يا أمي يا أم الدنيا…

mother-day

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
لن أسميك امرأة سأسميك كل شيء.
هكذا قال محمود درويش عنك، ولكن اسمحي لي يا عشقي أن أقول لك بأني لن أسميك امرأة، سأسميك الحب والحنان والطيبة والعطاء… بل سأسميك العمر كله، لأنك رفيقة الدرب وعنوان الوجود والأمل الذي يجعل حياتي ملوّنة بألوان الفرح، والحضن الدافئ والقلب الواسع والعقل الراجح…
ما كنتِ يوماً صاحبة قلب ناكر للجميل، علمتني الوفاء، والحقد غريب عنك، والكراهية بعيدة منك. لم أجد لك مثيلا، ولا لتميّزك حدوداً، فأنت الغيث أيام القحط والسكينة ساعة القلق، والأمل زمن اليأس، والربيع في كل الفصول، فكيف أتحدث عنك والمراد عاجز عن الوفاء بجواهر فضلك؟؟ كيف أتحدث عنك والكلمات لا تفيك حقك؟؟ فلطالما كنت وطني وعشقي، وعطر الصباح ورفيقة الدرب، فالله ميّزك وجعل الجنة تحت قدميكِ والعالم كله بين يديك، فكيف لا أميّزك أنا.
في عيد الأم، يقدم كل منا هدية إلى والدته تقديراً للعطاء وامتنانا للسنوات الطويلة من التضحية ولإشعارها بأنها مميزة في هذا اليوم، وانا ككل عام اقدم لك كلماتي، ولكنني هذا العام أقف عاجزة، فما عدت أجد حتى الكلمات لأصف عشقي لك ومن خلال كتابتي لك أقدم الكلمات إلى كل أمهات العالم، لأنك ببساطة الحروف سيدة الحياة والعين التي لا تغفو والقلب الذي لا يهدأ والدم الذي يجري في عروقي ويمدني بالأمل والقوة، فأنتِ رجاء حياتي في كل يوم وفي الملمات، لطالما كنتِ وستبقين مستودع الآمال وينبوع المحبة والرأفة، ففي الليالي الظلماء تبرز صورتك البهية وعند الفجر تنتشر رائحتك الزكية وفي النهار تطمئن عيناي وترتاح نفسي وأشعر بالأمان، فسأظل يا أمي أناجيك ولو بلغت من العمر عتيا.
وهذا العام، تأتي ذكرى عيد الأم، في وقت تزف فيه أمهات الوطن العربي فلذات أكبادهن عرساناً للشهادة من أجل الوطن والمبادئ والثوابت التي تستحق منا هذا القدر من التضحيات، فصحيح أننا نقف عاجزين أمام من قدمتِ أغلى ما تملك لأجلنا، هذه القدوة التي ستذرف بدل الدموع دماً لأن هديتها هذا العام كفن، والفراق فجّر البركان بداخلها، إلا أننا كلنا سنشاطرك ألمك وسنتشرف بأن نكون كأبنائك، لأن التضحية عنوانك والعطاء قانونك والمحبة سرك فلا تذرفي الدمع أبدا بل ارفعي راسك لأنك أم البطل وكلنا فداء لك.
وختاماً يا أمي، جل ما يمكنني قوله إنني أعدك بأنك عندما تكبرين سأتبادل معك الأدوار وستصبحين أنت ابنتي فهل ستقبلين؟؟
فلست أنتظر يا أمي توصية لاكون ممتنة لك ووفية لسنين تضحياتك، فهل يوصى المؤمن يا غاليتي بالصلاة؟؟!!!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.