أمسيــــة بوليفارية فنزويليـــة متميزة في عمّان

ahmad-kaysi-venzeula

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمـد إبراهيم أحمـد ابو السباع القيسي:

مساء يوم الجمعة الموافق 29/5/2015، أي أقل من شهر، لبّينا دعوة سفير الجمهورية البوليفارية الفنزويلية السيد فاوستو فيرنانديس بورهي (أبو فريد) لمشاركته أمسية فنزويلية أردنية، تكريماً لأعضاء المجلس الاردني والعربي للاعلام والتضامن مع شعب الجمهورية البوليفارية الفنزويلية، حضرها مجموعة من المثقفين والكتّاب والإعلاميين الأردنيين أصدقاء الشعب الفنزويلي، الذين قاموا بكتابة الكثير من المواضيع السياسية والإجتماعية والثقافية والعسكرية والإقتصادية التي تدعم فنزويلا وشعبها وجيشها وقيادتها بوجه ما تتعرض له من ظلم وإضطهادات وضغوطات دولية، من قِبل الدول المستكبرة في الأرض والتي تحكمت بالإنسانية وحطمتها، وألغت كل ما يخص الإنسان والإنسانية في العالم أجمع، بل وجعلت الشعوب في كل مكان وفي عالمنا العربي والإسلامي بالذات يقتلون بعضهم بعضا لتنفيذ مشاريعهم وأحلامهم الهستيرية بالسيطرة على الأرض وما عليها، لنهب ثرواتها حتى تعيش شعوبهم مئات السنين القادمة على جثث شعوب أخرى، كما جرى للهنود الحمر عندما قاموا بإبادتهم وإحتلوا أرضهم وبنوا عليها إمبراطوريتهم المتوحشة والعنصرية والتي لا تعيش إلا على سفك دماء الآخرين ونهب خيراتهم التي حباها الله لهم، والتي إلى زوال بإذن الله تعالى قريبا لأنها بغت في الأرض ونشرت الفساد وسفك الدماء بين عباد الله سبحانه وتعالى.
طبعا قد يَستغرب البعض من أن كنية السفير الفنزويلي هي (ابو فريد) وهي الكنية – الإسم الذي يحب أن يُنادى به من قِبل الجميع ومن أصدقائه وأحبائه الأردنيين والعرب. فسعادة السفير له إبن أسمه فريد وقد أطلق عليه هذا الإسم من محبته للعرب، والكل يعلم بأن في فنزويلا جاليات عربية وإسلامية كثيرة تقيم هناك ولهم وضعهم المكين في فنزويلا والكثير منهم يشغل مناصب في الدولة الفنزويلية، وقد تحدثنا مع سعادة السفير طويلا بمواضيع كثيرة عن فنزويلا وما تتعرض له من ضغوطات من قبل أمريكا الشمالية المتصهينة، وعن الوضع العربي وما تعرض له من أزمات وأحداث مفتعلة من قبل الصهيونية العالمية وأدواتها في أمريكا واروبا المتصهينتين وعصاباتهم في فلسطين، وتحدثنا عن الجاليات العربية هناك، وعن القوميات الأخرى، وتذكرنا مواقف الرئيس تشافيز البطولية مع قضايا أمريكا الجنوبية ومع القضايا العربية والإسلامية ومع قضية فلسطين بالذات، وعن مواقف الرئيس نيكولاس مادورا المشرفة إتجاه قضايا وطنه وأمته وقارته والقضايا العالمية، والتي سار من خلالها على نهج الرئيس السابق تشافيز، وتحدثنا أيضا عن العلاقات الأردنية الفنزويلية والتي هي في تطور وتقدم مستمرين وتوثيق وتعزيز.
وكانت أمسية سعيدة جمعتنا في بيت سعادة السفير. وحقيقة، أن اللسان يعجزعن إختيار الكلمات التي تقال بحق دولة ثورية مثل فنزويلا تدافع عن قضايا شعبها ومنطقتها، بل وقضايا العالم أجمع وبالذات قضايا العالم العربي والإسلامي، ومهما تكلمنا فلن نفي فنزويلا وقادتها وشعبها حقهم لأنهم قامات كبار حُفرت أسمائهم وأفعالهم ومواقفهم في قلوب وعقول كل أحرار العالم، لأنها تنبع من مدرسة واحدة تدرس الفكر السليم والصحيح الذي يحارب الظلم والإضطهاد والإستعباد والإستعمار للشعوب الفقيرة بل للإنسانية جمعاء، نعم هذه المواقف التي ثبت عليها القائد الرمز تشافيز طيلة حياته حتى مماته فغاب الجسد عن الأنظار لكن الروح تسكن في كل أجساد الشعب الفنزويلي وكل أحرار العالم وستبقى محبته في قلوب الملايين من البشر ، وتمسك بتلك المواقف المشرفة والحرة القائد المناضل والمقاوم نيكولاس مادورا وسيبقى متمسكا بها رغم كل محاولات الأعداء الفاشلة للخلاص منه أو الضغوضات الإقتصادية والعسكرية والسياسية التي تفرض عليه وعلى شعبه لإخضاعهم إلى الإملاءات الإمبريالية الأمريكية المتصهينة الظالمة.
وقد تحدث معظم الأخوة الحضور وعلى رأسهم الأستاذ مروان سوداح رئيس مجلس التضامن الاردني والعربي للاعلام والتضامن مع شعب الجمهورية البوليفارية الفنزويلية، ثم ألقت الزميلة والمتألقة دائما الشاعرة تسنيم الفرا، وهي ايضاً عضو بالمجلس، قصيدة مُعبّرة اهدتها لفنزويلا وكانت قصيدة رائعة، وأيضاً قام كاتب هذه السطور بإلقاء كلمة تحدث فيها عن علاقة الشعب الأردني والدولة الاردنية والأمة العربية والإسلامية بفنزويلا وشعبها وقيادتها وعن بعض ما كُتب في هذه المقالة، وأتمنى أن تكون نالت إعجاب الجميع. ثم قام بعض الزملاء بإلإستفسار عن مواضيع فنزويلية وعربية وإسلامية وعالمية عدة من السفير بورهي، وقد أجابهم بكل رحابة صدر وإبتسامة عفوية عن كل ما يدور في وطنه البوليفاري وفي العالم قديما وحديثا، وهنا أقول لكل الشعوب الحرة في العالم بأنه ورغم الصعوبات التي يسيرعليها كل أحرار العالم ومناضليه ومقاوميه، ورغم كل المعيقات التي توضع أمامهم إلا أن النصر قريب بإذن الله تعالى وفي كل مكان من العالم على مشاريع الصهيونية العالمية والدول الكبرى المتصهينة والمتغطرسة والمتكبرة، وسنبقى موقنون بأن النصر الكبير سيكون لنا ما دمنا قلباً واحداً ويداً واحدة وصوتاً واحد نعمل جميعاً لحماية الإنسانية التي خلقنا الله عليها من أتباع الشياطين في الأرض، إذ اننا ننشر في العالم أجمع قيم العدل والمحبة والتسامح دون النظر إلى قومية أو عرق أو دين، وهذا موجود في دولنا العربية والإسلامية، وفي كل الدول العريقة ذات التاريخ العريق والممتد منذ أن خلق الله البشر على هذه الأرض مثل روسيا والصين وأمريكا الجنوبية وبالذات فنزويلا، ولكن تقلبت علينا الظروف في هذا العالم بعد أن سيطرت شياطين الأرض على حكم الدول الكبرى وأصبح هناك من يحكم العالم ويستعمره بالفتن والقتل والقوة العسكرية والأسلحة المحرمة دوليا، تحت حكم القطب الواحد وشعاره (من ليس معي على طريق الشر والباطل فهو ضدي)، هؤلاء حاولوا في الماضي وما زالوا يحاولون حكم الأرض وما عليها بالظلم والظلام والإضطهاد والقتل وسفك الدماء وإثارة الفتن بين القوميات والأعراق والأديان بشكل عنصري بغيض، لتقوم إمبراطوريتهم على دماء الأبرياء من البشر في كل بقاع الأرض، متخفيين بشعارات كاذبة وزائفة ومزيفة تلبس أقنعة ملونة ومتنوعة، تم كشفها من قبل كل الشعوب والقادة العظماء والشرفاء، وأصبحت هناك ثورات حقيقية وفي كل مكان ضد هذه الإمبراطورية الظالمة والمجرمة والمتصهينة، والتي تقود العالم والإنسانية إلى حافة الإنهيار بل إلى الإنهيار بذاته، إذا بقيت تسيطر وتتلاعب وتتأمر هنا وهناك على القادة الشرفاء والشعوب الحرة الأبية والذين يعملون ليلا ونهارا على إفشال مشاريعهم وخططهم في العالم أجمع.
لذلك، يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لنخلص أنفسنا وأجيالنا القادمة من الظلم والإضطهاد والإستعمار العلني والمبطن والهيمنة الإمبريالية الأمريكية والأوروبية المتصهينة، ومن إخوانهم في الفكر الإمبريالي وأدواته في كل مكان من العالم وليس في منطقتنا فقط، وهذه أنبل غاية وأسمى هدف نستطيع من خلاله أن نحفظ أوطاننا عزيزة مستقلة، وأن نحفظ كرامتنا وكرامة أجيالنا لتبقى مصانة ومحصنة، ولتبقى دولنا مستقلة وجيوشنا حرة أبية، ولو بذلنا في سبيل ذلك المهج والأرواح، لنعيش بأمن وأمان ونحقق ذلك لكل الأجيال القادمة بإذن الله تعالى.
لذلك كذلك، نحن اليوم بحاجة إلى مراجعة وتقدير حقيقي لما تمر به الكرة الأرضية من نزاعات وخلافات وفتن، لنجد أن من قام بها هي الصهيونية العالمية والدول المتغطرسة الكبرى التي سيطرت عليها وبعض من حمل فكرهم في منطقتنا العربية والإسلامية، لنهب ثروات شعوبنا ولو أبادتنا جميعا وبالذات الشعوب المناهضة لهيمنتها، ولكن ثباتنا في وجه تلك المخططات والأحلام الهستيرية والضغوطات بكل أنواعها، وقوة تحملنا ومجابهتنا لتلك الأفعال الشيطانية، هو من سيحدد سير حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فإما أن نعيش بحرية وإستقلال وكرامة دون تدخل لأحد بحياتنا وشؤوننا، وإما أن نموت في سبيل ذلك والأجيال القادمة ستكمل المسير إلى أن تحقق ما رسمناه لهم من تقدم وإزدهار وإستقلال وسيادة يعيشونها مستقبلا وتعيشها الأجيال اللاحقة.
كل الشكر والإمتنان والتقدير لسعادة السفير بورهي على دعوته الكريمة للقاء والعشاء ولتلك الأمسية الجميلة التي تعرفنا من خلالها على الشعب الفنزويلي عن قُرب، والرحمة والتحية لروح القائد المقاوم والمناضل والثوري الحقيقي هوغو تشافيز.. الذي قضى نحبه في سبيل الإستقلال والسيادة لشعبة وأمته، وحفظ الله القائد المقاوم مادورا والذي سار على نهجه وفكره السليم ومواقفه الراسخة في قلوب الملايين من البشر، لذلك مهما تكلمنا فلن نفي هؤلاء القادة حقهم، ولن نفي أيضا الشعب الفنزويلي الشجاع حقه، وقد تكون شهادتنا بحقهم مجروحة لأننا نحبهم وأيضاً نعتبرهم رموزاً لنا من رموز النضال والمقاومة والجهاد الحقيقي في العالم. عاشت فنزويلا وشعبها وقيادتها أحرارا مستقلين، وعاش الأردن حرا ومستقلا وأبياً، وعاشت فلسطين حرة عربية مستقلة من البحر إلى النهر، والنصر قريب بإذن الله تعالى.

* بــاحـــــث وكاتــــــــب أردنــــــــــــــي وعضو
بالمجلس الاردني والعربي للإعلام والتضامن
مع شعب الجمهورية البوليفارية الفنزويلية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.