اغتيال سليماني والمهندس: الرد … ردود

 

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:

أمّا وإن الحماقة الأمريكية قد ارتكبت جريمتها الشنعاء باستهداف الفريق قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس وكوكبة من الأبطال فإنّه لا بدّ من الرد عليها.

هذا ما أعلنه أصحاب القرار في إيران بكل ثبات، وعين الخلف له مباشرة، واجتمع مجلس الأمن القومي الأعلى برئاسة قائد القوات المسلحة سماحة السيد علي خامنئي دام ظلّه الشريف، وتم رسم الخطة وتحديد الأهداف الاستراتيجية، والتي ستنفّذ في الوقت المناسب.

هذا على مستوى الرد العسكري، ولكنه ليس الرد الوحيد، إذ أن الجواب على هذه الحماقة بدأ منذ لحظة إعلان الإغتيال، وما تبعها من ردّات فعل على المستويين الإقليمي والعالمي، إذ يمكننا أن نقول إن هذه الدماء الزّكية ما إن سالت على الأرض حتى زلزلتها وارتقت إلى السماء، فكان وقع الخبر صاعقاً على الجميع، أحبّاء، أصدقاء، أعداء..

منذ لحظة الأغتيال ضجّ العالم بأسره، وأصبح الخبر وما تلاه شغله الشاغل، فالأمر ليس عادياً أبداً، ووقعه على الأنفس له صدى فريد من نوعه وآثاره.

فالفريق قاسم سليماني كان قائداً على مستوى العالم وليس على مستوى بلد، وبالتالي فإن اغتياله ستنعكس آثاره على هذا العالم بأسره.

وهنا لا بدّ من ذكر بعض النتائج الذي أحدثها هذا العمل الجبان وقبل أن يحدث الرد الفعلي عليه:

_ على مستوى بلده إيران فقد نزلت الحشود الغفيرة إلى الأرض نادبة ، غاضبة، مستنكرة حتى ضجّ البلد حزناً على فقده، متوعّداً بالثأر لدمائه الطاهرة. وقد رًفعت راية الحزن السوداء فوق قبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد وراية الثأر الحمراء فوق قبة مسجد جمكران في قم.

_ في العراق حيث استشهد كان المشهد في التشييع مهيباً، بالتأكيد مخيفاً للأعداء وقد جاءت النتيجة عكس ما رغبوا وعكس ما خطّطوا له، بعد أن حاولوا جاهدين شق الصف الشيعي، وتشويه صورة إيران وكل من ينتمي لها، وإذا بالولايات المتحدة تفاجأ بأن هذا الدم الطاهر سيخرجها هي، ويرتد مكرها عليها، إذ أن معظم أهله توحدوا في وجه غطرستها وهيمنتها وهمجيتها، ليكونوا صفا واحداً في وجه عدوهم الحقيقي “الولايات المتحدة الأمريكية” التي لم تراعي حرمة لاتفاقية أو بلد أو عرف. تشييع مهيب للشهداء، والتنقل بالشهداء من مزار إلى مزار بموكب سيسجّله التاريخ، ويظهر عظمة هؤلاء الأبطال المخلّدون.

_ بيوت العزاء نصبت في كل بلد ترك فيه أثراً، لتتقبل فيه التعازي في حدث لم يسبق له مثيل، لبنان، فلسطين، سوريا، اليمن… التعازي في كل مكان، وبات اسمه على كل لسان، والجميع يشعر بحرقة الفقد واليتم، وقد غسّلته الدموع، وباركت له هذا الوسام الإلهي الكريم وتعهّدت بالثأر للدماء الزكية، والإستمرار على النهج القويم، فهي شعوب تقوى عزيمتها بالشهادة.

_ منذ صباح يوم الجمعة والموفدون من الدول يسعون لدى الجمهورية الإسلامية من أجل أن يكون الرد معقولاً! أكثر من دولة عربية وأجنبية دون جدوى، فهذه الدماء المباركة أكبر من أن يُساوم عليها لمن يساوم فكيف بالذين لا يساومون أصلاً!

_ الرعب يسيطر على الأعداء، الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت أسلوب الغدر وهو أسلوب الجبناء الضعفاء لا تعرف كيف تواري سوءتها، فتُخلي الرعايا وتُهرّب مواطنيها، بعد أن هرب سفيرها من العراق.. وإسرائيل تتخذ كل إجراءات الحذر الممكنة، والحياة تكاد تتوقف في شرايينهم _ وهذا ليس بعاصمهم _لأنهم لم ولن يعرفوا كيفية الرد وطبيعته وما يعرفوته هو قدرة الجمهورية الإسلامية وحلفائها على إيلامهم دون خوف أو وجل.

_ نزول مظاهرات  في الولايات المتحدة الأمريكية تطالب رئيسهم الأحمق بسحب قوّاته من العراق، ويرفض المشاركون فيها الحرب.

وما زالت آثار هذه الدماء تتفاعل على أرض الواقع لتنتصر لذاتها حتى قبل حصول الرد الفعلي الذي سيحدث زلزالاً من نوع آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.