مهندس لبناني يجمع عملات العالم: مجموعته تتعدى 3670 ورقة نقدية “ليست للبيع”

hasan-mouaaz-main

دينار واحد كان كفيلاً بأن «يشعل» هوايته، دينار واحد دفعه إلى الغوص في عالم العملات، دينار واحد حوّله إلى باحث عن الأوراق النقدية حول الكرة الأرضية… هذا هو حال المهندس الداخلي والأستاذ الجامعي اللبناني حسين معاز، جامع العملات.

الصدفة لفتت ابن الطيبة (في جنوب لبنان) في العام 1989 إلى دينار أردني بحوزة عمه، ابن التاسعة حينها اندهش بالألوان والرسومات المنقوشة عليه، صورة مسجد قبة الصخرة على الدينار استهوته، فبدأ رحلة البحث عن «أوراق» جديدة بعدما علم أن لكل بلد عملته، تنوعه، جمال تصاميمه ورموزه.

حسين معاز قال لـ«الراي»: «في السابق لم أكن أخصص وقتاً كافياً لهوايتي، لكن منذ ست سنوات بدأت تتحول الهواية إلى شغف، وقد أبحرتُ في أعماقها وتعلمتُ أكثر عن خفاياها، ورحتُ أقصد تركيا ورومانيا موطن زوجتي لأبحث عن العملات ومَعارضها، فتوسّعت مجموعتي في شكل أكبر حتى باتت تضم جميع عملات الدول الموجودة حالياً، باستثناء ما يقارب 25 بلداً أصدرت عملات في وقت سابق وبكميات قليلة ثم اختفت عن الخريطة، وغالبيتها كانت تحت الانتداب أو الاحتلال، كجزيرة ازورس التي كانت تابعة للبرتغال والتي طرحت سلسلة عملات لم يعد لها وجود، وجزيرة زنجبار التي كانت مستقلة وأصبحت تابعة لتنزانيا، كما هناك دول افريقية مثل كابونغا لم تعد موجودة على الخريطة، واندوروا البلد الصغير الذي يقع بين فرنسا واسبانيا والذي لم يصدر إلا سلسلة عملات واحدة، وهذه العملات النادرة تحتاج لرصد ميزانية، فهي باهظة جداً كي أستطيع امتلاكها وإكمال مجموعتي حتى أتمكن من أن أطلق عليها صفة العالمية وفقاً للكتيب العالمي الذي يتبعه جامعو العملات، وحينها أحقق حلمي بافتتاح معرض وعرضها».

معاز الذي يملك 3670 ورقة نقدية يؤكد أن العملة بالنسبة إليه ليست قطعة ورقية ذات قيمة شرائية، فهو ينظر الى أبعادها الاجتماعية والتاريخية وحتى الجغرافية «فكل عملة تؤرّخ لحضارة ولحقبات مرت في بلد معيّن، أما العملة المعدنية فلا تجذبه رغم امتلاكه مجموعة لبنان المعدنية كاملة، ويقول: «استراتيجيتي الحصول على عملة ورقية واحدة لكل بلد، والبلد المتاح أن أجمع سلسلة من عملته أقوم بذلك فهذا هدفي الثاني، وأكثر من أربعين دولة أملك سلسلة واسعة من عملتها بنحو ثلاثين ورقة لكل منها».

وعن سعر الورقة النقدية يقول معاز: «سعر الورقة يتحدد بحسب حالتها، اذا كانت «تعبانة» بالتأكيد ستكون أرخص مما لو كانت في حالة جيدة، كذلك الأمر يتعلق بندرتها إذ من الممكن أن تكون الورقة (كتير «تعبانة») لكنها نادرة وعندها نضطر أن نحصل عليها رغم حالتها. بالنسبة لي لم أدفع أكثر من 500 دولار في ورقة، وغالبية العملات التي حصلت عليها كان عن طريق المقايضة وعبر الانترنت وكذلك أوصي أصدقائي ومعارفي المسافرين بشراء بعض العملات».

لا يمكن تقدير ثمن مجموعة معاز الورقية، ففيها من المجهود والترتيب والسلاسل الكاملة والعملات النادرة ما يجعل الأمر صعباً، لكن بحسب حسين «هناك هواة يملكون 500 ورقة فقط طلبوا 100 ألف دولار ثمناً لها، فكيف أنا الذي أملك أكثر من 3600 ورقة؟ بالطبع تُقدّر بنحو 300 إلى 400 ألف دولار».

ومع ذلك أكد معاز أن من المستحيل أن يفكر في بيع مجموعته «لا أفكر بالتجارة فيها، وما دمتُ مكتفياً مادياً لا أتصوّر أن يأتي يوم وأبيعها، بل أتمنى أن يكمل أولادي هوايتي».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.