هكذا تُداوي ارتجاع المَريء وعَسر الهَضم والقولون العَصبي

soha - mari2

يُمكن للإضطرابات الهَضميّة أن تكون مؤلمة جداً وتؤثّر سلباً في نوعيّة الحياة. فما هي النصائح الغذائيّة والحلول الفعّالة التي من شأنها التغلّب عليها؟

مَن منّا لم يُصَب يوماً بارتجاع المريء أو أوجاع المعدة أو سوء الهضم أو القولون العصبي، والتي تكون أحياناً مُتناوبة؟ هذه الإضطرابات هي حتماً مؤلمة، لا بل أكثر من ذلك، خصوصاً عندما تُصبح مُزمنة.

لا جِدال في أنّ التوتر يؤدي دوراً في زيادة فرَص التعرّض لحرقة المعدة: من ضغوطات العمل إلى المُشكلات الأسريّة فالمخاوف الصحّية… ردّاً على هذه المشاكل، تكون المعدة هي الضحيّة عند نسبة عالية من الأشخاص.

وأكبر إثبات على ذلك أنّ الذين يتعرّضون لارتجاع المعدة غالباً ما يشعرون بالتحسّن خلال نهاية الأسبوع أو أيّام العطلة. كذلك فإنّ العصبيّة تُسرّع العبور المِعوي، لتؤدي بذلك إلى الإسهال أو مُتلازمة القولون العصبي.وإلى جانب التوتر، لا بدّ من أخذ الغذاء بعين الاعتبار، كون سوء التعامل معه واختيار الأطعمة غير المُناسبة يؤدّيان إلى اضطرابات المعدة والأمعاء.

إرتجاع المريء

إنّه يتجلّى من خلال اتجاه العصارة المعديّة من المعدة إلى المريء، مُسبّباً الحرقة والتقيّؤ والسعال المُزمن والتهاب المريء وضيقه، وفي أقصى الحالات سرطان المريء. إنّ الإنحناء كثيراً إلى الأمام يُسبّب الحروق، والثياب الضيّقة والكيلوغرامات الزائدة تُسهّل الحرقة. كذلك فإنّ النوم يُشجّع على ارتجاع المريء، ولهذا السبب غالباً ما تحصل الأوجاع خلال الليل بعد تناول وجبة العشاء. لذا، يُستحسن رفع الرأس قليلاً بواسطة الوسادة.

لا يوجد أيّ مانع من تناول أطعمة مُعيّنة، لكن يُفضّل الحصول على عشاء خفيف والسيطرة على كمية المقالي والمشروبات الغازيّة وعصائر الحمضيّات والألبان والقهوة. ويُستحسن إزالة قشرة البندورة وتفضيل عصير الحامض على الخردل. أمّا وفي حال استمرار الأعراض، فيجب الإسراع إلى استشارة الطبيب بما أنّ ذلك قد يرمز إلى قرحة المعدة أو الإثني عشر.

عسر الهضم

توجد عوامل عديدة من شأنها زيادة سوء الهضم، مثل: عدم تناول الوجبات الغذائيّة في أوقات مُحدّدة، الإفراط في تناول المأكولات خصوصاً الحارّة والدسمة والمشروبات الغازيّة والكافيين، التدخين وشرب الكحول، قلّة النوم والتوتر وعدم استهلاك كمية جيّدة من المياه.

ما هي، إذاً، أفضل الحلول؟ من المهمّ تناول وجبات غذائيّة خفيفة ومُتعدّدة خلال اليوم، على أن يتمّ مضغها جيّداً وببطء، والتركيز على الألياف من خلال الفاكهة والخضار لا الحبوب والبقوليّات كونها قد تُسبّب النفخة، واستهلاك كمية جيّدة من المياه، وممارسة الرياضة، والتركيز على البروبيوتك لأنّها بكتيريا جيّدة مُفيدة جداً للأمعاء. كذلك، لا بدّ من تفادي الحليب في حال معاناة حساسيّة اللاكتوز، وخسارة الوزن إذا لزمَ الأمر، وتفادي العلكة الخالية من السكّر بما أنّها تحتوي على مادتي السوربيتول والكزيليتول اللتين تُسبّبان النفخة والغازات.

القولون العصبي

إنّه يُشير إلى خلل في الأمعاء الغليظة مسؤول عن أوجاع المعدة، خصوصاً بعد تناول الطعام، كما يشير الى النفخة وتشنّجات مِعويّة تختفي عموماً لدى إخلاء الغاز أو البراز. يؤدي القولون العصبي إلى اضطرابات العبور، مثل: الإمساك والإسهال، أوجاع الرأس، رائحة فم كريهة وغثيان. وعندما يكون مُزمناً، لا بدّ من تعديل نمط الحياة من خلال إدخال الحركة البدنيّة المُنتظمة، والتركيز على الغذاء الغنيّ بالألياف، وممارسة تمارين الإسترخاء أو اليوغا.

ومع الوقت، يستطيع الأشخاص الذين يعانون القولون العصبي تحديد الأطعمة التي لا تُناسبهم، مثل: الملفوف والفاصولياء والعدس والبندورة والخيار والكرفس والكحول والسكّر والفجل والمُحلّيات الإصطناعيّة والأطباق التي تحتوي الصلصات والدهون…

ومن الضروري أيضاً الحرص على مضغ الطعام جيداً والحصول على الوجبات الغذائيّة في أوقات مُحدّدة ومُنتظمة، وشرب المياه بانتظام خلال اليوم. وفي حال استمرار الأعراض، يجب زيارة الطبيب من أجل الكشف عن احتمال وجود عدوى في الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة والأمعاء أو حتّى حساسيّة على مادة الغلوتين.
صحيفة الجمهورية اللبنانية – سينتيا عواد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.