إتفاقية الحبوب الروسية الأوكرانية، هل تدخل حيز التنفيذ؟

دون الجلوس على طاولة واحدة أو المصافحة، وقّعت روسيا وأوكرانيا على وثيقة “مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، في 22 تموز/ يوليو الجاري، في قصر دولمة بهجة في إسطنبول، بحضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. حيث وقّع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

نص الاتفاق

-استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا الواقعة جنوبي أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي: أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

-إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر كل من ممثلين عن روسيا وآخرين عن أوكرانيا ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة. في حين يعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن “إنشاء المركز سيستغرق 3 إلى 4 أسابيع، وهذا يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق قبل النصف الثاني من آب/ أغسطس المقبل.

-تسري الاتفاقية مدة 120 يوماً ويمكن تمديدها تلقائيا من دون الحاجة لمزيد من المفاوضات. وهي المدة الكافية لإتمام إجراءات شحن 25 مليون طن من القمح والحبوب الأخرى العالقة في مرافئ أوكرانية، حسب ما صرح مسؤولون أوكرانيون.

-نتيجة معارضة أوكرانيا أن تتحقق روسيا من عدم وجود شحنات أسلحة على متن سفنها لدى عودتها إلى مرافئها، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بأن تشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وتجري التوقعات ان يتم ذلك في إسطنبول.

– فتح ممرين إنسانيين لحركة السفن باتجاه البحر الأسود وبحر آزوف ودونيتسك جنوب وشرق أوكرانيا.

-فتح ممر انساني، من خلال السماح للسفن بالعبور في البحر الأسود يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء بتوقيت موسكو لمغادرة موانئ خيرسون وميكولايف وتشورنومورسك وأوشاكوف وأوديسا ويوجني في اتجاه الجنوب الغربي.

-فتح ممر بحر آزوف ووضعه في الخدمة على مدار الساعة، حيث يمكن للسفن الراسية في ميناء ماريوبول المغادرة عبره باتجاه البحر الأسود.

هل يصل الاتفاق إلى التطبيق الفعلي؟

تحديات عدة تقف أمام تنفيذ الاتفاق رغم الترحيب الدولي، والرغبة المتبادلة لدى الأطراف. ففي الوقت الذي تعترض فيه أوكرانيا على التفتيش الروسي لسفنها، تخشى موسكو ان يتم تمرير الأسلحة لكييف عند عودة السفن. وقد عزز هواجس أوكرانيا، استهداف روسيا لميناء أوديسا بعد يومين على توقيع الاتفاق في إسطنبول.

من جهتها، أوضحت موسكو على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ان “القوات الروسية قصفت زورقاً عسكرياً أوكرانيًا في ميناء أوديسا بصواريخ عالية الدقة”. وأشارت وزارة الدفاع الروسية أنها “دمرت سفينة حربية أوكرانية ومنظومات صواريخ من طراز هاربون المضادة للسفن في الميناء”.

وبما ان الولايات المتحدة تدير عملية اتخاذ القرار الأوكراني بشكل او بآخر، فلا شك ان كل التدابير ستخضع لحسابات واشنطن ورئيسها جو بايدن. وبالتالي، تبرز هنا جدلية المصالح الأميركية- الروسية:

فمن جهة، يصب في مصلحة بايدن تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية، على أبواب الانتخابات النصفية للكونغرس. إلا ان استمرار بايدن باتهام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بافتعال الأزمة يصب في صالحه أيضاً، لاستمرار الضغط على موسكو رغبة في زيادة العقوبات.

لجهة روسيا، فإن بوتين، يسعى لسحب البساط الإعلامي والدعائي الغربي، الذي يروّج لفكرة ان موسكو هي المسؤولة عن أي أزمة غذائية عالمية قد تحصل، وبالتالي فإن إنجاح الاتفاق سيصب لصالح روسيا أولاً.

قد يكون من السابق لأوانه القول ان الاتفاق سيصل لخواتيم مُرضية. فكل الاحتمالات متاحة خاصة مع الرغبة الأميركية المتزايدة في تأجيج الصراع لاستنزاف موسكو. وفي ظل المتاجرة الغربية في أزمات المنطقة، خاصة الدول العربية التي تستورد 38% من القمح الأوكراني، ينبغي على العالم ان يترك تفاؤله مؤجلاً حتى إشعار آخر.

المصدر: موقع الخنادق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.