إثرعمليات القدس المؤلمة مخاوف إسرائيلية من تصعيد شامل

موقع الخنادق:

الأحد 21/11/2021 وقرابة الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت القدس المحتلّة، عملية نوعية ينفذها القيادي في حركة حماس الشيخ فادي أبو شخيدم في البلدة القديمة ليقتل جندياً اسرائيلياً ويصيب 3 آخرين أحدهم بحالة حرجة، لتليها بعد ساعات عملية طعن في يافا المحتلّة من فتى في الثامنة عشرة من عمره يصب اسرائيلياً، والعمليتان تأتيان بعد أيام قليلة من عملية طعن نفذّها الشهيد الفتى عمر أبو عصب في القدس أيضاً، أصاب فيها جنديين إسرائيليين، بما يترك جيش الاحتلال في حالة استنفار وارتباك لشرطته التي تشير الى “مخاوف أمنية من موجة عمليات فردية، قادرة على إشعال الوضع في الخط الأخضر (مناطق 48) بحسب ما ينقله الإعلام العبري.

أهمية هذه العمليات

عملية الامس التي نفذها الشهيد أبو شخيدم تحمل أوجهاً نوعية على مستويات متعدّدة،

أولاً من ناحية المكان الجغرافي، فقد اختار الشيخ الشهيد ان تكون في البلدة القديمة، وتحديداّ عند باب السلسلة، وهو أحد أبوب المسجد الأقصى، وكباقي أبواب السور الغربي للمسجد، يتأثر باب السلسلة بحفريات وأنفاق الاحتلال المقامة تحته، وأبرزها نفق “الحشمونائيم” الذي يمتد بطول السور. كما أنه معرّض لخطر الإغلاق من قبل سلطات الاحتلال بعد اغلاقها باب المغاربة، لتكون الرسالة الواضحة في الرد على تهويد المسجد الأقصى، وكل أحياء القدس المحتلّة بما فيهم حي الشيخ جراّح وحي بطن الهوى في بلدة سلوان.

ثانياً، وقعت العملية في النقطة الأقرب لما يعرف لدى الاحتلال “بحائط البراق”، وبحسب الادعاءات الإسرائيلية يتمتع هذا المكان بالأهمية الكبيرة بالنسبة الاحتلال حيث حائط الأثر الأخير المتبقي من “هيكل سليمان”، كما تتمتع تلك المنطقة تحديداً بتشديدات أمنية من شرطة الاحتلال.

وفي السياق يؤكد القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان في حديث للخنادق “ان عملية الشهيد فادي، عملية ناجحة ونوعية تفاجأ بها الاحتلال ووجهت ضربة لمنظومته الأمنية والعسكرية، حيث وقعت في المنطقة التي يدّعي الاحتلال أنها عصبه الأمني، وزعم الحفظ على هذا الامن في القدس التي أراد ان يحولها عاصمة لكيانه المزعوم”، ويضيف رضوان “ان العملية تدلّ على تكيّف المقاومة مع كافة أشكال التشديدات الأمنية للاحتلال وتجاوزها، وقدرتها على الوصول الى أهدافها”.

ثالثاً، ان الشهيد فادي أبو شخيدم استخدم في العملية سلاحًا فرديًا بسيطًا يعرف بالـ”كارلو” وهو بدائي يصنع محلياً، ومداه قريب مقارنة بالأسلحة المتطورة التي كانت في حوزة جنود الاحتلال، ويلقب هذا السلاح “بسلاح الفقراء” في انتفاضة الأقصى الأولى عام 1987، ويضيف رضوان “ان هذه العمليات نمط مارسه الشعب الفلسطيني في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وفي تأكيد على مشروعية المقاومة.

بالإضافة الى ان العملية تأتي في فترة حساسة تعيشها القدس المحتلّة وسط هجمات استيطانية واسعة لا خيار في التصدي لها سوى المواجهة والمقاومة، اذ ان أي ادعاءات بالتسويات السياسية لن يقدّم شيئاً للشعب الفلسطيني، وتؤكد أوساط حركة الجهاد الإسلامي “أن مشروع التسوية لا يمكن الرهان عليه…نحن في غزة لا نترك المقاومة ونحن سند لها أينما وجدت في فلسطين”، فيما أكدت حماس في بيان لها عقب العملية “على أن خيار المقاومة الشاملة بأشكالها كافة وعلى رأسها المقاومة المسلحة هو القادر على لجم العدو ووقف عدوانه”.

العملية بالقراءة الاسرائيلية

تشير أوساط التحليل في الشؤون الإسرائيلية ان “المؤسسة العسكرية” للاحتلال تعتبر العملية “تصعيدًا غير مسبوق” لا سيما انها تمت بإطلاق نار من سلاح، وتدّعي تقديرات الاحتلال أن السلاح الذي استخدمه الشهيد أبو شخيدم في العملية هو” من طراز M112 برتا وليس سلاح “كارلو” محلي الصنع، معتبرة أن وصول أسلحة نظامية (غير مصنّعة بشكل يدوي)، هو نتيجة عملية معقدة للغاية”.

ويخشى الاحتلال ان تتعدى هذه العمليات الفردية دائرة القدس والضفة الغربية وأراضي الـ 48، وصولاً الى تصعيد مع فصائل المقاومة في غزّة، وتطرح هذه الأوساط سؤلاً جديًا حول “إذا ما كانت الأحداث الأخيرة في القدس ستؤثر أيضًا على الوضع في قطاع غزة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.