مناورة “درع القدس” في ذكرى إنطلاقة “حماس” الـ34.. ما الدلالات؟

صحيفة الوفاق الإيرانية-

عبد اللطيف القانوع :

القدرات القتالية والاستخبارية، والمديات الصاروخية التي يمتلكها جند القسام، تدلّل على حجم الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير القادمة.

انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في العام 1987، على أيدي قلة من الشيوخ المؤسّسين، وتوسّعت وكبُرت إلى أن أصبحت في عام 2021 تحتضن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في مشروعها المقاوم، وتتربع في قلوب الملايين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وقد تطور الحجر والبندقية اللذان صاحبا الانطلاقة إلى مشروع مقاومة كبير مترامي الأطراف، تتسيده حركة حماس، وتقوده في مختلف مناطق وجود الشعب الفلسطيني.

مناورة “درع القدس” التي نفّذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاقة حماس، تحمل في طياتها العديد من الدلالات المهمّة، أبرزها أن القوة العسكرية التي راكمتها حركة حماس على مدار 34 عاماً منذ انطلاقتها تمثل الدرع الحامي والسلاح الواقي لشعبنا الفلسطيني، لحمايته من تغوّل الاحتلال الصهيوني، والمحافظة على حقوق شعبنا والانتصار لثوابته.

وكما شهرت المقاومة سيف القدس في المعركة الأخيرة ضد الاحتلال الصهيوني في أيار/مايو الماضي، انتصاراً للأقصى والقدس، وكما تحدّت المقاومة الاحتلال وانتصرت للأسرى داخل السجون، ورسّخت أسماء أسرى الحرية الستة من سجن جلبوع في قائمة الصفقة المرتقبة، فإنها اليوم حاضرة بقدرات أعظم، وإمكانات أكبر في مناورة “درع القدس”، لتبرهن من جديد أنها تمكنت من ترميم ما ناله الضرر في المعركة الأخيرة، وهي على جاهزية كاملة لهزّ كيان الاحتلال الإسرائيلي من جديد، وتلقينه درساً قاسياً إذا ما تمادى في تغوّله على شعبنا.

حماس اليوم في عقدها الرابع، أصبحت تفرض معادلات على الاحتلال الصهيوني، وتغير من أجنداته، وتبدل في أهدافه، ليفكر ألف مرة قبل أن يتغوّل على شعبنا ومقدساتنا، وقد جاءت “درع القدس” اليوم لتقول للاحتلال الصهيوني إن سيف القدس الذي استلّته كتائب القسام في المعركة الأخيرة لا يزال مشرعاً وماضياً ولن يغمد بإذن الله، وما العمليات الفردية، بالطعن والدهس، والاشتباكات والمقاومة الشعبية، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلا امتداد لمفاعيل معركة “سيف القدس” المفتوحة.

تأتي مناورة “درع القدس” بعد 34 عاماً من الجهاد والتضحية، ومن معركة الإعداد والتجهيز التي قدمت كتائب القسام على طريقها عشرات الشهداء، وصولاً لهذه القدرات والإمكانات بيد القسام، لترسم بالنار والبارود مسار التحرير والعودة، ولتؤكد أن استمرار الاعتداء على شعبنا من شأنه تفجير الأوضاع من جديد في وجه الاحتلال، وبقدرات أعظم، وإمكانات أكبر، وضربات أشدّ وأقسى.

إن القدرات القتالية والاستخبارية، والمديات الصاروخية التي يمتلكها جند القسام، تدلّل على حجم الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير القادمة، وإن الجماهير الفلسطينية التي خرجت في مختلف مناطق قطاع غزة والضفة الغربية، وبعض مخيمات اللجوء والشتات والساحات، تمثّل استفتاءً جديداً على شرعية حماس المستمدة من فعلها الثوري المقاوم، وإن كل محاولات حظرها أو استئصالها ستبوء بالفشل أمام قوة إرادة الجماهير، وصلابة موقفها وثباتها، وهي اليوم أقوى شكيمةً وأعظم ثباتاً، وأكثر إصراراً على تحقيق أهدافها المشروعة في دحر الاحتلال، وتحرير الأرض والإنسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.