هكذا يتم معاملة المرتزقة السوريين في ليبيا

وكالة أنباء آسيا-

 سامر الخطيب:

كشفت تقارير صحفية معارضة عن استياءا شديدا وغضبا عارما في أوساط المرتزقة من الجنسية السورية في ليبيا بسبب التمييز بين المرتزقة من القيادات والعناصر، بعد تأجيل نقل جثة شاب سوري، كان ضمن صفوف السلطان مراد ليوارى الثرى في مكان نزوح عائلته في شمال غربي سورية، حيث احتفظت القوات التركية بجثته في البراد في المعسكرات ضمن ليبيا لنحو أسبوع، إلى حين عودة عدد من قيادات الفصائل الموالية لتركيا، الذين يسمح لهم بالعودة وتقبل طلبات عودتهم فورا بعكس العناصر من المرتزقة.

وفي التفاصيل التي جاءت في التقرير، فقد توفي الشاب (م.ن) من أبناء مدينة اللطامنة بريف حماة، نتيجة صعق كهربائي في إحدى المعسكرات الليبية، في 5 أيلول الجاري، فيما احتفظت القوات التركية بجثته نحو أسبوع، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى سورية في 11 أيلول، في حين منح عدد من قيادات المرتزقة إذنا بالعودة إلى سورية فور تقديم طلبهم.

في سياق متصل، سلطت مجلة “ناشونال إنترست” الضوء على الفساد المستشري وسط المرتزقة السوريين الذين جندتهم تركيا في الصراعات الخارجية. وأشار تقرير للمجلة الأميركية إلى أن هناك مستويات عالية من الكسب غير المشروع في عملية التجنيد، بالإضافة إلى إرسال فتيان تقل أعمارهم عن 18 عاما لساحات القتال.

وسردت المجلة الأميركية قصة مقاتل سوري، يدعى أحمد، سبق له القتال مع أحد الميلشيات التي توجهت إلى طرابلس المحاصرة. وكانت الميليشيا واحدة من 8 جماعات مسلحة مدعومة من تركيا تم إرسالها إلى ليبيا للقتال بجانب حكومة الوفاق الوطني قبل أن تتوسط الأمم المتحدة لاحقا لوقف إطلاق النار. وعند وصوله إلى ليبيا ورؤيته لخط المواجهة في جنوب طرابلس، طلب أحمد العودة إلى دياره. لكن قائده رد: “القدوم إلى ليبيا كان اختيارك، لكن العودة ليست كذلك”. وجنبا إلى جنب مع زملائه المجندين، انتقل أحمد على مضض إلى فيلا فارغة بالقرب من خط المواجهة، فيما تصرف أول دفعة من راتبه في غضون ثلاثة أشهر عند عودته إلى سوريا. بعد شهرين، عاد أحمد إلى بلاده مصابا بتمزق في الحوض وتلقى ربع المبلغ المستحق البالغ 10 آلاف دولار. وقال أحمد: “إذا لم يعجبك لك، يمكنك تقديم شكوى”، مضيفا: “عندما اشتكيت، قالوا هذا ما لدينا من أجلك”.

و تقوم الفصائل التركية بإغراء هؤلاء المرتزقة برواتب شهر لا تقل عن 1000 دولار، ولكن بعد وصولهم إلى ليبيا يقوم قادة الفصائل بإعطائهم رواتب لا تتجاوز 3000 ليرة تركية أي بما لا يتجاوز (330 دولارا)، إضافة إلى 100 دولار.

ولا يزال المرتزقة السوريون عالقون في ليبيا في ظل رفض قيادتهم إعادتهم رغم مطالبتهم بالعودة وتحسين ظروفهم في المعسكرات الليبية. ويشتكي المرتزقة من حجز مرتباتهم الشهرية والمنح المالية، إضافة إلى سوء تقديم الطعام لهم، فضلا عن نقصه.

ولا تزال الحكومة التركية تمتنع عن دفع مستحقات المرتزقة السوريين في ليبيا منذ نحو 6 أشهر، وتضيق الخناق عليهم في معسكرات ليبيا، حيث تمنعهم من الخروج إلى خارج الثكنات العسكرية، فيما تفرض عقوبات صارمة على كل من يحاول الخروج أو الهرب، بـ”الشبح” وأساليب مختلفة من التعذيب الوحشي من قبل القادة العسكريين.

والجدير بالذكر أنه يتواجد في الأراضي الليبية نحو 7000 مرتزق من مختلف تشكيلات “الجيش الوطني”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.