إيران والصين.. كسر تطاولات الحصاريين

IranChina

موقع إنباء الإخباري ـ
عمّان ـ مروان سوداح:

لم تتمكن القوى الغربية المتربولية التقليدية برغم سطوتها وزعيقها، وفي مقدمتها الأمريكية الفالتة مِن عِقالها حالياً في المنطقة، مِن كسر شوكة العلاقات الكفاحية بين الدول الوطنية وشعوبها. فالحصار الذي ضربه الغرب وأتباعه البررة على إيران، لم يَطل طهران، بل كان دافعاً الى مزيد من تحقيق فعالية في مجرى التقارب بين الدول الوطنية الكبرى الناضحة بالعنفوان والأنفة، ونيل النجاح في روابطها، والسير بخطى حقيقة في طريق شمولية التبادلات الاقتصادية، فالتكاملِ إرساءً لسيرورة جديدة في العلاقات الإنسانية، طارِدة الغرب التوسعي، وحالّةً محله منطقاً آخر تعاوني القسمات وبَشري جَمعي الرؤى ومكاني الهوى.

في علاقات ايران بالصين، نلحظ تقدماً إقتصادياً على نحو متسارع لا يأبه للحصار الغربي الذي يُسمّونه مخطئين حصاراً  دولياً على إيران. فقد ارتفعت واردات جمهورية الصين الشعبية من النفط الإيراني الخام بنسبة 81% على أساس يومي، في شباط الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وزيادة بنسبة 68% ، مقارنة بكانون الثاني الماضي. وتشير الاحصاءات الصينية، الى أن بكين ابتاعت نحو مليون طن من النفط الخام في شباط الماضي، أو ما يعادل نحو 521330 برميلا يومياً، مقابل 309906 براميل يومياً في كانون الثاني الماضي، وكانت الصين استوردت 288576 برميلاً من الخام الإيراني في شباط 2012. وفي مَعنى هذه الارقام دلالة على نمو مُطّرد وثابت في العلاقات السياسية بين طهران وبكين، ورغبة صينية بدعم إيران في وجه الصلف الغربي والامريكي، وتوسيعاً مأموناً للتبادلات السامية بين الطرفين، تعمل على ازدهار سوق النفط، والى جانبه الاسواق الاخرى التي تعتاش عليه في الدولتين، مما يؤكد نهجاً جديداً في العلاقات الدولية، ونمطاً بدأ يرسخ بالتدريج لجهة تصليب المواقف السياسية والمنعة العسكرية للعاصمتين، ومساندة تطلعاتهما الكونية المشروعة.

مُحَافظة الصين الشعبية على مكانتها كأكبر زبون لإيران وكأكثر زبون موثوق للنفط الإيراني وايران يُشير الى فشل الحظر النفطي الذي يفرضه الغرب التوسعي على طهران، وفشل آلياته، فقد أنتج التهور الأمريغربي على إيران المزيد من دعم الصين لطهران في الامم المتحدة والمؤسسات الدولية على أسس المنفعة المتبادلة والتقاطعات السياسية النافذة، ووسّع من دائرة التعاون الهادف بينهما على الصعيد المناطقي والأُممي، وفشَّل العقوبات أحادية الجانب المُتّخذة خارج إطار المنظمة الدولية على إيران، وتلك العقوبات الامريكية والغربية التي أكدت للمرة المليون عقم العلوم السياسية الامريكية والغربية وجنونها الموصول وعدم آهليتها لقيادة العالم، وخسارتها المتصلة لمصالحها الخاصة ومواقعها الاقليمية والدولية، لأسباب عديدة أولها تعنتها ولا عقلانية استنتاجاتها السياسية المرتكزة الى مصالح الدركي خاصتها إسرائيل، فحَفَرَت الأنظمة الغربية قبرها الاقتصادي والسياسي بنفسها، وأودت بروحها في مستنقعات أوسطية لا فكاك منها سوى بالحوار مع المتحالفين الكبيرين إيران والصين على أُسس ندية.
* رئيس الإتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.