أرقام خيالية.. أقساط الجامعات في لبنان تتخطّى المعقول!

1280x960-32

تصل أقساط بعض الجامعات الخاصة في لبنان إلى أكثر من 20 ألف دولار في السنة الواحدة. أرقام تتخطّى المعقول في بلدٍ تزداد فيه أعداد الفقراء تدريجياً. وبالرّغم من وجود الجامعة اللبنانيّة، إلّا أنّ معدّل الانتساب إلى الجامعات الخاصة، التي تتكاثر طوال الوقت، يزداد كلّ عامٍ مع ازدياد الأسعار في المقابل، وتراجع فرص العمل عامّةً.

من المعروف أنّ أرخص جامعة في لبنان هي الجامعة “اللبنانيّة” الرسميّة. ففي أَشْهَرِ الاختصاصات وأكثرها شعبيّة لا تتخطى كلفة دراستها سنوياً 600 دولار تقريباً في كليّة الهندسة. أمّا باقي الاختصاصات فتتراوح تكلفة التسجيل فيها بين 300 و350 دولارا، ومنها الطبّ، والحقوق، والصحافة.

إن أردنا مقارنة هذه الأرقام مع الجامعة “الأميركيّة في بيروت”، الّتي هي الأغلى في لبنان، نلاحظ فرقاً شاسعاً. إذ يتراوح قسط دراسة الهندسة فيها بين 24 و30 ألف دولار سنوياً. أمّا للطبّ فقد يصل المبلغ إلى حوالي 38 ألف دولار بالسنة.

أمّا الجامعة “اليسوعيّة”، فهي من الأغلى أيضاً، حيث تبلغ كلفة دراسة الطبّ حوالي 20 ألف دولار، أما الهندسة حوالي 15 ألف دولار، الحقوق 11 ألف دولار، إدارة الأعمال 15 ألف دولار. تنخفض التكلفة في جامعة “الروح القدس في الكسليك”، فتبلغ كلفة الحقوق حوالي 8 آلاف دولار، الهندسة حوالي 16 ألف دولار، الصحافة 9 آلاف دولار والأعمال 6 آلاف دولار. فيما تصل كلفة دراسة الطب في “الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة” إلى 29 ألف دولار والصحافة إلى 17 ألف دولار. أمّا في جامعة “البلمند” فتكلّف دراسة الطب 27 ألف دولار، إدارة الأعمال 12 ألف دولار، والسينما 13 ألف دولار.

إذاً ترتيب الجامعات من الأغلى إلى الأرخص هو على هذا الشّكل: الجامعة “الأميركيّة في بيروت”، الجامعة “اليسوعيّة”، الجامعة “الأميركيّة اللبنانيّة”، جامعة “البلمند”، جامعة “الرّوح القدس الكسليك”، وأخيراً الجامعة “اللبنانيّة”.

هذه الأرقام هي كلفة الأقساط في كلّ اختصاص. أما في حال أردنا إضافة كلفة المشاريع التي يجب إنجازها والكتب التي يجب شراؤها فستزيد الكلفة ألف دولارٍ على الأقل. إلّا أنّ أعلى الاختصاصات كلفةً في كلّ الجامعات هي الهندسة المعماريّة. في “البلمند” و “اليسوعيّة” تصلّ كلفتها في السنة إلى حوالي 15 ألف دولار، 5 آلاف منها تذهب إلى المعدّات والكتب والمشاريع المطلوبة، وفي “اللبنانيّة” إلى ألفيّ دولار.

فروقات هائلة بين جامعةٍ وأخرى في الأقساط (بما أنّ المعدّات والمشاريع المطلوبة هي نفسها تقريباً). هذه الفروقات تبرز خصوصاً في أسعار الأرصدة الّتي تختلف حسب المواد وحسب التسعيرات الّتي تقدّمها كلّ جامعة. لكنّ غير الواضح هو الأساس الذي تختار عليه هذه الجامعات تسعيراتها وبماذا تتميّز عن غيرها. واللّافت في الأمر أنّ هذه الأسعار تزداد كلّ عام، وتصبح أغلى بدرجة. لماذا؟ لا أحد يعرف. لا رقابة ولا اهتمام بالموضوع من قبل الدولة. كلّ سنة تزداد الأسعار من 10% إلى 20%، حسب الجامعة وحسب الاختصاص. لا تبرير لهذه الأرقام الخياليّة ولا لازديادها سنويّاً.

في النهاية، مهما كانت الأسباب والنتائج، فإنّ أقساط الجامعات الخاصّة لا تحتمل. العلم حقّ لكلّ إنسان ويجب أن تؤمّنه الدّولة. أمّا في الحالة اللبنانيّة أيّ عدم وجود دولة تهتمّ، “فالاتّكال على الله”. يعمل بعض الأهالي ليل نهار لتأمين الأقساط لتعليم أولادهم في الجامعات الخاصة، فيما يختار البعض الآخر تسجيل أبنائهم في الجامعة “اللبنانيّة” الواقعة في أزماتٍ كثيرة.

المصدر: صحيفة السفير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.