أسلحة فتاكة غيرت التاريخ

تميزت الحرب العالمية الثانية بأنها واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ، خاصة مع العدد الكبير من القتلى والخسائر التي نجمت عنها، وهي مسؤولة عن ظهور العديد من تطورات عالم السلاح.

نحن لن نستطيع في يوم من الأيام ان نعرف كم من الأشخاص قضوا خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن الاحصاءات العامة تشير إلى ثمانين مليونا من الضحايا، هذا الرقم يزيد عن عدد سكان إيطاليا المعاصرة أو إسبانيا.

ولكن، لماذا أصبحت الحرب العالمية الثانية مدمرة بهذا الشكل؟ وما هو سر قوتها القاتلة؟.
الحرب العالمية الثانية هي أصعب المراحل في تاريخ الإنسانية، حينئذ تطابق زخم صنع التقنيات العسكرية الحديثة مع جاهزية الإنسان لاستخدامها، على سبيل المثال الدبابات.

دبابة النمر الألمانية أو “تي – 34” السوفييتية التي أصبحت أسطورية فيما بعد وبالمناسبة هي من أكثر الدبابات إنتاجا في الحرب العالمية الثانية، ولا تزال إلى يومنا هذا تستخدم في جيوش عدد من الدول، وهكذا فإن هذه الدبابات في الحرب العالمية الثانية قامت بالخدمة كاملة.

لنأخذ على سبيل المثال، معركة كورسك – المعركة المؤلمة الأعظم في التاريخ، حيث تلاقت على مساحة شاسعة ألوف الآليات القتالية.
حسب رأي خبراء كثيرين، فإن معركة كورسك قررت مصير الرايخ الثالث.. ولكن ليس بفضل الدبابات فقط، فالتصميمات القتالية الحديثة استخدمت ليس فقط في الخطوط الأمامية.

فمن بين هذه التصميمات منظومة المدفعية الصاروخية أو راجمة الصواريخ “الكاتيوشا” الشهيرة، التي كان يمكنها إطلاق 16 صاروخا فتاكا إلى مدى يزيد عن 5 كيلومترات في أقل من 10 ثوان.

وبثت “الكاتيوشا” الذعر في صفوف القوات الألمانية، ووجهت لقدرتها التدميرية وقوتها المرعبة ضربة قاصمة إلى الروح المعنوية للعدو، ومهما بدا ذلك غريبا فإن هذا السلاح الفتاك حمل اسما نسائيا لطيفا، ومع ذلك فإن هذا الاسم اكتسب بسرعة شهرة واسعة خلال الحرب.

وفي الحرب العالمية الثانية أيضا برز نوع جديد من القتال وهو الحرب الجوية الشاملة، وهنا على سبيل المثال القاذفة البريطانية “افرو لانكاستر” – التي كان لدى كل واحدة من الدول العظمى طائرة تشبه هذا الطراز، هذه الطائرة جرى تصميمها بهدف نقل وإلقاء أكبر عدد من القنابل ما يعادل 10 أطنان والعودة بسلامة إلى قاعدتها.

إضافة الى حمولة الطائرة من القنابل العادية، كانت “لانكاستر” تستخدم لإلقاء قنابل ذات قدرة تدميرية عالية جدا، والتي حصلت على لقب “بلوك باستر” وذلك لأنها تبدو قادرة على تدمير حي سكني بكامله.

إذ حولت القوة الجوية الهائلة للتحالف المناهض للنازية خلال يومين فقط مدينة دريزدن إلى أنقاض يتصاعد منها الدخان، فقتل عشرات الألوف من السكان، وأثبتت القوى الجوية جدارتها مرة أخرى.

على الرغم من أن هذا لا شيء بالمقارنة مع ما حدث بعد ذلك، فإن أكثر الأسلحة هولا في تاريخ الإنسانية كان قد استخدم لأول وآخر مرة في نهاية الحرب العالمية الثانية.

كما قال البرت انشتاين العظيم: “أنا لا أعرف بأي أسلحة سيقاتلون في الحرب العالمية الثالثة، لكنهم في الحرب العالية الرابعة سيتحاربون بالعصي والحجارة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.