أرمينيا والأرمن والإتحاد الإقتصادي الأُوراسي

euroasia-summit

موقع إنباء الإخباري ـ
ترو باليان*:
في 29 أيار مايو المنصرم، 2014، وقعت ثلاث دول هي روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا، على إتفاقية تأسيس الإتحاد الإقتصادي الأوراسي الضخم بقدراته وإحتياطياته البشرية والإقتصادية وثرواته، والعظيم بأهدافه الإنسانية. وجاء الإعلان التاريخي عن الإتحاد بعد سنوات من العمل المُضني في تذليل العقبات الدولية التي عملت على إعاقته ولم تنجح.
وفي الدول الجديدة التي تنتظر الإنضمام الى قِوام الاتحاد العتيد، أرمينيا وسوريا وقيرغيزيا. وفي الرغبة للانضمام الى الاتحاد، فقد أعلن سيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا عن رغبة يرفان الانضمام اليه والى منظماته وهيئاته وأنشطته، وبأن تصبح أرمينيا عضواً فاعلاً وكامل العضوية فيه. ولتأكيد الرغبة العارمة لإنضمام ارمينيا الى الاتحاد المذكور، فقد نوّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى أنه “يجب التصديق على الوثيقة التي تقضي بإنضمام ارمينيا إليه، وتوقيعها في القريب العاجل.. فالجانب الأرمني يريد القيام بذلك في شهر حزيران يونيو، ونحن موافقون على ذلك ونعوّل على أن تصبح أرمينيا عضواً متكافئاً في الاتحاد قريباً”.
ويُشير الموقع الإخباري الشهير “أزتاك العربي للشؤون الارمنية”، إلى أن الرئيس الأرمني سركيسيان أعلن في ختام لقاء مع الرئيس الروسي بوتين، عُقد في موسكو، عن قرار ارمينيا الانضمام إلى الاتحاد، واتخاذ الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف. وفي حال انضمام ارمينيا الى الاتحاد، ينتظر ان تتحسن اوضاعها الاقتصادية وتزدهر أكثر، بعد ان يتم فتح فضاء اقتصادي وتجاري جديد وواسع أمامها، سيفضي لتنال بالتأكيد الى مكاسب أخرى عديدة وهامة وحساسة في مجالات اخرى غير الاقتصادية والتجارية.
كما أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية، فيكتور خريستنكو، عن قُرب إنضمام ارمينيا الى الاتحاد الروسي  البيلوروسي الكازاخي. وأشار الى ان في معاهدة “دولة الوحدة” الاقتصادية الجديدة، هناك تذكيرٌ بإمكانية انضمام أية دولة إليه. وفي هذا السياق أشار الى ان الانضمام يجب ان يَجري وفقاً لمصالح الدولة المُنّضمة وتلك الموجودة في عضوية الاتحاد.وكما ذكر، فإن الاهتمام بهذه المنظمة بدأ يَظهر في الفترة الاخيرة وبدرجة كبيرة في أوساط رسمية في كيشنيوف المولدافية أيضاً. ووفقاً لرأي خريستنكو، فإن الاتحاد يمكن ان يُشكّل حافزاً اقتصادياً هاماً لدول الرابطة الائتلافية المنضوية في الاتحاد.
وأفادت معلومات راشحة، أنّ إيران وجمهورية دانيتسك الشعبية طلبتا الإنضمام إلى الإتحاد الاوراسي. ووفقاً لميثاق الاتحاد الاوراسي، فقد تم حل مسألة التجارة من دون ضرائب بين الدول المنضوية فيه، إضافة الى “تحرّك البضائع الحر والكامل في مجال الاتحاد”، ويُعتبر كل مواطن من مواطني دول الاتحاد مواطناً في الدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد، وينطبق عليه دستور وقوانين الدولة المُضيفة له في كل مجال، ولا يَحق أن يُمارس عليه أي شكل من أشكال التفرقة الإنسانية أو الجمركية الضرائبية وغيرها. وهذا يعني، أن المواطنين الأرمن في الاردن وسورية وبقية البلدان العربية الذين يحملون جنسية دولة ارمينيا، سيتمتعون بكامل حقوق المواطنة في دول الاتحاد الاخرى، في حال انضمام ارمينيا الى الاتحاد، وسوف يستطيعون تفعيل تجارتهم واستثماراتهم في دول الاتحاد، وجعل “البرنس” خاصتهم مزدهراً في جميعها.
وفي انضمام سوريا الى الاتحاد، حيث يعيش عددٌ كبير من الارمن وممثلي القوميات الاخرى بين ظهراني الشعب العربي الشقيق لهم، طالب عدد من المسؤولين الاقتصاديين والبرلمانيين الروس بإنضمام سوريا إلى البُنى الاقتصادية التكاملية في الفضاء الاقتصادي لروسيا والاتحاد الجديد ورابطة الدول المستقلة، مؤكدين أن ذلك يُعد موقفا إيجابياً، تماماً، كما انتظار الانضمام المُتوقّع لجمهورية أرمينيا إليه، بإنتظار أن تحصد يرفان من الاتحاد الكثير من المنافع التي لن يَحصدها الكثير غيرها من البلدان.
* إعلامي أرمني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.