هولاند في بيروت: إنتهزوا الفرصة لأن لا دوحة جديدة – نقولا ناصيف

france-hollande

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
نقولا ناصيف

يبدأ الرئيس فرنسوا هولاند غداً زيارة للبنان أُدرجت في اطار زيارة عمل فحسب. ليست زيارة دولة ولا زيارة خاصة. لا استقبال رسمياً ولا غداء رئاسياً. الا ان جدول اعمالها يحتمل كل المواصفات ما خلا توقيتها في ظل شغور رئاسة الجمهورية.

لا يقلل شغور رئاسة الجمهورية لسنتين خلتا من اهمية المواعيد التي اعدت لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً. الا ان ما ينقصها ليس قليلاً أيضاً. وهو ما سيحمل هولاند، تبعاً لمسؤولين معنيين، على تأكيد الإصرار في بيروت على انتخاب رئيس للبنان.

اتفق الرئيسان نبيه بري وتمام سلام اللذان يغيبان عن استقبال هولاند على ان يحضر وزير الخارجية جبران باسيل في المطار، ويتولى نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل مرافقته في اثناء زيارته التي تبدأ بعيد وصوله بمقابلة رئيس مجلس النواب في ساحة النجمة حيث يعقدان خلوة، يليها اجتماع موسع تحضره هيئة مكتب المجلس والوفد المرافق لهولاند، قبل أن يجول بري وهولاند في باحة ساحة النجمة لتفقد الكنائس والمساجد بناء على رغبة فرنسية.

اكثر من سبب، بحسب المسؤولين المعنيين، يقيم في الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي بعد اولى خاطفة لثلاث ساعات في 4 تشرين الثاني 2012. على ان المفارقة انه رئيس الدولة الأول يزور لبنان مذ شغرت رئاسة الجمهورية:

1 ــــ يأتي هولاند في مستهل جولة تشمل أيضاً مصر والاردن لتأكيد إلتزام باريس حيال أصدقائها دول المنطقة، ومضيها في حربها ضد التطرف وتنظيم «داعش»، ومن ثم توجيه رسائل بذلك إبانها.

2 ــــ يتوخى هولاند من خلال زيارته فتح كوة في الأزمة اللبنانية تساعد على حلها ومواجهة التحديات التي يواجهها هذا البلد. وهي بذلك زيارة «صداقة ودعم من دون أن يحمل الرئيس معه حلولاً التي هي مسؤولية اللبنانيين أنفسهم». بذلك يرمي الى توجيه رسالة «تضامن وإنفتاح وتأكيد الإلتزامات الفرنسية».

3 ــــ لا مبادرة يحملها هولاند «الذي لا يسعه الحلول مكان اللبنانيين في حلّ مشكلاتهم»، مع معرفته تماماً بتأثير الأزمات الإقليمية عليهم. إلا أن «ما تجتمع عليه فرنسا مع الشركاء الدوليين هو ضمان المحافظة على استقرار هذا البلد».

4 ــــ إلى اجتماعه برئيس البرلمان ثم رئيس الحكومة في السرايا، في جدول اعمال هولاند لقاء مع البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي في خلوة في قصر الصنوبر، ولقاء مع رؤساء الطوائف اللبنانية، الى اجتماعه برؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة السابقين ورؤساء الأحزاب. يعني ذلك أن لا لقاء متوقعاً مع حزب الله كون رأس الحزب الأمين العام السيد حسن نصرالله لا يسعه لأسباب أمنية المشاركة في اللقاء، ولن يحل سواه محله بسبب إصرار الترتيبات البروتوكولية على حصر اللقاءات ــــ وهي لن تكون ثنائية ــــ برؤساء الأحزاب فقط: «نحن نتحدث مع الجميع. مع البعض يكون الحوار سهلاً ومع البعض الآخر أحياناً صعباً. لكن حوارنا معهم جميعاً».

ما يعنيه أيضاً هذا الموقف، بحسب المسؤولين المعنيين، أن الحوار الدائر بين باريس وحزب الله «يقتصر على السفير والسفارة ليس إلا، ولن يرتقي الى حد الإجتماع برئيس الدولة». إلا أن ما هو في عمل الديبلوماسية الفرنسية في بيروت أن حزب الله «حزب لبناني لديه دور يضطلع به وشريك رئيسي في الحياة السياسية، ما يتيح استمرار الحوار معه». أما فحوى ما سيردده هولاند مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، فيقع تحت عناوين الإستقرار والأمن والنازحين السوريين وسبل دعم لبنان على مواجهة تداعيات الحرب السورية إنسانياً ومالياً واجتماعياً. لكن الأساس في الرسائل المتوقعة لهولاند: الإلحاح على إنتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق عمل المؤسسات الدستورية كي تستعيد دورتها الطبيعية. في هذا السياق، ترمي الزيارة إلى «تأكيد الموقف نفسه باسم الشركاء الدوليين الذي يقاسمون باريس هذا الدور، خصوصاً وأنها تبدو كأنها الوحيدة التي تتحرّك من أجل لبنان».

5 ــــ تبعاً لما يقوله المسؤولون المعنيون، فإن باريس تعتقد بأن الهبة السعودية بـ4 مليارات دولار «جُمدت ولم تلغَ. السعوديون هم الذين أرادوا سلاحاً فرنسياً للجيش اللبناني يعكس ثقتهم بهذا السلاح، وهو السلاح التقليدي في الجيش اللبناني لعقود طويلة، ووافقت باريس على إبرام العقد كون هدف الهبة يتطابق مع النظرة الفرنسية الى الجيش اللبناني. السلاح سيظل متوافراً في إنتظار أن يتخذ السعوديون موقفاً مغايراً كونهم المعنيين بالهبة». على أن هذا الموقف وفق ما يقوله هؤلاء يشير الى ان باريس «لن تتوقف عن دعم الجيش، بل تتمسك باستمرار التعاون، وخصوصاً في مواجهة تحديات الإرهاب».

6 ــــ تعتقد باريس بأن ثمة «قلقاً دولياً» حيال لبنان ما ينفي واقع وجود ستاتيكو. مرد هذا القلق الى «تداعيات أزمات المنطقة عليه وتأثره بها، بيد أن الرئيس يعتقد بأن من السهل إيجاد تسوية للأزمة اللبنانية في معزل عما يجري في المنطقة الغارقة في التوتر والنزاعات. لا نريد أن نفاوض عن اللبنانيين، بل أن نساعدهم على إيجاد إطار للحل الذي يريدونه. الزيارة محطة في سياق الجهد الفرنسي، تليه مسارات عدة في اتجاه المنطقة والمجتمع الدولي. تحدثت باريس مع ايران والسعودية، ولا يسعها أن تتكلم مع أحدهما دون الآخر، أو تستثني أياً منهما. تكلمنا أيضاً مع الأميركيين والروس، وعلى مستويات مختلفة. نحن وحدنا مَن يمسك بالمبادرة للتكلم عن لبنان. ما نقوله هو نفسه في العلن. لا كلام سرياً لدينا أو كلاماً في الخفاء. الجميع يعرف موقفنا».

7 ــــ لا يقتصر موقف باريس على دعم النازحين السوريين ومساعدتهم «بل يشمل أيضاً المجتمعات اللبنانية المضيفة من خلال تلك المساعدات، وهي أول من يتلقاها. على النازحين السوريين أن يعودوا الى بلادهم عندما يحين الوقت. نحن الآن في صدد تطوير التسوية السياسية لسوريا من خلال المفاوضات. في المقابل نستمر في إتخاذ إجراءات المساعدة لتمكين السوريين واللبنانيين على إمرار هذه المرحلة الصعبة على كل المستويات والبنى».

8 ــــ ترى باريس أن نموذج اتفاق الدوحة «لا يمكن أن يتكرر. الوضع في المنطقة مختلف اليوم وهي تمر بنزاعاتها، ما يجعل دولها في انشغال مختلف عما رافق اتفاق الدوحة. سيكون من الصعب توقع نموذج اتفاق الدوحة أو ما يماثله لأن حظوظ التسوية في المنطقة أقل بكثير من حظوظ لبنان. بل يبدو لبنان أوفر حظاً للوصول إلى تسوية سياسية. لا نريد الحلول محل اللبنانيين، بل دفعهم الى هذه التسوية. في الإمكان فصل المشكلة اللبنانية عن أزمات المنطقة وإبرام تسوية محلية. لا حظوظ لتسوية سعودية ــ ايرانية في الوقت الحاضر، والحرب السورية تحتاج الى وقت ما يجعل من الضروري فك الترابط بين الداخل والخارج. رهاننا أن من الممكن للبنان حل أزمته بمفرده، وهو بالتأكيد لن يصطدم بأي اعتراض أو تحفظ دولي».

9 ــــ لا فيتو لفرنسا على مرشح، ولا تدعم مرشحاً: «قلنا ذلك للجميع على السواء. عندما نكون في صدد تسوية لا نتحدث عن فرض مرشح. عندما نتحدث عن تسوية لا نتحدث أيضاً عن توافق، لأن من غير الممكن الحصول على موافقة الجميع. عندما نتطرق الى تسوية، على المسيحيين أن يكونوا شركاء أساسيين فيها».

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.