أكثر من ثلث مقاتلي «حماية الشعب الكردية» من النساء.. تركن حياة الرغد إلى ساحات المعارك.. من أجل الوطن وحقوق المرأة

acrad - syria

تشكل المقاتلات الكرديات نحو 30% من إجمالي المقاتلين في صفوف «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تواجه التنظيمات الإسلامية في شمال شرقي سوريا.

وتقاتل هؤلاء النساء في صفوف ما يعرف بـ«وحدات حماية المرأة» المؤسسة منذ سنة، بعد تزايد عدد النساء اللاتي يرغبن بالانضمام لقتال المتطرفين، وفق ما أكده المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريتور خليل لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «المقاتلات الكرديات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و30 سنة، يخضعن لتدريبات عسكرية قاسية مشابهة تماما للتدريبات التي يخضع لها الرجال».

ويخوض المقاتلون الأكراد معارك عنيفة ضد التنظيمات الإسلامية مثل «داعش» و«النصرة» في مدن الحسكة والقامشلي، حيث تنتشر غالبية سكانية كردية. ويؤكد خليل، أن «للرجل الكردي واجبات تتلخص بالدفاع عن منطقته وكذلك للمرأة الحق في ممارسة هذه المهام»، عادا «المرأة المقاتلة أثبتت كفاءة عالية وحرفية عسكرية أثناء الاشتباكات مع الخصوم».

وتمكنت المقاتلات الكرديات قبل نحو أسبوع من طرد عناصر إسلامية تابعة لتنظيم «داعش» من قرية تلعين بريف القامشلي، إضافة إلى سيطرتها قبل يومين على حاجز لكتائب إسلامية في قرية الطويلة غرب الحسكة.

وتنضم النساء الكرديات إلى «وحدات حماية المرأة» عبر مراكز تجنيد تنتشر في المناطق ذات الغالبية الكردية، بحسب ما يؤكد خليل في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «كل امرأة تحاول الانضمام إلى قواتنا يجب أن تتقدم بطلب إلى هذه المراكز». وبعد أقل من شهرين على تأسيسها، أصدرت «وحدات حماية المرأة» بيانا أشارت فيه إلى أن «مقاتلاتها قاومن في الخنادق الأمامية بشجاعة بدءا من عفرين وإلى حلب وكوباني والجزيرة، ليكسرن النظرة التي كانت تحط من إمكانية المرأة في النضال». وأفاد البيان بأن «العناصر النسائية الكردية صدت هجمات القوى التكفيرية وأثبت أن المرأة الكردية وصلت إلى مستوى عال من الوعي والقدرة التي تؤهلها لقيادة المجتمع على كل الأصعدة وقيادة الحرب بمسؤولية عالية وفي كل الجبهات».

ونقلت وكالة «هاوار» الإخبارية الكردية عن جميلة ولات، إحدى المقاتلات في «وحدات حماية المرأة» قولها: «نسبة من شبابنا قد هاجروا إلى خارج الوطن للبحث عن لقمة العيش، ولكننا نملك وحدات تقوم بحمايتنا دائما، ونحن النساء مستعدات دائما للدفاع عن مناطقنا ولن ندع المرتزقة يدخلون إلى المناطق الكردية». في حين قالت أمارا شيار، عضو «وحدات حماية المرأة» للوكالة ذاتها، إن «العدو يعتقد أنه إذا أفرغت المناطق الكردية من الشباب، فسيكون من السهل السيطرة على المناطق الكردية، ولكن العدو لا يعلم بأننا في وحدات حماية المرأة مستعدات للدفاع عن مناطقنا وحمايتها». وتضيف: «في كل امرأة كردية قوة عظيمة لا يستهان بها، لن نقف مكتوفات الأيدي في وجه من يحاول الاعتداء على مكتسبات الأكراد. قاومنا ونقاوم وسنقاوم حتى تحرير المناطق الكردية وضمان حقوق شعبنا». وتعد مريم محمد المتحدرة من قرية علمدار التابعة لمنطقة راجو بمنطقة عفرين أول مقاتلة من «وحدات حماية المرأة» قضت في سوريا خلال المعارك مع الكتائب الإسلامية.

 

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.