مفاجآت بالجملة آتية لـ الشمال السوري
تتلبد سماء ادلب بغيوم رعب سوداء تنذر بموسم غزير من الدماء والدموع، رياح شديدة تهب من جهة الغرب نحو معقل الرايات السوداء، تقترب أصوات المجنزرات شيئاً فشيئاً وتلوح من الأفق طائرات محملة بصواريخ كحجارة من سجيل، والهدف المقرر للرجم هو أبو محمد الجولان وأيتامه الذين تبقوا معه.
إعلاميون وناشطون موالون للنصرة ومشتقاتها وهم سوريون معارضون يعيشون في تركيا باتوا يبثون رسائل المناشدة على حساباتهم الخاصة في التواصل الاجتماعي بعد أن كانوا يروجون لتهديدات سيكون بطل تنفيذها مقاتلو النصرة ذاتهم، الأخيرون باتوا كقطيع مشتت من الخنازير البرية كل يركض في اتجاه هرباً من حفلة الصيد الموعودة.
ما يُسمى بالائتلاف المعارض يحاول العمل على وقف معركة تحرير الريفين الحموي والادلبي والخوف الأكبر حالياً على جسر الشغور، زعم معارضو الائتلاف على أن الهجمات تستهدف المدنيين في الشمال على الرغم من أنه بات معلوماً أن غالبية المتواجدين هناك هم من المسلحين المتشددين وعائلاتهم اما البقية الباقية فهم من الادلبيين الأصليين الذين لم يغادروا قراهم ومغلوب على أمرهم، هذا يذكر بالدفاع المستميت الذي أبداه معارضون منذ سنوات دفاعاً عن النصرة كمعاذ الخطيب و جورج صبرا، حيث ادعى الرجلان بأن النصرة جزء أصيل من الشعب وبالتالي هي جزء أصيل مما أسمياها بالثورة، الآن يتم اجترار ذات الموقف من قبل الائتلاف في محاولة لإنقاذ نصرويي ادلب.
سيطرة الجيش السوري على الريف الحموي الشمالي، ودخوله بوابة الريف الادلبي من الجنوب، آثار الأدرينالين في عروق المعسكر المعادي، فيما تُصاب أوردة الجسد التكفيري المسلح بالتصلب خوفاً من الكثافة النارية الهاطلة كعذاب واصب ليس له دافع.
هل ستكون المحطة التالية في جسر الشغور كونها الأقرب والأهم جغرافياً بالنسبة لغرب سورية؟ أم هل يفاجئ الجيش الرأي العام بالتقدم عسكرياً من الجنوب في الريف الادلبي نحو الشمال ؟ ماذا عن الدعم الجوي الروسي أليس موقفاً يؤكد ثوابت موسكو من حليفتها فيما يجري بعد الكثير من الشائعات والمزاعم؟ الأكيد بأن المعركة لن تتوقف، جسر الشغور ينتظر دوره، تركيا على موعد مع حدث أشبه بموت فجأة ، فيما الميليشيات الكردية ستكون مجرد فرق عملة بسبب عدم ثبات انتمائهم السياسي ما بين حكومتهم الأم بدمشق وبين الأمريكي والأوروبي والتركي من جهة أخرى.
آخر التوقعات بل والمعلومات تقول بأنه سيكون في جسر الشغور حدث مهم، الزحف من الجنوب الادلبي نحو الشمال مرشح للحدوث أيضاً وبقوة، أهالي دير الزور في غالبيتهم الشعبية مع الجيش السوري وهذا سيساعد في معركة الشمال والشرق أيضاً.
منطقة جسر الشغور هي مركز الارهابيين من الصين ودول اسيا الوسطى والسوفييتية السابقة، ونثق بأن موسكو والقوات السورية ستكون على موعد وحدث يقلب الطاولة على القوى الارهابية واحلافها.
المعركة القادمة ستكون الاقوى والأشمل والاعمق لكونها ستعمل على تحرير كل ما تبقى من التراب السوري المغتصب وتضع نهاية للإرهاب الدولي وهو ما يشي بأن أسلحة جديدة سوف تشارك في المعركة القادمة بفعالية لم يسبق لها مثيل.