#يوم_القدس الشريف في #عمّان

mhamad-tweimi-palestine-qudsday

موقع إنباء الإخباري ـ
الشيخ محمد التويمي*

تلاحقت في ذاكرتي خلال الاحتفال بيوم القدس الذي تم إحياؤه في عمّان يوم الخميس30 من حزيران المطوي ذكريات كثيرة عن أجمل وأبهى مدينة في الارض ولدت على ترابها الطهور الديانات السماوية وأرقى الثقافات، وبها غدت هذه المدينة عاصمة للعالم أجمع، يتسابق الكل من دولٍ وشعوب للتقرّب منها والاستحواذ ولو على شبر واحد من أرضها للتبرك بها وبتاريخها ورسالتها.

كانت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية المعتمدة لدى الاردن الاولى والوحيدة بين السفارات الشقيقة الصديقة التي استذكرت القدس الجريحة والتي تئن تحت ضربات الاحتلال منذ عشرات السنين. وفي فعالية القدس تحدث السفير الايراني سعادة السيد مجتبى فردوسي بور، وعدد كبير من المتحدثين الذي يمثلون جهات وهيئات فاعلة في الاردن وفلسطين، حيث بيّنوا أهمية دعم صمود أرض فلسطين وشعبها الشقيق وعودتها محررة للعرب أصحابها الشرعيين من مسلمين ومسيحيين.

في الحقيقة لقد استغرقت خلال الحفل بالتفكير طويلاً في مسألة لماذا لا تدعو كل البلدان الاسلامية التي تقع في آسيا وأفريقيا الى أيام القدس لإحياء عطر المدينة المقدسة في أفئدة شعوبنا والعالم، ومن ضمن تلك البلدان سفراء تلك البلدان الذين حضروا الحفل في فندق القدس الدولي بالعاصمة الاردنية؟.. لكنني لم أجد جواباً على هذا السؤال الذي يفترض ان تكون قضية تحرير القدس التي هي الأصل للعالم الاسلامي برمته، أهم قضية وأول القضايا، ومن الطبيعي بالتالي ان يكون ألمها ألماً لهذا العالم دولاً وشعوباً قد تكون باتت بعيدة عن أم المدائن وشعبها الجريح، لهذا نراها تقتتل فيما بينها، بينما القدس تنزف ألماً وحسرة.

القدس – مدينة قديمة قِدم البشرية نفسها، فمنذ6 آلاف سنة قبل الميلاد إستوطن اليبوسيون فيها وفي ضواحيها، وأقاموا في بيوتاتها المصنوعة من الشَعرِ وفي الكهوف الصخرية، وقد أصبحت خلال فترة زمنية قصيرة واحدة من أشهر مدن العالم، ومع الوقت أشهرها على الاطلاق، لهذا تكالبت عليها مختلف القوى الاستعمارية من الشرق والغرب كسراً وهدماً وقضماً.

تتحدث الموسوعة الدولية ويكيبيديا عن يوم القدس فتصفه بأنه حدث سنوي يُعارض إحتلال “إسرائيل” للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصاً في إيران، التي كانت أول من اقترح لتطبيق الفكرة وإقامة المناسبة.

ويوم القدس الذي يتم إحياؤه كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ليس يوم عطلة إسلامية، لأنه يتحدث عن إعادة عاصمة عربية واسلامية وإنسانية لاصحابها الشرعيين، لذلك يُعدُ الحدث حدثاً إنسانياً شاملاً ومفتوحاً أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وبالتالي يُشارك الاحتفال به جميع من تعز عليهم قضايا الانسانية والتحرّر من الظلم.

إن إحياء يوم القدس في عمّان، واستذكار القدس، يَشغل أهمية خاصة في الاردن ولدى شعب الاردن وأشقاء الاردن واصدقائه، فهو البلد الذي كان وسيبقى منشغلاً بهمِّ المدينة المقدسة التي تبعد عنه رمية حجرٍ، وعاملاً على إعادتها لحضن أصحابها وأحرار العالم مِن شتّى المِلل والنِّحل الذين يُدافعون عنها ويُطالبون بها أيّما مُطالبة.

*كاتب أًردني وناشط دولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.