الإمام الخميني… المؤمن الذي غير العالم بين العودة والرحيل

وكالة مهر للأنباء –

جهاد أيوب:

هو عبد الله الصافي النية، والثابت في بصيرته، والباحث بدين جده، والنقي في تثبيت معالم معاصرة في كيفية تقديم ثورة إنسانية إسلامية لا تعرف خيانة كِتابها وأناسها، ونبيها والمنتظر.

هو الإمام روح الله الموسوي الخميني الذي زرع شجرة ثابتة في أرض تحتاجه بعد طول حرمان، أرض أشبعت خيانات، وبيعت ثرواتها للشيطان، فكانت ثورة من ذهب، ثورة من بصيرة، ثورة من روح الملائكة وتراب الأرض وإشعاعات حروف القرأن، ثورة كي الظلم والظالم، وفتح نافذة مغايرة عن كل ثورات الأرض؛ ثورة الإمام الخميني كما يشبهونها في بلاد الغرب، وفي الحقيقة هي ” الثورة الإسلامية في إيران”.

قبل عودة قائد التغيير، ومفجر فكر الثورة الحق الإمام الخميني إلى إيران في 1 فبراير 1979 إعتقد العالم أن ما يحدث مجرد تحرك شعبي سرعان ما يعود إلى معسكر أميركا بمجرد إستلام الحكم، ولكن هذه العودة لم تأتينا من فراغات الدماء، ولم تعرف خيانة تعب المستضعفين في الأرض، ولا تبيع ثمار أعمار الحالمين بالكرامة في أسواق الجلاد الأميركي والغرب الكاذب، العودة كانت مبنية على ثوابت إيمانية منطلقة من عاشوراء الإمام الحسين، ومن مناهج الكتاب الكريم، ومن قراءة معمقة لكل الواقع بسياساته وإقتصاده، وحركته الإجتماعية والتربوية.

لذلك كانت صفعة مدوية على جبين زمن الإستغلال الأميركي، ومنارة مشعة على رأس الإنسان الثائر الحالم بوطن يؤمن له كرامة العيش والتصرف والقوة، وفي هكذا حلم وواقع تُبذل الدماء، وتخاط الأكفان، وتعشق الأرض لأجساد الشهداء، وتوضع النقاط على الحروف!.

إن لعودة الإمام الخميني إلى إيران الثورة الإسلامية الكثير من معاني التغيير، التغيير في تقديم سياسة تعتمد على الإنسان، وسياسة المواقف الخالصة في خدمة الأوطان

إن لعودة الإمام الخميني إلى إيران الثورة الإسلامية الكثير من معاني التغيير، التغيير في تقديم سياسة تعتمد على الإنسان، وسياسة المواقف الخالصة في خدمة الأوطان، وعدم تقديم الشعوب كأدوات رخيصة لمصالح سياسة الغرب الذي يتنكر لوجود الإنسان خارج حدوده!.

عودة فجرت في العروق البشرية حركة تأسيسية لرفع غطاء الظلم عن المظلومين، لتثبيت أن العين أقوى من السيف، ولرفع راية العدالة التي لا بد من أن تتحقق مهما أصيبت بمعيقات مرحلية بسبب كثافة المتكالبين عليها، وتزايد الأعداء من حولها!.

عودة الخميني هي عودة الروح إلى الأرض، إلى الثورات الخامدة، إلى تصحيح البصر كي يرى البصيرة، إلى تقديم أحلام مغايرة في ثمار التجربة، والتجربة التي أصبحت حقيقة…

وبين العودة والرحيل في 3 حزيران 1989 – رحل الإمام الخميني – حكايات من نور الروح، وتثبيت الدروس، وغناء العنفوان لرايات شكلت مرحلة جديدة في سياسات العالم، ولم تخجل من بلادها وحالها وحقيقتها رغم الحصار الأميركي القاتل…

بعد رحيل الإمام الخميني إلى جوار الخالق أخذت ثورته بعداً جديداً من الدرس إلى التطبيق، أقصد رحيل الإمام حمّل مسؤولية للثورة وأركانها وللأجيال التي تسلمت الراية، وكأن هذا القائد النبيل لم يمت، وكأن هذا الثائر البصير لا زال حياً، وكأن ثورته لم تعرف غير الشمس، وكأن أفكاره توجيهاته، وحقائق تطلعاته يقوم بتسيرها والتحكم بها وخوضها من غرفته المتواضعة، ومن خلف منظار المسؤولية الكاشفة لأحداث رسمها وتتحقق!.

كل الثورات في الأرض تموت مع موت قائدها، مفجرها، ملهمها إلا الثورة الإسلامية في إيران حيث إزدادت توهجاً وحكمة وذكاء بعد رحيل مؤسسها الخميني جسداً عن الأرض

كل الثورات في الأرض تموت مع موت قائدها، مفجرها، ملهمها إلا الثورة الإسلامية في إيران حيث إزدادت توهجاً وحكمة وذكاء بعد رحيل مؤسسها الخميني جسداً عن الأرض، وإستمرت في بناء الدولة، وها هي إيران أصبحت قوة إقليمية تنافس العالم بالحكمة بالعدالة بالعلم وبالقوة العسكرية وبالتقدم المعهود دون تكاذب على الشعوب، وبالفن والثقافة. والأهم بالتصالح مع شارعها، دولة تقف مع كل مظلوم إن أحتاجها!.

رحل الإمام جسداً، لكنه بيننا في كل لحظة، ولا مرة شعرنا بغيابه عنا، ولا مرة صورته فارقتنا، ولا مرة صوت أحلامه مواقفه حسمه طفولته سيرته أشعاره وعلومه وحنكته وحكمته كانت بعيدة عنا، لا بل يدرسها العدو كي يتعلم مفاتيحها كما نحن ندرسها مع فارق أننا نحن نتعامل معها بمصداقية الإيمان وبصفاء الروح والإلتزام، بينما العدو يتعامل معها بخبث وشرور كي يكتشف أسرارها ليحاربنا بها؛ وشتان بين الحاقد والصادق، بين الشيطان الذي يشوه الحقائق والإنسان الذي يبني من أجل كرامته، وهذا هو المفتاح الجوهري الذي زرعه الإمام الخميني فينا ولا ولن يعرفه الشيطان في الغرب وفي أميركا!.

العودة والرحيل سيان في كتاب التغيير الذي أحدثه وجود الإمام الخميني في هذا الكوكب المنشغل بالحروب على حساب الشعوب، والشياطين الغزاة تبارك إستمرارية وجودها من جراء سرقة خيرات غيرها والقتل والخيانات، بينما كتاب الخميني هو شروق شمس الإنسان بحكمة القرأن، ورفض الذل والظلم والخنوع، والايمان المطلق بأن الجهاد ضد السارق الحاقد الظالم حكمة ربانية لا تغدر بمن يؤمن بها!
عودة ورحيل الإمام الخميني، وإستمرارية دولة الثورة في إيران بثقة والتزام وإتزان هي بروفة تمهيدية لدولة الإمام المهدي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.