ميقاتي: المتضرر الأول من شغور رئاسة الجمهورية موقع رئيس الحكومة

150227022337101.JPG

أبدى الرئيس نجيب ميقاتي خشيته من أن نكون قد “دخلنا عمليًا مرحلة تصريف الأعمال الحكومية بعد تبعثر الإرادات  الوزارية وبعد المواقف المتشددة من هنا وهناك”.

وقال أمام زواره في طرابلس اليوم : “إن الفضل الأول في إستمرارية عمل الحكومة يعود إلى صبر رئيس الحكومة وكيفية متابعته الأمور داخل مؤسسة مجلس الوزراء في ظل الواقع الجديد الذي حصل بعد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. وسبق أن قلنا في هذا المجال أن المتضرر الأول من شغور منصب رئيس الجمهورية هو موقع رئيس الحكومة بحيث بات كل وزير أشبه برئيس ظل في حد ذاته ، إضافة الى أن توزع الخريطة السياسية داخل الحكومة فرض نفسه مسهّلا  أو معطّلا للعمل الحكومي ، وفق التحالفات والمناخات السياسية. من الطبيعي، إزاء هذا الواقع، أن ينفذ صبر دولة الرئيس الحكومة الذي لا يقبل إستمرار التعطيل والمشاكسات”.

أضاف: “إزاء هذا الواقع الذي طال آمده، أكرر الدعوة الى الأخذ بأحد حلين لضمان إستمرار عمل مجلس الوزراء بالحد المقبول الى حين التوافق على رئيس جديد للجمهورية، إما ترك رئيس الحكومة يختار المواضيع الوفاقية التي ستبحث في مجلس الوزراء  أو تطبيق المادة الخامسة والستين من الدستور اللبناني بحيث تتخذ القرارات توافقيًا وإذا تعذر ذلك فبالتصويت، على أن تبقى المواضيع الأساسية بحاجة  إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها. وفي كل الأحوال ومهما كان الحل اعتقد اننا دخلنا جديا مرحلة تصريف الأعمال”.

ورداً على سؤال عن الجدال الحاصل بشأن رئيس الجمهورية القوي أو الضعيف قال: “من المؤكد أن إنتخاب رئيس للجمهورية يشكل أولوية وضمانة أساسية لسير عمل المؤسسات الدستورية وحفظ توازنها، لكون رئيس الحمهورية هو رمز الدولة والساهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور، ويجب على كل الأطراف تقديم تنازلات متبادلة للوصول بهذا الإستحقاق إلى خواتيمه الصحيحة. الا أن السؤال البديهي المطروح، هل أن أنتخاب رئيس للجمهورية سيحل كل المشاكل في لبنان، في ظل الواقع القائم حاليا محليا وخارجيا؟

وعما قاله النائب وليد جنبلاط  من أنه الوسطي الوحيد الباقي قال: “الوسطية ليست موقفاً ظرفياً بل هي نهج حياة مستمر يقوم على قبول الآخر والاتفاق والاختلاف معه على قضايا بما يحفظ وحدة البلاد ويصونها بأفضل السبل وأرقاها. وأنا ، منذ إنطلاقة عملي السياسي لم ولن أحيد عن وسطية أنادي بها على كل المنابر في لبنان والعالم”.

ونوّه الرئيس ميقاتي بالعملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة جرود رأس بعلبك بالامس. وقال ” الجيش اللبناني هو صمام الأمان للحفاظ على سيادة لبنان ولحماية جميع اللبنانيين ، ونحن ندعمه ونقدر تضحياته، ونشدد على أهمية الالتفاف حوله ودعمه على كل المستويات”.

وفي الشان الاقتصادي، نوّه  الرئيس ميقاتي “بالمؤتمر الصحافي الذي عقده وزير المال علي حسن خليل وأعلن فيه عن سندات خزينة بالعملة الأجنبية (يوروبوند) بقيمة 2،2 مليار دولار لأجال طويلة تنتهي في العام 2030 وبفوائد تعتبر متدنية نسبيا”. وقال “إن هذا النجاح في الإصدار يرتبط بالدرجة الأولى بثبات سياسة لبنان النقدية ورعاية مصرف لبنان الحكيمة للقطاع المالي، وثبات لبنان في  تسديد مستحقاته من الديون طوال السنوات الماضية . وهذا الإصدار يدل أيضاً على حرص المؤسسات الدولية على إستقرار لبنان أمنيا وإقتصادياً تأكيداً على ما كنا دائما نردده ان المجتمع الدولي كان ولا يزال يدفع باتجاه حفظ إستقرار لبنان، الا أن الفرقاء اللبنانيين، مع الأسف، لا يواكبون هذه الرغبة في تمرير الاستحقاقات الدستورية،  وهم ماضون في  هذا الاستحقاق بكل ما يجري في المنطقة”.

لقاءات طرابلس

وكان الرئيس ميقاتي استقبل وفداً من “جمعية تجار طرابلس” برئاسة  فواز حلوة ، الذي “أثنى على الدور الوطني الذي يضطلع به الرئيس ميقاتي”، وثمّن ” ما تقوم به جمعية العزم والسعادة الاجتماعية على كافة الصعد”. وقدّم الوفد للرئيس ميقاتي كتاب شكر تقديراً للعطاءات والخدمات التي يقدمها “العزم” لجمعية تجار طرابلس، لا سيما من خلال المشاريع المشتركة بين الطرفين.

وقال الرئيس ميقاتي للوفد : إن قلب طرابلس هو أسواقها، وتاريخها هو في هذا البنيان الذي كان وسيظل شامخاً، وسنعمل جميعا للمحافظة عليه شرياناً أساسياً في مدينة طرابلس ، وبداية الغيث من السوق العريض . من هنا نبدأ وان شاء الله نتابع معكم ومع جميع المخلصين في طرابلس الخفاظ على تاريخها وآثارها وصيانتهم من غدرات الزمن.

وإستقبل وفداً من “المجلس المدني لمدينة طرابلس”، عرض معه  المشاكل التي تتعلق باقتراح إنشاء مرآب للسيارات في منطقة التل. وأبدى الوفد خشيته من  أن يؤدي تنفيذ هذا المشروع الى نتائج سلبية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية”. وتمنى على الرئيس ميقاتي ” العمل  لاستبدال هذا المشروع بمشاريع أخرى أكثر نفعاً  وحيوية على المدينة”.

من جهته أعرب الرئيس ميقاتي “عن ترحيبه بأي مشروع إنمائي في طرابلس”، ولكنه في المقابل أكد “أن هناك أولويات  فوق الارض يجب استكمالها، والتأكد من تنفيذها  قبل الانتقال إلى مشاريع   تحت الارض ويحصل  نقاش وسجال بشأن  جدواها وأهميتها”. وشدد على ضرورة وضع دراسة مسبقة بالجدوى الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لهذا المشروع  وتكامله مع المشاريع المطلوبة والاساسية في  محيطه ، على أن تجري مناقشته بالعمق بالتعاون بين البلدية  ونقابة المهندسين ، وأهل الاختصاص من المجتمع المدني ، لا سيما وأن الحكومة التي رأستها كانت أقرت  لطرابلس مبلغ مئة مليون دولار  يقتضي صرفها في مشاريع منتجة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.