أجواء حرب في البقاع الشمالي

 

bikaa

الاخبار ـ

رامح حمية:

لفّت حال من الغضب بلدات النبي عثمان والعين واللبوة والفاكهة، وصولاً الى الهرمل، غداة التفجير الانتحاري في ساحة بلدة النبي عثمان ليل أول من أمس. وخيّم التوتر الشديد على مناطق البقاع الشمالي، مع دويّ انفجار ضخم سمعت أصداؤه في كل قرى المنطقة، بعدما فجّر الجيش سيارة مفخخة على طريق مدرسة «راهبات الطفل يسوع» في الفاكهة. فقد لفت أهالي البلدة وجود سيارة من نوع «غراند شيروكي» في أعالي جرد مار جرجس داخل أحد بساتين اللوز المطلة على المدرسة. وأكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن دورية من فوج المجوقل تمكنت من الوصول إلى مكان ركن السيارة (لون فضي بدون لوحات مع زجاج حاجب للرؤية) ليتبين أنها مفخخة. ورجّح المصدر أنها «قدمت من أعالي الجرد المتصل مع جرود عرسال»، وتم ركنها في البستان. وبعد التنسيق مع قيادة الجيش والتأكد من عدم وجود أحد داخلها، فُجّرت السيارة بإطلاق قذيفة «آر بي جي». وقدّر المسؤول الأمني زنة العبوة بـ170 كيلوغراماً من المتفجرات. إثر ذلك، عزز الجيش انتشاره في جرود المنطقة، ونفذ عمليات دهم واسعة في سهول الفاكهة والعين وجرودهما بحثاً عن سائق السيارة. وعمل على بناء سواتر ترابية واتخاذ مواقع جديدة إضافية على الطرق الترابية والمعابر عند السلسلة الشرقية، في محاولة لمنع تسلل السيارات المفخخة والمسلحين الى الأراضي اللبنانية. إلا أن الجنون الأمني لم ينته عند هذا الحد. فقد عمدت المجموعات السورية المسلحة في جرود عرسال إلى استهداف بلدتي اللبوة والنبي عثمان بأربعة صواريخ أصاب أحدها منزل محمد عمار، ما أدى إلى سقوط جريح. كذلك كان لافتاً «عمليات قنص» استهدفت اللبوة والنبي عثمان من «تلال عرسال المطلة على البلدتين»، بحسب ما أكد أحد أبناء بلدة النبي عثمان لـ«الأخبار». وما لبثت المنطقة أن غرقت في سيل من الإشاعات عن ضبط سيارات مفخخة أخرى، وشخص سوري يحمل حزاماً ناسفاً في اللبوة، والاشتباه بسيارة أخرى من نوع غراند شيروكي توارت في سهل اللبوة.

سيارة النبي عثمان:

وبالعودة الى تفجير النبي عثمان، قال شهود عيان لـ«الأخبار» إن الانتحاري كان يقود سيارة الـ«غراند شيروكي» بسرعة كبيرة «على جنط الحديد» بسبب «ثقب الإطار الخلفي للسيارة». ورغم اصطدامه بواجهة أحد المحال عند مفرق بلدة الفاكهة، واصل سيره قبل أن يتوقف أمام حسينية النبي عثمان، بعد قطع الطريق عليه من قبل سيارتين. وما إن ترجل كل من عبد الرحمن القاضي (47 عاماً) وخليل خليل (34 عاماً) من سيارتهما على مسافة تزيد على عشرين متراً من الانتحاري، حتى فجّر نفسه، ما أدى الى استشهادهما وجرح 14 آخرين. وإذا كان الخبير العسكري قد أكد أن زنة عبوة سيارة النبي عثمان تبلغ 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة، إلا أن اللافت أنها كانت محشوة بكمية كبيرة من البراغي وقطع الحديد، شبيهة بطريقة تفخيخ السيارة التي انفجرت في ساحة سراي الهرمل الحكومي.

النبي شيت تردّ على المشنوق:

إلى ذلك، أصدر أهالي النبي شيت وفعالياتها بياناً ردّوا فيه على تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق، عقب تفجير السيارة المفخخة في بلدة النبي عثمان. وأكد البيان أنه «كان من الواجب على وزير يعرف معنى المسؤولية أن يقف الى جانب الشهداء والمصابين ويدين المجرمين وشركاءهم ويعلن عن الإجراءات اللازمة للدفاع عن المواطنين، لكنه لم يفعل، ومرة جديدة توجه الى النبي شيت ليحمّلها بعض المسؤولية عن السيارات المفخخة». وذكّر البيان المشنوق «بوجوب عدم الخلط بين ما هو شخصي وما هو عام وطني، وان بلدتنا كانت وستبقى موطن الشرفاء المخلصين». وطالب المشنوق بـ«الكف عن التطاول على العاصمة الاولى للمقاومة»، و«من رؤسائه القيام بواجبهم تجاه منطقة ما زالت صابرة على الحرمان والاستهتار وما قصّرت يوماً عن التضحية بعلمائها من أجل حرية وسيادة الوطن والأمة».

19 موقوفاً في عكار:

في مجال أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش أنه في إطار مهمة ضبط الحدود البرية، أوقفت قوى الجيش صباح أمس في منطقة وادي خالد (عكار) 19 سورياً ولبنانيين اثنين، لمحاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وضبطت في حوزتهم بندقية من نوع كلاشنيكوف ومسدسين حربيين مع الذخائر العائدة اليها، إضافة الى 30 جهازاً خلوياً وجهاز كومبيوتر محمول ومبالغ مالية من عملات مختلفة. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.