آفاق السلام في اليمن ما زالت بعيدة

وكالة أنباء آسيا-

رؤى خضور:

استُقبل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، هانز غروندبرغ، هذا الأسبوع بسلسلة من تصعيدات الصراع في البلاد، حيث يستمر القتال بين حركة أنصار الله والقوات السعودية، وصرّح جروندبرج، الذي تولى منصبه الجديد يوم الأحد خلفاً لمبعوث الأمم المتحدة السابق مارتن غريفيث، أن إنهاء الحرب الأهلية في اليمن ما زال بعيداً ولا بوادر سلام تلوح في الأفق.

منذ سيطرة أنصار الله، المدعومين من إيران، على جزء كبير من اليمن في العام 2014 وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في البلاد عسكرياً في العام 2015، سعت الأمم المتحدة إلى إيجاد حل سياسي للصراع في اليمن، لكن جهود السلام تعقدت بسبب تدخل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية المختلطة.

ومنذ وصول الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة، انضمت إلى جهود السلام، وكانت عُمان تعمل كوسيط خارجي لجمع السعوديين وأنصار الله معاً للحوار.

ويعتقد عديد من المحللين في المنطقة والغرب أن الحرب في اليمن لن تنتهي ما لم يحدث انفراج في العلاقات بين الخصمين الإقليميين الرئيسين، المملكة العربية السعودية وإيران.

واستهدف التصعيد الأخير مؤخراً الموانئ الشرقية للمملكة، حيث يتم تصدير معظم نفط البلاد، وفقاً لتقارير أنصار الله، لكن شركة النفط السعودية الكبرى أرامكو نفت تأثر أي منشآت نفطية سواء في شرق البلاد أو جنوبها، وتزامن ذلك مع قتال عنيف حول مأرب ومناطق أخرى في اليمن، قصف التحالف مواقع لأنصار الله بضربات جوية.

وقد أودت الحرب في اليمن حتى الآن بحياة عشرات الآلاف، العديد منهم من المدنيين، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وأصبح ملايين اليمنيين لاجئين خارج اليمن أو نزحوا داخل البلد الفقير.

في حين لم تحقق المحاولات الدبلوماسية الأمريكية والأمم المتحدة والعمانية تقدماً يُذكر حتى الآن في طريق حل الصراع اليمني، كما تتزايد المخاوف من عودة ظهور مجموعات متشددة مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، فقد أصبح الآن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في اليمن على شكل حزب الإصلاح جزءاً من الحكومة المعترف بها دولياً، بالرغم من أن بعض المراقبين يعتبرونها مظلة سياسية للإرهابيين.

كما ألهمت التطورات الأخيرة في أفغانستان وانتصار طالبان على القوات الأمريكية الجماعات المسلحة والإرهابية في المنطقة، بما في ذلك القاعدة في جزيرة العرب، في غضون ذلك، انخفض التدخل العسكري الأمريكي في اليمن بشكل كبير، وخاصة عبر هجمات الطائرات دون طيار.

وركزت القوات الإماراتية داخل التحالف على جنوب البلاد ، لكن الإمارات انسحبت من اليمن في العام 2019، مع وجود مخاوف من أن القاعدة قد تعيد تجميع صفوفها وتعزيز وجودها في اليمن.

وكرر بعض النقاد الحكمة التقليدية القائلة بأن “التصعيد يؤدي إلى التفاوض”، لكن مثل هذه المفاهيم قد لا تنطبق على الحرب في اليمن، كما أظهرت تجربة الأشهر القليلة الماضية.

من ناحية أخرى، تتحدث الحكومة الإيرانية الجديدة في طهران بشكل إيجابي عن الانفتاح لإصلاح علاقاتها مع جيرانها الخليجيين، وبالفعل اجتمع مسؤولون سعوديون وإيرانيون مؤخراً لمناقشة القضايا الأمنية، كما شارك وفدان إيراني وسعودي في اجتماع القمة الإقليمية الأخير في العاصمة العراقية بغداد.

لكن يبدو أن هذه التحركات الدبلوماسية في الوقت الحالي ليس لها أي تأثير كبير على الصراع اليمني الذي دخل في مرحلة جديدة من التصعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.