محمد بن سلمان يحكم قبضته على «العربية»

 

صحيفة الأخبار اللبنانية:

منذ أسبوعين، أهدى حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جائزة «شخصية العام» إلى الإعلامي عبد الرحمن الراشد، في ختام فعاليات «منتدى الإعلام العربي». وقبل يومين، قامت إدارة «العربية» التي رأسَها الراشد منذ عام 2004 حتى استقالته عام 2014 بتسريح عدد من العاملين فيها، هو الأكبر في تاريخ القناة، فأغلبهم من مؤسسيها، ذوي الباع الطويل.

من ضمن هؤلاء اللبنانية جيزيل حبيب أبو جودة، والسعودي ناصر الصرامي. بعد استبعاده، استشهد الأخير ببيت من قصيدة لأبو القاسم الشابي يوم الثلاثاء الماضي على تويتر: «ومن يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر! لكل شخص طريقته، فاختر طريقك #العربية #٩_سنوات خيرة وحياة ومواقف». ومن ضمن المسرَّحين أيضاً، الإعلامي غالب درويش المسؤول عن القسم الاقتصادي في الموقع الإلكتروني لـ «العربية».

موجة الصرف هذه ليست عبثية. صحيح أنّ هذه الخطوة تُعَدّ من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تضرب منطقة الخليج، وتقع ضمن «إعادة هيكلة» تجري داخل أروقة القناة السعودية، إلا أنّ أغلبية المصروفين محسوبون على الراشد الذي كان يُعَدّ ضمن الوجوه الليبرالية في المملكة. المدقق في هذا الصرف، يستطيع تحليل ما حدث، بدءاً من إقالة عبد الرحمن الراشد والإتيان بتركي الدخيل (الأخبار 31/1/2015)، المقرب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ومن وزير الدفاع وليّ وليّ العهد محمد بن سلمان، ليتولى دفة إدارة «العربية». وها هو اليوم يستبعد فريق الراشد، ومن المتوقع أن يصرف المزيد من العاملين والعاملات في القناة في الفترة اللاحقة من الفريق نفسه.

 محمد بن سلمان يحكم قبضته على «العربية»

 محمد بن سلمان يحكم قبضته على «العربية»

وفي محاولة لتركيب هذا الـ Puzzle، يظهر في الخلفية محمد بن سلمان، الذي يريد اليوم الاستيلاء على مجموعة mbc وإلى جانبها «العربية»، و«تنقية» الأخيرة من الفريق الذي لا يقدم له الولاء، كما أغلب الكتّاب والعاملين فيها اليوم. بعدما قبض بن سلمان على قلب «مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي»، شريان الاقتصاد في المملكة، وعلى شركة «أرامكو» أكبر شركة بترول في العالم، جاء اليوم دور الإعلام.

حكي كثيراً في الكواليس عن تداعيات هذا الصرف، وتأثيره بأداء القناة، بما أن عبد الرحمن الراشد محسوب على الجناح الليبرالي، وإمكانية تحوّلها إلى بوق للتشدد. لكن العارف بمجريات الأمور، يستطيع الجزم بأن هذه التغييرات لن تطاول أداء القناة وتنقلها من كتف إلى آخر، بل ما يهم في القصة إحكام سيطرة وليّ وليّ العهد محمد بن سلمان على مجموعة mbc وتفرعاتها، بعدما توزعت باقي الوسائل الإعلامية السعودية على باقي الأجنحة المتصارعة في المملكة كملكية «الحياة» التي تعود إلى سلطان بن عبد العزيز.

الأزمة الاقتصادية القابضة على أنفاس المملكة، يتوقع أن تتفاقم وتؤثر أيضاً في القطاع الإعلامي بشكل أكبر، ولا سيما مجموعة mbc، مع احتمال إقفال قناة «العربية – الحدث»، التي خرجت بعيد اندلاع ما سمي «الربيع العربي» (2012)، وتقليص عدد من القنوات الفرعية الأخرى من شبكة mbc السعودية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.