول إن ما دعا جنبلاط للبدء بتغيير موقفه هو التماسه الكذب في الموقف الأميركي والعربي، فمن لا يعرف سياسة جنبلاط لا يعرفه، هو يدير الأمور ويداولها كثيراً قبل اتخاذ القرار، لا يعطي أي موقف غير متأكد منه، ولا يطرح أي موضوع لم يفكر كثيراً به. من هنا يقول جنبلاط إنه “من غير الجائز أن نفقد الأمل، بالنسبة لسوريا لا وجود لإمكانية الخروج من هذه المأساة إلا عبر إيجاد حل سياسي”.

يعني كل ما تقدم أن وليد جنبلاط لم يعد يريد الحل عبر رحيل الأسد، حيث أن جنبلاط لا يعارض أن يبقى الأسد وتتشكل حكومة إنتقالية تأخذ من صلاحيات الرئيس. هذا بدايةً، وقد يصل بعد هذا إلى حد القبول بترشح الرئيس الأسد 2014. فجنبلاط يريد الآن العودة إلى أحضان سورية، لأنه يعلم أن الأزمة ستنتهي عاجلاً أم أجلاً وأن الحل لن يكون خارج إطار الرئيس الاسد، الذي يمكن أن يعود في الانتخابات السورية المقبلة رئيساً لسورية، ما يعني أن هناك مرحلة جديدة من السياسة، قد تؤدي بوليد جنبلاط، في حال عدم تغيير مواقفه وإيقاف هجومه على سورية، إلى خسران زعامته الدرزية، وتبخر أحلامه السياسية الوراثية.

يجب أن يتذكر وليد جنبلاط ومن يؤيده، أنه اعتذر من الرئيس الأسد بعد إتهام سورية باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقبّل أيادي بيضاء كثيرة للتشفع لديه عند الرئيس الأسد لإستقباله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.