أي حسابات دفعت تركيا للتحرش بروسيا؟

websiteopinion-russia-turkey

موقع إنباء الإخباري ـ
خاص ـ رأي الموقع:
هل هي مغامرة ـ مقامرة، أم دعسة ناقصة، أم انتقام، أم امتثال لإملاءات، هي التي وضعت تركيا وجهاً لوجه مع الدب الروسي؟
سيسيل الكثير من الحبر حول الأسباب التي دفعت تركيا للتحرش بروسيا في الأجواء السورية، ما أدى إلى إسقاط طائرة حربية روسية من طراز سوخوي 24 صباح الثلاثاء.
هناك من يقول إن تركيا لم تقصد إسقاط الطائرة، وإن خطأ ما، أو سوء تفاهم أدى إلى هذا الحادث الخطير، إلا أن القيادة التركية لم تستطع التهرّب من المسؤولية فاندفعت إلى الأمام بالادعاء ـ عبر البيان الرئاسي التركي ـ أن الطائرة الروسية لم تلتزم بتنبيهات الجانب التركي ما أدى إلى إسقاطها.
من جهة أخرى هناك من يرى أن الخطوة التركية ليست مرتجلة ولا عفوية، وإنما هي مخطط لها ومدروسة بدقة، وهذا ما يؤكده توثيق لحظة إسقاط الطائرة وتسجيلها بالصورة والفيديو، ما يعني أن هناك تحضيرات مسبقة لهذا العمل.
إن خطوة تركية بهذا الحجم يمكن أن تعتبر انتقاماً تركياً من قطع روسيا لشريان النفط الداعشي إلى الموانئ التركية، وذلك عبر الضربات الموجعة التي وجهتها الطائرات الروسية لقوافل نقل النفط الداعشية باتجاه أراضي تركيا، لأن قطع هذا الشريان أدى إلى خسائر كبرى لداعش وللسياسة التركية في سوريا على حد سواء.
ويرى البعض أن هذه الخطوة التركية هي مغامرة تركية باتجاه تأزيم الأمور بحثاً عن حلول، على قاعدة: “اشتدّي أزمة تنفرجي”، فعندما تصل الأمور بحماوتها إلى حد الغليان، يعمل الجميع للبحث عن تسويات ترضي جميع الأطراف، بدل أن تكون الأمور متجهة إلى هزيمة تركيا ومحورها في سوريا، نتيجة الضربات الروسية الدقيقة وتقدم الجيش السوري وحلفائه على الأرض.
ولماذا لا يكون ما حصل هو “إملاء” من جهة ما، إقليمية أو دولية، لتركيا للقيام بعمل يؤدي إلى استفزاز روسيا، بما يمنعها من الاستمرار بخطتها العسكرية التي تنفذها في سوريا بسلاسة ودون أي صعوبات أو عقبات؟
بغض النظر عن كل هذه الاحتمالات، ما يبدو واضحاً أن تركيا وضعت نفسها في موقع صعب جداً، وأن على القيادة التركية أن تبدأ بالإعداد لتلقي ردّ روسي حاسم على هذه الخطوة، وهو ردّ يأخذ في اعتباره كل الاحتمالات التي سبق ذكرها، ويحضّر لكل احتمال منها الصفعة المناسبة لإسقاطه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.